منسق «أطباء ضد الختان»: وقَّعنا بروتوكولاً لدمج مناهضة الختان فى مناهج «الطب»
الدكتور عبدالحميد عطية
أكد الدكتور عبدالحميد عطية، أستاذ النساء والتوليد ومنسق مبادرة «أطباء ضد الختان»، أن هدف الحملة التوعية بمخاطر الختان، خصوصاً بين طلاب كليات الطب والخريجين، وأطباء الصحة، وفى الأرياف، حيث كشف المسح الصحى السكانى فى 2014 عن ارتفاع نسبة جراحات الختان التى تجريها الفرق الطبية إلى 80% من إجمالى العمليات، رغم ما لها من آثار صحية ونفسية على الفتيات، فضلاً عن تحريم الشرع لها وتجريمها بقوة القانون.
«عطية»: نسعى لتهيئة موقف طبى وأخلاقى وقانونى لمنع تلك الجراحات
وأوضح «عطية» فى حواره مع «الوطن»، أن عدم وعى بعض الأطباء وتحديداً فى الأرياف بتبعات تلك الجراحات، فضلاً عن عائدها المرتفع نتيجة كثرة الحالات فى الصعيد والريف، وراء انتشارها. وإلى نص الحوار:
■ كيف بدأت مبادرة «أطباء ضد الختان»؟
- فى عام 2014 كشف المسح الصحى عن ارتفاع معدلات تطبيب ختان الإناث، أى ممارسة الختان على يد فرق طبية، فى ظل الانطباع الخاطئ الذى تشكل فى المجتمع بأن الأطباء قادرون على إجراء تلك الجراحة بشكل آمن مع تقليل المخاطر الصحية لها، ومن هنا شعرنا أن المؤسسات الدينية والتشريعية أدت دورها، فيما بقى دورنا نحن كأطباء، لتوعية زملائنا وأبنائنا بمخاطر ختان الإناث، ما يترتب عليه من جرائم بحق الفتاة يعاقب عليها القانون، فشكلنا مجموعة عمل لإطلاق مبادرة أطباء ضد ختان الإناث، وتهيئة موقف طبى وأخلاقى وقانونى ضد الختان، وتوصيفه على أنه ممارسة غير مهنية وغير متسقة مع أخلاقيات مهنة الطب، وكان ذلك بالتنسيق الكامل مع المؤسسات الطبية الأكاديمية والحكومية والأهلية، من أجل خفض معدلات الختان بين الأجيال الجديدة، تماشياً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية لمناهضته (2016- 2020).
■ كم تبلغ نسبة ممارسة الأطباء لختان الإناث؟
- المسح الصحى السكانى فى 2014 أشار إلى أن جراحات ختان الإناث التى تجريها فرق طبية ارتفعت إلى 80% من الحالات، ما يعنى أن ممارسة تلك الجراحات من قبل «الدايات» انخفضت لصالح الفرق الطبية التى كانت نسبتها فى مسح 1995 لا تتجاوز الـ17%، فضلاً عن وجود أطباء يقومون بعمليات الختان نظير مقابل مالى.
■ وكم تبلغ تسعيرة جراحات الختان عند الطبيب؟
- لا يوجد سعر ثابت، فطبيب الريف يختلف عن طبيب المدينة، وحتى لو كانت تكلفة الجراحة ليست كبيرة، إلا أنها مع العدد الكبير من الفتيات اللاتى تُجرى لهن تلك الجراحة فى الصعيد والريف، فإنها تمثل لهم مصدراً جيداً للربح.
■ ما أهداف حملة «لا لتطبيب الختان»؟
-المبادرة تعمل على زيادة وعى الأطباء وطلاب كليات الطب بمخاطر ختان الإناث من المنظور الطبى والاجتماعى والدينى والقانونى، عن طريق دمج مكون مناهضة ختان الإناث فى مناهج كليات الطب ومناهج التدريب الطبيبة المختلفة، وتكوين كوادر طبية قادرة على إعطاء المشورة الصحيحة للأسرة، حتى تتخلى عن ختان الإناث عبر الاتصال المباشر والإعلام ونشر الوعى، وتفعيل القانون ضد تطبيب الختان لكى يتوقف الأطباء نهائياً عن تلك الممارسة المُجَرّمة والمحرمة معاً.
■ وما الفئات المستهدفة للحملة؟
- طلاب كليات الطب والخريجون الجدد، ويجرى تدريبهم من خلال بروتوكول تعاون تم توقيعه مع المجلس الأعلى للجامعات، لتضمين مكون مناهضة ختان الإناث فى مناهج كليات الطب، مع تعريفهم بالقانون وعقوبة ممارسة الختان وأنه محرم شرعاً، كما يجرى التواصل مع جميع أطباء الصحة والجامعات وأساتذة النساء والتوليد، لتوعيتهم بذلك، ونسعى حالياً لأن يكون للمبادرة فرع فى كل محافظة.
■ كيف تضمّنون مخاطر الختان فى مناهج كليات الطب؟
- من خلال المجلس الأعلى للجامعات، حيث يجرى وضع منهج خاص بختان الإناث ويوافق عليه الدكتور أشرف حاتم رئيس المجلس، وتتم مراجعته طبياً وقانونياً عبر برنامج مكافحة الختان، والغالبية العظمى من أطباء أقسام النساء والتوليد فى جامعات مصر، رحبوا بالفكرة وهناك من اقترح بدء تدريس مخاطره قبل انتظار الموافقة الرسمية من التيرم المقبل.
■ ما العقوبة المفروضة على الطبيب الذى يمارس الختان؟
- يعاقب مرتكبها بالسجن من 5 إلى 7 سنوات، ولو أدت إلى عاهة مستديمة أو وفاة يعاقب بالسجن المشدد.