«رمضان» قال لجاره عايزك تربى ابنك عشان شتم مراتى قدام الجيران.. جابوا سكاكين وقتلوه.. «الله يرحمه»
صورة تعبيرية
«يا عم سيد عايزك تربى ابنك عشان شتم مراتى قدام الجيران» تلك الكلمات هى مضمون رسالة عتاب وجهها مبلط إلى جاره فى الوراق، لكن هذه الرسالة كانت سبباً فى قتل صاحبها رمضان عبدالناصر محمد، 39 سنة، بـ3 طعنات غائرة فى الصدر واستقرت إحدى الطعنات فى قلب المجنى عليه ولفظ على أثرها أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى مستشفى التحرير العام.
القاتل: كنت عارف إنه هيموت لما السكين دخلت كلها فى صدره
الجريمة شهدها شارع عاطف فى الوراق، وبدأت بمشادة كلامية بين الجانبين، بعد أن توجه المجنى عليه إلى منزل جاره الذى يبعد أمتاراً قليلة عن منزله، ووقف الضحية أمام منزل جاره «سيد. هـ» 55 سنة، وبدأ فى النداء عليه بصوت عال حتى خرج إليه، وعندما شاهده صرخ فى وجهه بقوله «أنا كنت جاى أضرب ابنك بس هعمل حساب ليك يا ريت تخليه يحترم نفسه عشان شتم مراتى قدام الناس فى الشارع»، فرد عليه المتهم بقوله «انت جاى تشتمنا فى بيتنا»، وأمام تبادل السباب والشتائم حضر نجلا المتهم وانهالا ضرباً بالأيدى على المجنى عليه الذى حاول مقاومتهما لكنه فشل.
12 دقيقة هى عمر المشاجرة التى جمعت الطرفين، لكنها انتهت بمقتل المجنى عليه على يد أحد المتهمين الذى أمسك بسكين المطبخ وسدد عدة طعنات فى جسد المجنى عليه فسقط على الأرض غارقاً فى دمائه، أمام عدد من الجيران الذين أسرعوا لإبلاغ شرطة النجدة بالواقعة، كما تم نقل المجنى عليه إلى مستشفى التحرير لإسعافه لكنه فارق الحياة داخل سيارة الإسعاف وتم إيداع الجثة ثلاجة المستشفى وأخطرت نيابة الوراق بالواقعة.
اختفيت فى منزل صديقى فى الهرم لمدة يوم والشرطة قبضت عليَّا قبل ما أهرب منه
خبر وفاة الضحية الذى سمعه المتهمون بعد دقائق قليلة من نقله داخل سيارة الإسعاف دفعهم للهروب من مسرح الجريمة قبل وصول المباحث إلى مكان الحادث، وتحفظت الشرطة على مسرح الجريمة حتى وصل مدير نيابة الوراق وأجرى معاينة ميدانية وشاهد آثار دماء المجنى عليه على الأرض وسط شارع عاطف أمام منزل المتهم وابنيه، وانتقل مدير النيابة إلى مستشفى التحرير وناظر جثة الضحية وعثر بها على آثار 3 طعنات نافذة فى الصدر، وأثبت التقرير الطبى أن المجنى عليه توفى إثر تعرضه لهبوط حاد فى الدورة الدموية وطعنات فى القلب.
المتهم «هشام»: «ضربت جارنا رمضان بالسكين لما لقيته بيعلى صوته على أبويا فى الشارع قدام الناس».. ورميت السكين على الطريق الدائرى ومعرفش مكان أبويا وأخويا عشان هما هربوا قبل منى
رحلة هروب المتهمين لم تدم طويلاً حيث تمكنت المباحث من القبض على أحد المتهمين وهو «هشام السيد» 23 سنة، بعد 24 ساعة فقط من حدوث الجريمة، وتم اقتياد المتهم إلى قسم شرطة الوراق، لتبدأ عملية استجوابه أمام الفريق الأمنى الذى يشرف عليه اللواء خالد شلبى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وقبل الاستجواب طلب الفريق الأمنى من المتهم الكشف عن مكان السكين المستخدم فى الجريمة، اعترف المتهم بالتخلص من السكين عقب الجريمة وإلقائه على الطريق الدائرى أثناء استقلاله سيارة ميكروباص.
