نقابة «مستقلة» لرعاية أصحاب 160 مهنة فى «بير السلم»
وائل المصرى
غرفة صغيرة فى «بير السلم» بأحد المنازل داخل شارع عرضه ثلاثة أمتار يحمل اسم «جمال عبدالناصر» فى إحدى المناطق الشعبية بشبرا الخيمة التى تتبع محافظة القليوبية، غرفة تغيب عنها الشمس ولا يدخلها الهواء وعلى بابها من الخارج مصدر للضوضاء شبه دائم يكمن فى «موتور مياه العمارة»، تحتوى تلك الغرفة على مكتب خشبى بمقعد من الجلد ملأته الأتربة والغُبار بالإضافة إلى ثلاثة مقاعد أخرى، وفى أحد أركان الغرفة يوجد العديد من الأشياء المهملة وغير المستعملة، هنا يقع مقر «نقابة الحرفيين للعمالة غير المنتظمة» كما هو موضح على اللافتة التى تم وضعها على الحائط فوق المكتب والتى تتبع وزارة القوى العاملة كما أكد مؤسس تلك النقابة.
«المصرى»: «مفيش فلوس نؤجر بها مقر على شارع رئيسى.. ونوفر فرص عمل وخدمات صحية لأعضائنا ونتمنى ضم خريجى المدارس الفنية»
وائل المصرى، 38 عاماً، مؤسس نقابة الحرفيين للعمالة غير المنتظمة، يوضح أن النقابة تم تأسيسها منذ عام 2014 بالتعاون مع مجموعة من الأفراد سبق لهم العمل بنقابات من قبل وتم تأسيسها من 50 فرداً بمهن وحرف ومختلفة، مضيفاً: «بنوفر فرص عمل لأعضاء النقابة فى حدود الإمكانيات بتاعتنا، وبنقدر نعمل لهم ورش كمان يشتغلوا فيها، وأنا بتكلم هنا باسم 160 مهنة مختلفة منها النقاش والنجار وكمان معايا ميكانيكا السيارات وغيرهم من الحرف المختلفة وبضم معايا كل العمالة غير المنتظمة ومنهم العمال اللى بيشتغلوا بعقود فى شركات لأنهم بردو بيدخلوا فى إطار العمالة غير المنتظمة».
ويتابع مؤسس النقابة حديثه: «معظم أصحاب المهن المختلفة البطاقة بتاعتهم بتطلع ومش مكتوب عليها المهنة بتاعتهم لأنها مكلفة جداً وخطواتها كتيرة، وعشان العامل ياخد ختم على جواز السفر بتاعه بيبقى بملبغ كبير نحو 800 جنيه وكده نزود من هموم العمال».
وعن موقف تلك النقابة يقول: «النقابة رسمية مُسجلة فى وزارة القوى العاملة وطالما تم قبول أوراقها فى القوى العاملة تبقى نقابة رسمية من غير كلام، ولكنها نقابة مستقلة وليست عامة، والنقابة العامة موجودة فى شارع عماد الدين وتتبع الحكومة ولينا قسم فيها تحت اسم العاملين بالبناء والأخشاب، ونحن كنقابة مستقلة بطالب بتأمينات ومعاشات للعمال والصنايعية لأنى عندى أكتر من 160 مهنة، وأنا أعرف رجال أعمال عاملين نقابات مستقلة عشان مصلحة ولكن مش كل النقابات المستقلة كده».
ويؤكد مؤسس النقابة أنه يقدم العديد من المزايا لأعضاء النقابة منها أنه يوفر فرص عمل لهم من المهن المختلفة، بالإضافة إلى «كارنيه رعاية صحية» ويتضمن تخفيض 70% على بعض المستشفيات الكبيرة، وأن أى حرفى غير قادر على التكاليف يستخرجون له تلك البطاقة دون إلزامه بدفع أي مصاريف مقابلها.
ويضيف المصرى: «من يريد الالتحاق بالنقابة نحتاج منه صورة بطاقة وصورتين شخصيتين ويدفع الاشتراك 65 جنيه فى كل عام، وبنعمل صندوق زمالة بناخد فيه من العضو 20 جنيه شهرياً والصندوق ده بيساعدهم فى حالات الوفاة والعجز والولادة والأفراح من الدرجة الأولى، ودلوقتى معايا نحو 300 عضو وبقدر أقدم لهم رعاية صحية، وانضمينا مؤخراً لاتحاد عمال مصر الحر لكن الاتحاد ده عايز من كل عضو 180 جنيه فى الشهر والصنايعى بيشتغل 3 أو 4 أيام فى الأسبوع وميقدرش على المبلغ ده».
وعن المشاكل أو الأزمات التى تواجهها النقابة يقول: «أهم مشاكلنا هى عدم تفعيل الكتاب الدورى للنقابة حتى يصبح لها دخل مستمر، وتانى حاجة إننا يبقى فى استطاعتنا نضم شباب خريجى مدارس التعليم الفنى وأقدر من خلال الاشتراكات والدخل إنى أوفر لهم فرص عمل، وأزمة أخرى وهى التأمينات والمعاشات لأنى لما اتكلمت مع حد فى الوزارة قال لى لازم تجمع لى 5000 عامل وعشان أضمهم لا بد من تأسيس نقابة عامة وبحاول دلوقتى أفتح مقرين فى القاهرة والجيزة».
وأوضح «مؤسس النقابة» أن سبب اختياره لذلك المكان ليكون مقراً لهم هو ارتفاع أسعار الشقق على الشوارع الرئيسية ومن الصعب توفيره فى الوقت الحالى، بسبب غياب الدعم ومصادر التمويل لتلك النقابة والتى تعتمد فقط على اشتراكات الأعضاء.
ويختتم «المصرى» حديثه قائلاً: «العامل محدش حاسس بيه فى الشارع نهائياً، وبنعانى أشد المعاناة فى كل شىء، وأنا عندى مشروع لو تم مش هتلاقى عامل واحد قاعد فى البيت من غير شغل بس مش لاقى اللى يتبنى الأفكار دى، وأنا بس عايز أرض مساحتها كيلومتر مربع فى أى مكان وأنا على استعداد أعمل من خلالها أكتر من مشروع فى خلال 5 سنين».