بالفيديو| "سيد حجاب" و"25 يناير".. ثورة وقصيدة ورحيل
سيد حجاب
كلماته كانت هي السلاح الذي رفعه الثوار للدفاع عن حلمهم في 25 يناير 2011، يتمردون على الظلم والفساد والاستبداد رافعين شعار: "مين اللي قال الدنيا ده وسية"، ثم يردون على من يخوّنهم ويتهمهم بالبلطجة صارخين: "بقى ينهبوها ويتهمونا إحنا فيها.. وغفيرها حراميها وكبيرها خاطيها"، قبل أن يطمأنوا قلب الوطن ويذكّروه بحب يصل لتضحيتهم بأرواحهم من أجله صادحين: "إحنا اللي يوم الفدا رحنا نفديكي ونضحي بروحنا"، حتى يأتيهم الفرج بتحقيق حلمهم بعد 18 يوما من الانتظار، فتنطلق كلمات "سيد حجاب" مدوية: "يا حلوة يا بلدنا يا نيل سلسبيل.. بحبك إنتي رفعنا راسنا لفوق، لو الزمن ليّل ما يرهبنا ليل".
لم تقتصر مشاركة الشاعر الراحل "سيد حجاب" على أغنياته التي ترددت في كل أرجاء ميادين مصر، بل قرر أن يلتحم بنفسه مع الجماهير بميدان التحرير دون أن يعبأ بصحة ما عادت تقوى على تحمل تدافع الجموع في الميدان، أو يلتفت إلى تخوين عصبة من الناس كرهوا ثورة إخوانهم، ثم قرر أن يمسك بالقلم لتكتب يده "روشتة" يسري عليها الأحرار للنجاة بثورتهم، لينظم قصيدة عامية زها بها قلبه قبل أن ينطق بها لسانه ويشدو بها صوته: "آن الأوان بقى نبقى أحرار بجد.. وناس ولاد ناس بجد.. وولاد بلد جمالها ماليهش حد وجميلها على كل حد.. وولاد حلال لأغلى والد وجد".
حينما أهدى له التاريخ شرف كتابة ديباجة دستور بلد الـ7 آلاف سنة، لم ينس قلمه توثيق "25 يناير 2011"، تيقن أن تلك الكلمات المقتضبة ستستر تلك الثورة التي تفنن الكثيرون في كشف عوراتها، وتمسك بتلك الكلمات التي نزلت بردا وسلاما على قلوب حالمين لن ينصفهم سوى التاريخ، ليسعد الشباب المصري بدستور جاء في مقدمته (حتى انتصر جيشنا الوطني للإرادة الشعبية الجارفة في ثورة "25 يناير – 30 يونية" التي دعت إلى العيش بحرية وكرامة).
"25 يناير" حمل ذكرى أخرى أوجعت قلوب عشاق الشاعر سيد حجاب، فإذا الذي يهتف ويكتب السطور وينظم القصائد، لتمجيد الثورة، يرقد جثة هامدة في الذكرى السادسة لها، ينتظر إلقاء نظرة الوداع عليه قبل أن يتم دفنه في تراب بلدٍ سبق وأن غنى لها "الموت والاستشهاد عشانها ميلاد.. وكلنا عشاق ترابها المجيد".