مسجد ومقام السيدة «حورية» فى بنى سويف: صرح حضارى إسلامى وملاذ لشفاء المرضى
مسجد السيدة حورية فى بنى سويف
«مسجد السيدة حورية»، تحفة معمارية تعكس عبق الحضارة الإسلامية فى وسط مدينة بنى سويف، يزين المنطقة بقبته الخضراء وتصاميمه الفريدة التى تعود إلى أكثر من قرن من الزمان، وإلى جواره ضريح السيدة حورية، الذى يقبل عليه الزوار من كل أرجاء المحافظة.
على بعد خطوات من المسجد الذى سمى على اسمه الميدان المجاور له، يتوافد المريدون من كل الأنحاء لزيارة مقام السيدة حورية للتبرك بها وطلب مساعدتها فى الشفاء، وحل مشاكلهم، لتختلط الحضارة المعمارية الأثرية مع روحانيات التبرك بآل البيت نسبة لنسب السيدة حورية للإمام على كرم الله وجهه.
«تطيب المرضى وتساعد المكروبين»، عبارة موجزة لإمام المسجد الشيخ كمال عبدالتواب مرسى، وصف بها سبب تدفق الزوار على الضريح، وتابع قائلاً: «الاسم الحقيقى للسيدة حورية هو زينب الحسينية، نسبة إلى الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما، وسميت زينب نسبة إلى عمتها السيدة زينب الكبرى بنت على رضى الله عنه، ولقبت بزينب الصغرى، كما لقبت بالسيدة حورية لجمالها وورعها وتقاها، وتوفيت وهى بكر لم تتزوج ونسبها من جهة الأب فهى زينب بنت أبى عبدالله شرف الدين الإمام الحسين بن على كرم الله وجهه، ونسبها من جهة الأم يعود لكسرى ملك الفرس، واشتهر عن مقامها أن زيارته تشفى المرضى، فقد كانت فى معركة كربلاء الشهيرة، قائدة للمستشفى الميدانى، وهى بنت السبعة عشر عاماً أو الثامنة عشر، ورغم الصدمة فى مقتل سيد شباب أهل الجنة حضرت إلى مصر مع السيدة زينب عقيلة بنى هاشم وبصحبة أخيها الأكبر على زين العابدين، وفى أحضان أمها فاطمة أم الغلام وبرفقة زوجة أخيها السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن، محبة للترحال، والسفر، فكثيراً ما كانت تتنقل بين قرى مصر وزائرة مستديمة لمقابر الصحابة والتابعين، فكانت رحلتها الأخيرة إلى أرض البهنسا ببنى مزار بمحافظة المنيا، حيث بقيع مصر الكبير وما يحويه من مقامات أكثر من خمسة آلاف صحابى وتابع لرسول الله وأثناء عودتها أصيبت بحمى شديدة توفيت على أثرها داخل بنى سويف وتم تشييد مقامها بمكانه الحالى».
وأضاف أنه فى عام 1323 شرع أحد أعيان بنى سويف فى بناء المسجد بجوار المقام ويدعى عثمان بك، بعد رؤيته لها فى المنام، حسبما يقولون، ومطالبتها له بإنشاء المسجد ليتوفى قبل الانتهاء منه، ويستكمل نجله إسلام باشا بناء المسجد بشكله الحالى فى خلال أشهر معدودة، وبخارجه ساحة كبرى لإقامة المولد فيها، الذى يواكب سنوياً العشر الأواخر من شهر شعبان، بالإضافة إلى ضريحى الشيخ سعد ويوسف وهما من رفقائها أثناء ترحالها.
ولفت إلى أن المسجد يتحول إلى خلية نحل فى رمضان، عن أى وقت آخر، حيث تعقد دروس العلم وحلقات قراءة القرآن الكريم، إلى جانب دور اجتماعى يتلخص فى مساعدة الفقراء بتوزيع الوجبات والأطعمة بخلاف 2000 شنطة رمضان يتم توزيعها فى بداية الشهر الكريم، وفى نهاية اليوم مع صلاة العشاء هناك خطبة دينية أخرى فى منتصف صلاة التراويح.
فيما أكد محمود مسعود، مقيم بمحافظة الفيوم، أن المريدون يوجدون بصفة دورية ومستمرة، وأضاف قائلاً: «أوجد ببنى سويف لزيارة مقام السيدة حورية للتبرك به، وطلب مساعدتها فى التودد إلى الله بشفاء نجلى، لأنى سمعت إن لها كرامات فى شفاء المرضى، وناس كتيرة شفيوا على بركتها»، البركة والشفاء تلازم كل المريدين والزائرين للمقام وجميعهم يؤكدون شفاء كل من طلب الدواء، حيث تقول سعيدة سليمان، مقبلة من محافظة سوهاج: «أنا من ساعة الست ما حققت لى اللى طلبته منها وخلت بنتى تخلف بعد 10 سنين من عدم الإنجاب، ندرت قدومى لها أسبوعياً، أتودد لها وأشكرها، وادعى لكل ولادى ربنا يكرمهم بحق السيدة حورية».