«كتالة النوبية» تشارك بـ«سلاح».. و«عمال المحلة» بـ«وضع إدارى خاص»
لم يمر على حكم الرئيس محمد مرسى سوى أشهر معدودات حتى ظهر العديد من الحركات المختلفة المطالبة بإسقاط حكمه ودستوره الذى جاء متنافياً مع مبادئ الثورة، بحسب قولهم، بعضهم حمل السلاح مثل حركة كتالة النوبية والبعض الآخر خرج وسيطر على إدارة الحكم المحلى كما فعل عمال المحلة فيما قررت مجموعة من السيدات تدشين حركة لهن معلنات فيها انفصالهن عن دولة المرشد سميت بحركة «نساء بلا حدود».
«الوطن» رصدت تحركات تلك الحركات وكيفية مشاركتها فى مظاهرات الذكرى الثانية للثورة.
«كتالة النوبية» ترفض التفاوض مع الإخوان وتؤمن تظاهرات 25 يناير بالسلاح
«كتالة» الحركة النوبية، التى أحدثت جدلا واسعا لإعلانها استخدام السلاح للانفصال عن حكم الإخوان مطلع الشهر الجارى، أكدت مشاركتها السلمية فى مظاهرات واحتجاجات 25 يناير وأنها ستستخدم سلاحها لتأمين تلك التظاهرات فى أسوان، وهو ما أكده أسامة فاروق الرئيس التنفيذى للحركة، قائلاً إن «كتالة» قررت المشاركة بقوة فى فاعليات الذكرى الثانية للثورة، خاصة مع اقتناع أعضاء الحركة بحتمية استكمال أهداف الثورة واستردادها ممن اختطفها.
وأضاف «فاروق» لـ«الوطن» إن الحركة تقوم بتجهيز لافتات المسيرات السلمية التى ستتجه من مختلف مناطق مدينة أسوان إلى ميدان المحطة والمحافظة فى قلب المدينة وأن الحركة لن تتوانى عن استخدام السلاح لتأمين المتظاهرين السلميين.
وتابع: «لنا هدف واحد فى هذه المسيرات هو إسقاط الإخوان، ولأننا كنوبيين أعطيناهم فرصة تلو الأخرى وأهانونا فقد خرجنا ضدهم هذه المرة بشكل مباشر»، وكشف الرئيس التنفيذى للحركة أن عددا من المسئولين التنفيذيين جاءوا إلى أسوان للتفاوض مع النوبيين وكانت هذه المرة الأولى التى يسعى فيها النظام للتودد للنوبيين، قائلا: «لم نتفاوض مع أحد لأننا نرى أن هذه خطوات غير جدية للاستجابة لمطالب النوبيين والاعتذار لهم، فقد تمت دعوتنا للحوار فى مجلس الوزراء ورفضنا، وجاء أسامة ياسين وزير الشباب والرياضة إلى أسوان ورفضنا لقاءه بالإضافة إلى رفض القوى الشبابية للقاء هؤلاء المسئولين».
عمال المحلة يخرجون فى 12 مسيرة ويطالبون بوضع إدارى خاص عن المحافظة
أما عمال المحلة فقرروا مواصلة الخروج فى مظاهرات حاشدة لاستكمال أهداف الثورة التى لم تتحقق حتى الآن وهو ما عبروا عنه بسيطرتهم على إدارة الحكم المحلى كرسالة إلى النظام الحاكم بأنهم يستطيعون فصل المدينة محلياً عن المحافظة والسيطرة عليها، بحسب قول كريم بحيرى، ناشط عمالى، وأضاف البحيرى أن العمال اتخذوا من عبارة «الشعب يريد إسقاط النظام» شعارا لهم.
وأكد بحيرى أن كافة القوى السياسية سوف تشارك فى مسيرات العمال أبرزها جبهة الإنقاذ الوطنى بالإضافة إلى الائتلافات العمالية كائتلاف عمال المحلة وائتلاف عمال الغزل والنسيج، خاصة بعد تهميش العمال فى الدستور الجديد وفى لجنته التأسيسية وعدم إتاحة الفرصة للعمال بتكوين نقابات عمالية ممثلة لهم.
ولفت البحيرى إلى أن تحركات العمال الأخيرة فى المحلة لا تعنى رغبتهم فى الانفصال عن الدولة ولكنهم يريدون الانفصال إدارياً عن المحافظة باعتبار المحلة مدينة ذات طابع خاص ومن حقها أن تكون مسئولة عن مواردها كما حدث مع مدينة الأقصر التى تحولت إلى محافظة نظرا لطبيعتها السياحية الخاصة.
وأرجع البحيرى رغبة العمال فى ذلك الانفصال الإدارى إلى الإهمال الشديد والتهميش الذى تقابله المدينة الصناعية من قبل محافظ الغربية الذى لا يخرج اهتمامه عن مدينة طنطا فقط وهو ما انعكس على تدهور البنية الأساسية لمدينة المحلة ومرافقها، لافتاً إلى أن العمال لديهم مطالب سياسية كالحق فى تكوين النقابات العمالية، واقتصادية كوضع حدين أدنى وأقصى للأجور لا يتجاوز الـ 30 ألف جنيه وربطها بالأسعار وهو ما تجاهله الدستور، الذى وصفه بدستور الإخوان.
وأشار البحيرى إلى أن العمال لاقوا مشاكل ومضايقات كثيرة من قبل الإخوان كالاعتداء عليهم من جانب الأمن والإخوان، وسيطرة الإخوان على جميع الموارد الحياتية كرغيف الخبز والأنابيب من خلال تخصيص حصص لهم فى حين أن المواطن المحلى يعانى من أجل الحصول عليها، لدرجة وصفها بـأنها فجة.
وأكد بحيرى أن عمال المحلة سوف يستكملون أهداف ثورتهم وأنهم قادرون على تحقيق ما يريدون وأن سيطرتهم على إدارة الحكم المحلى أكبر دليل على ذلك مرددا: «لدينا مجموعات عندها القدرة على تسلق الحيطان مفيش حد كبير على أهالى المحلة ولو عايزين الاستقلال والحكم الذاتى نعملها».
وحول ما يردده البعض بأن الدكتور محمد مرسى استلم البلد فى ظروف اقتصادية صعبة وأنه يحتاج إلى وقت لإصلاحه قال بحيرى: «الإخوان حالياً مسيطرون على أغلب مناصب الدولة وهذا أمر لا يهمنى إذا أردتم أخونة الدولة أخونها ولكن أريد أن أرى بوادر.. عبدالناصر قام بثورة وجاب رجالته ونصر مصر ولكن كانت هناك بوادر عملية لما قام به على الأرض».