فيه «منافذ» ومفيش «تموين» مأساة أهالى «شجرة مريم»
![طابور عزبة شجرة مريم بالمطرية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/5705106881483987954.jpg)
طابور عزبة شجرة مريم بالمطرية
طابور طويل من المواطنين لا يتحرك، تحول مع مضى الوقت إلى زحام عشوائى وتكدس أمام شباك خشبى صغير لأحد منافذ التموين بعزبة شجرة مريم بالمطرية، الجميع ينعون حالهم وهم يمسكون ببطاقاتهم التموينية فيما لا يجدون سلعاً كافية تفى باحتياجاتهم. لم تكن قلة الكميات المتوافرة من السلع والزحام الشديد وحدهما أسباب غضب الأهالى، حيث زادت سياسة «الخيار والفقوس» حسب وصفهم التى شاهدوها بأعينهم: «حتى التموين بقى فيه واسطة وفقير وغنى»، دهشة وصدمة ألجمتا لسان ماجدة مصطفى، واحدة من أهالى شجرة مريم، عندما أقبلت على منفذ صرف السلع التموينية القريبة من منزلها، ووقفت فى الطابور لساعات طويلة دون نتيجة، وشاهدت مرور أكثر من شخص ليخرج من المنفذ بكميات من السلع التموينية دون انتظار طابور أو المشاركة فى زحام: «فساد كبير، وإحنا ملناش واسطة زى الناس اللى بتدخل على حس اللى يعرفوهم، ولا معانا فلوس ندفعها رشوة عشان يمشونا بسرعة زيهم»، الحقيقة التى أدركتها السيدة الخمسينية دفعتها للعودة من حيث أتت محملة بالأسى بدلاً من نصيبها من السلع، متسائلة فى حسرة: «الفلوس بتمشّى كل حاجة والفساد فى كل حتة، وإحنا عندنا التموين فى المنطقة مش لمحدود الدخل ولا حتى الغلابة، ده ماشى بالمحسوبية».
المعاناة التى تعيشها «ماجدة» لا تختلف عن معاناة محمد شفيق، هو أيضاً أصابه القدر بأن يكون واحداً من أهالى «شجرة مريم» الذين يعانون من أزمات منافذ السلع التموينية: «أنا بشوف الناس بعينى داخلة خارجة بالتموين بتاعها واحنا واقفين فى الطابور وفى الآخر يصرفوا لينا إزازة زيت أو كيس سكر وكأننا بنشحت»، الأزمة التى أثارت غضب الأهالى، أكد منصور الجمل، نائب رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بمكتب تموين المطرية، التحقيق فيها خاصة مع ورود شكاوى عديدة بسبب مخالفات أصحاب منافذ صرف السلع التموينية التى انتشرت بشكل مبالغ فيه خلال الفترة الأخيرة حسب قوله، ويضيف: «سنتحقق من الأمر، والمنفذ الذى يثبت عليه واقعة فساد، سيخضع موظفوه جميعاً للمساءلة القانونية».