«ضربت جارنا رمضان بالسكين عشان طلعت من البيت لقيته بيتخانق مع أبويا وبيعلى صوته عليه»، بهذه الكلمات بدأ المتهم اعترافه بتفاصيل جريمته أمام الفريق الأمنى، قائلاً إنه خرج من المنزل على صوت صرخات الجيران الذين كانوا يحاولون تهدئة جارهم الذى حضر للتشاجر معهم بحجة الاعتداء على زوجته، وعندما وقف المتهم أمام المجنى عليه ليمنعه من ضرب والده، نال نصيبه من الضرب، فلم يجد المتهم حلاً سوى دخول المنزل حتى يحضر سكيناً يضرب به جاره بحسب أقواله فى محضر الشرطة.
«الناس فى الشارع أول ما شافونى ماسك السكين خافوا منى وهربوا، وأنا لقيت جارنا رمضان فى وشى رحت ضاربه بالسكين فى صدره بعد ما أبويا مسك إيديه» بتلك الكلمات واصل المتهم اعترافه فى محضر الشرطة بالواقعة وقال إنه لم يكن يقصد قتل جاره بل حاول تأديبه بعد أن اعتدى بالضرب على والده أمام الجيران، وأنه حاول فض المشاجرة قبل إحضار السكين لكنه فشل بسبب استمرار المجنى عليه فى ضرب والده وتمزيق ملابسه عندها أسرع وأحضر السكين للانتقام من المتهم.
«لما السكين دخلت كلها فى صدره كنت عارف إنه هيموت وجريت بسرعة بدلت هدومى اللى كان عليها دم ولبست هدوم جديدة وهربت من البيت»، بهذه الكلمات أنهى المتهم اعترافه فى محضر الشرطة، الذى حمل رقم 20523 لسنة 2016، قائلاً إن سبب الخلاف بين أسرته وأسرة المجنى عليه هو إلقاء زوجة المجنى عليه القمامة فى وسط الشارع فعندما ذهب المتهم قبل الحادث بيومين وطلب منها عدم إلقاء القمامة فى الشارع والذهاب بها إلى مقلب القمامة فى الشارع المجاور، ردت عليه بقولها «خليك فى حالك انت هتعمل راجل عليّا»، وعند احتدام الحوار بينهما انهال المتهم عليها بالسباب والشتائم ثم تركها وانصرف، وبعد مرور 48 ساعة على الواقعة حضر المجنى عليه عقب عودته من عمله وسمع شكوى زوجته التى لم يتحقق منها، وأسرع بعدها إلى منزل جاره من أجل ضربه لكن المشاجرة التى جمعت الجانبين انتهت بقتله.
وعقب انتهاء عملية استجواب المتهم قرر اللواء هشام العراقى، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، إحالة المتهم إلى نيابة الوراق للتحقيق معه بتهمة القتل العمد، وبمواجهة المتهم حكى تفاصيل الجريمة كاملة فى تحقيقات النيابة وأقر أنه نجح فى الهروب عقب حدوث الجريمة واستقل سيارة ميكروباص من الوراق وتوجه إلى منطقة الهرم واختبأ فى منزل صديقه اليوم التالى للجريمة، وعندما شعر بأن المباحث تمكنت من تحديد مكانه بعد إجرائه مكالمة هاتفية مع والدته، حاول الهروب من منزل صديقه لكنه وجد الشرطة تحاصر المنزل وتلقى القبض عليه.
الواقعة بدأت بتلقى اللواء هشام العراقى، مدير أمن الجيزة، بلاغاً من مستشفى التحرير بوصول «رمضان عبدالناصر محمد» 39 سنة، جثة هامدة إثر إصابته بجرح طعنى نافذ بالصدر، وبسؤال شقيق المتوفى «محمد عبدالناصر» أقر بحدوث مشادة كلامية بين المتوفى وجيرانه، واتهمهم بقتله عمداً فى وسط الشارع ثم هربوا من مسرح الجريمة قبل وصول الشرطة، التى ألقت القبض على أحد المتهمين وأحيل إلى النيابة التى قررت حبسه بعد أن اقتادته الشرطة وسط حراسة أمنية مشددة إلى مسرح الجريمة لتمثيل الجريمة فى حضور مدير النيابة.