الحلاقة اليدوى تقطع رِجل الزبائن من صالون «أحمد»: «اللى بيجولى كلهم عواجيز»
«عم أحمد» داخل محله فى المرج
باب خشبى صغير ذو لون باهت، يقف خلفه رجل مسن، يتأمل مرآته الملطخة وأدواته التى يكسوها الصدأ، ينعى مهنة «الحلاقة» التى بدأ العمل بها وعمره 10 سنوات، يتمنى لو اختفت الموضة التى قضت عليها ليعود عمله كما كان، دكانه لا يخلو من الزبائن، وجيوبه لا تنفد منها الأموال.
انتشار الموضة ورغبة الشباب فى مواكبة العصر كانا سبباً فى قطع عيش «أحمد الأسمر»، القاطن بـ«بركة الحاج» التابعة لمنطقة المرج، بعد أن انصرف اهتمام الكثير من الشباب إلى محاكاة قصات شعر الممثلين ولاعبى الكرة، ما جعلهم يتجاهلون دكانه، حتى اقتصر زبائنه على فئة العواجيز فقط: «زمان كان الواحد يحلق دقنه ويساوى شنبه وخلاص، دلوقتى الدنيا اتغيرت، اللى عاوز يعمل قصة محمد رمضان واللى عاوز قصة لعيبة الكورة وأنا راجل كبير مش بفهم فى الحاجات دى ولا بعرف أعملها».
«موس ومكنة حلاقة يدوية»، هى أدوات «عم أحمد» منذ 70 عاماً وحتى الآن، فالحلاقة الجيدة لديه تكمن فى استخدامها وليس فى استخدام ماكينة الحلاقة الكهربائية: «المكن اللى بالكهربا بيحلق الشعر والدقن وبعد يومين بيطلع، الحلاقة الصح فى المكنة والموس بتوع زمان، التكنولوجيا والموضة هما اللى دمروا كل الحاجات القديمة اللى كان فيها الرزق والبركة».
يبدأ الرجل الثمانينى يومه فى التاسعة صباحاً وينتهى مع حلول منتصف الليل، يجلس برفقة زوجته فى الدكان، يتبادلان أحاديثهما المعتادة التى تخص أبناءهما حتى يأتيهم زبون: «ممكن يعدى أسبوع بطوله مستنى زبون، باخد معاش 1000 جنيه، كنت شغال فى قطاع حكومة، بيتصرفوا على العلاج، عندى ورم خبيث فى كتفى وداء الفيل فى رجلى، اتكسرت والدكتور عمل لى زرع شرايين غلط، لا عارف أشيل الورم ولا أعالج رجلى والشغلانة بتنقرض».