اضحك «كركر»: مصانع «المعسل» مع شفيق
ليس لديهم أى انتماء سياسى لتيار بعينه، لكنهم قرروا المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية لاختيار مرشح بعينه حفاظاً على «أكل عيشهم» المهدد بنجاح أحد المرشحين اللذين سيخوضان جولة الإعادة، هم أصحاب مصانع المعسل والعاملون فيها، ممن يشعرون أن مستقبلهم المهنى سيتوقف على التاريخ الذى ستُجرى فيه جولة الإعادة، فنجاح شفيق يعنى استمرارهم فى أعمالهم، ونجاح مرسى يعنى «خراب بيوتهم» لأن مصانعهم «هتتقفل هتتقفل».
«أنا لا أفهم سوى فى صناعة الدخان، ورثتها أباً عن جد، ولو حكم الإخوان سأنقل مصنعى خارج مصر»، قالها إبراهيم الإمبابى، رئيس شعبة «السجائر والدخان» باتحاد الصناعات، وأحد أصحاب مصانع تصنيع المعسل، متخوفاً من سيطرة التيار الدينى على مقاليد الحكم فى مصر.
«الإمبابى» الذى يرأس شعبة تضم فى عضويتها 74 مصنعاً تعمل فى تصنيع السجائر والدخان والمعسل، كشف عن تأييد الشعبة بالإجماع للفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة.
وقال: «لو شفيق مجاش مصانعنا هتقفل، إحنا عايزين رئيس نقدر نشيله فى أى وقت مش مرشد لو انتقدناه نُعتقل».
وأبدى «الإمبابى» تخوفه من سيطرة الإسلاميين على الحكم، لافتاً إلى قيام أحد المحامين المنتمين إلى حزب «النور» برفع دعوى قضائية لإيقاف الشركة الشرقية للدخان، معتبراً القضية بداية لضرب صناعة الدخان التى تدر على الدولة المليارات سنوياً.
وقبل شهر تقريباً قام المحامى محمد حامد برفع دعوى قضائية لإغلاق الشركة نفسها وإلغاء تراخيصها وحظر تسويق منتجاتها على مستوى الجمهورية، واستند فى الدعوى إلى فتوى من الدكتور نصر فريد واصل المفتى الأسبق فى سبتمبر 1995 بتحريم التدخين، وهى الدعوى التى اعتبرها رئيس شعبة الدخان «أول الغيث»، معلقاً: «إذا كانوا لسة محكموش وعاوزين يقفلوا الشركة، أمال لما يحكموا هيعملوا إيه؟».
وأكد أن صاحب أكبر مصنع للمعسل فى طنطا تلقى رسائل من الإخوان وأعضاء حزب النور السلفى تحذره من كتابة اسمه على عبوة «المعسل» لأن اسمه عبدالغنى.
وحذر «الإمبابى» من تشريد أكثر من 15 ألف أسرة فى حال إغلاق مصانع الدخان، موضحاً أن صناعة الدخان تورد للدولة 84 مليون جنيه شهرياً كرسوم وضرائب بخلاف الشركة الشرقية للدخان التى تدر أضعاف هذه المبالغ، مؤكداً أن صادرات الدخان حققت نحو 250 مليون دولار فى ثلاثة أشهر فقط من العام الماضى.
وكشف عن تلقى شركات الدخان المصرية عروضاً للاستثمار فى كل من الأردن وهولندا، مؤكداً أنه سيفكر فى نقل مصنعه إلى هولندا إذا فاز الإخوان بالانتخابات الرئاسية، لافتاً فى الوقت نفسه إلى وجود قلق لدى شركات تصنيع الدخان العالمية التى تستأجر خطوطاً إنتاجية من الشركة الشرقية للدخان مثل شركتى «فيليب موريس» و«بريتيش توباكو» بسبب الدعوى القضائية التى تم رفعها مؤخراً، مشيراً إلى إمكانية ضياع استثمارات بالمليارات حال خروج تلك الشركات من السوق المصرية.