باكستان وأفغانستان تحاولان تحويل طالبان إلى حركة سياسية
![باكستان وأفغانستان تحاولان تحويل طالبان إلى حركة سياسية](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/40025_660_the-life-of-taliban-in-photos-7.jpg)
قال مسؤول حكومي أفغاني كبير إن باكستان صادقة في تأييدها لعملية السلام الأفغانية الناشئة، وتتفق مع ما تهدف إليه الحكومة الأفغانية من تحويل طالبان إلى حركة سياسية.
وينظر لباكستان حليفة الولايات المتحدة على أن لها دورا حيويا في الجهود الأمريكية والأفغانية، لتحقيق الاستقرار في البلاد قبل انسحاب أغلب القوات القتالية، التابعة لحلف شمال الأطلسي بحلول نهاية عام 2014.
وأضاف المسؤول في إشارة لباكستان: "قالوا لنا إنهم يشتركون معنا في الرؤية المتضمنة في خريطة الطريق التي وضعناها، والتي تعتمد بشكل أساسي على تحويل طالبان من كيان عسكري إلى كيان سياسي، لتمكينهم من المشاركة في العملية السياسية الأفغانية، والسعي للسلطة سلميا مثل أي كيان سياسي في أفغانستان".
وأشارت تصريحات المسؤول الأفغاني إلى تفاؤل غير مسبوق من أفغانستان، فيما يتعلق بأن باكستان، التي اتهمت منذ زمن طويل بدعم جماعات أفغانية مسلحة، مستعدة الآن أن تلقي بثقلها وراء جهود المصالحة، التي ما زالت في مراحلها الأولى.
وأعاقت الريبة المتبادلة بين أفغانستان وباكستان جهود مواجهة المتشددين، في واحدة من أكثر المناطق توترا في العالم، حيث ينظر لباكستان منذ فترة طويلة على أنها عازمة على التصدي لنفوذ الهند في أفغانستان، ويعتقد أنها تدعم سرا حركة طالبان، على أمل أن تعمل الحركة على إقصاء الفصائل الأفغانية المنافسة لها والموالية للهند.
وأصبحت أفغانستان وباكستان مقتنعتين الآن، فيما يبدو، بأن التعاون من مصلحتهما، مع اقتراب موعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي،
ومن الممكن أن يؤدي عدم الإقدام على هذه الخطوة إلى زيادة جرأة طالبان.
وقال المسؤول الأفغاني الرفيع: "أعتقد أننا نشهد أيضا وضعا يتطور فيه خطر التطرف، بشكل يخرج عن نطاق سيطرة الجميع، وتعاني باكستان من عنف طالبان الباكستانية، وهو ما يؤثر سلبا على مصلحة واستقرار البلدين، ولذلك فإن المحادثات المباشرة التي جرت في الآونة الأخيرة بين طالبان والمسؤولين الأفغان في فرنسا مفيدة جدا لجهود السلام".
ولم يتسن على الفور الاتصال بالمتحدث باسم طالبان، للتعليق على المباحثات التي أجريت في فرنسا، وشملت المحادثات أعضاء سابقين من تحالف الشمال الذي ظل يحارب طالبان لسنوات طويلة ومفاوضي سلام أفغان.
وتقول طالبان إن شخصيات بارزة تمثلها في المحادثات مثل شهاب الدين ديلاوار من مكتبها السياسي ومقره قطر، وحتى الآن قام مسؤولوا طالبان وأفغانستان باتصالات غير مباشرة فقط.
وكان هناك مسار آخر من المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة في قطر وعلقها المتشددون، وقالوا إن هناك عدم اتساق في الموقف التفاوضي للولايات المتحدة مما أثناهم عن الاستمرار، لكن المسؤول الأفغاني الرفيع، قال إنه من أجل الإبقاء على ذلك التفاؤل ستحتاج باكستان لاتخاذ خطوات ملموسة أخرى، بعد الإفراج عن بعض أعضاء طالبان الأفغانية المحتجزين، الذين ربما يكونون مفيدون في تشجيع السلام.
وقال مسؤولون عسكريون باكستانيون ودبلوماسيون غربيون إن قائد الجيش الباكستاني، جعل من المصالحة بين الفصائل المتناحرة في أفغانستان أولوية كبرى، في أحدث مؤشر حتى الآن على أن إسلام آباد تتبع نهجا عمليا في تشجيع السلام مع طالبان.
ويؤيد الجنرال أشفق كياني، الذي يقال إنه أقوى رجل في باكستان، الحوار ومن أسباب ذلك مخاوف من أن تؤدي نهاية المهمة القتالية الأمريكية في أفغانستان عام 2014 إلى إحياء تمرد على الحدود، بين البلدين طبقا لما قاله قادة يعملون في المنطقة.
وعلق المسؤول الأفغاني بقوله: "أعتقد أن هناك شعورا بأن ذلك التعاون الذي نحصل عليه من باكستان الآن له مغزى، ومضى يقول "بصراحة السبب من وجهة نظرنا، هو أن باكستان توصلت إلى خلاصة مفادها أن الوقت ينفد، فلم يعد الأمر يتعلق بزعزعة استقرار أفغانستان والافتقار للأمن في أفغانستان، لكن الأمر يتعلق جدا بمسألة أمنهم هم".
وقالت كابول إنه تم التخطيط للهجوم عليها مؤخرا في باكستان بالتعاون بين البلدين، ففي السادس من ديسمبر أصاب انتحاري من طالبان، كان يخبيء متفجرات في ملابسه الداخلية ويتنكر في صورة رسول للسلام، مدير المخابرات الأفغانية في كابول، وأعلنت طالبان الأفغانية مسؤوليتها.
وينظر لشبكة حقاني، على أنها عنصر محتمل في إفساد عملية السلام، وهذه الشبكة متحالفة مع طالبان لكن دبلوماسيين يقولون إنها لا يمكن التكهن بمواقفها، غير أن المسؤول الأفغاني قال إنها ستكون موضع ترحيب في عملية السلام ما دامت ستنفذ شروطا بعينها، مضيفا: "من وجهة نظرنا، باب السلام مفتوح للجميع، حقاني مجموعة من الناس تمثل تحديا كبيرا".
وتابع: "لكن إذا اختاروا الانضمام إلى عملية السلام، فأنا متأكد من أن عملية السلام سوف تشملهم"
وينفي جهاز المخابرات الباكستاني اتهامات أفغانية، بأنه يستغل شبكة حقاني وجماعات متشددة أخرى في مواجهة نفوذ الهند في أفغانستان.
ويُلقى باللوم على شبكة حقاني في عدد من الهجمات الكبرى على أهداف غربية، بما في ذلك سفارات في كابول مما يبرز مدى قدرة المسلحين على الصمود بعد سنوات من محاربة القوات الغربية المزودة بأحدث أسلحة.
وصرح المسؤول الأفغاني الرفيع بأن أفغانستان تأمل في بدء مفاوضات رسمية مع طالبان في العام القادم، وأنه لابد أن تكون طالبان قادرة على إحداث نوع من التحول الى كيان سياسي قريبا، لأن الفترة المهمة هي عام 2013، وإذا بذلت باكستان وأفغانستان جهدا كافيا فسنكون قادرين على إحراز بعض التقدم على هذه الجبهة". على حد تعبيره.