الخارج: المجتمع الدولى سيتعامل بحذر وريبة مع «مرسى» لأنه يخشى الإسلاميين
عبر دبلوماسيون مصريون عن خشيتهم من تأثر علاقات مصر الدولية بعد نجاح محمد مرسى بمقعد الرئاسة، مشيرين إلى أن الأثر الكبير سيكون على علاقلات مصر مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مما سيلحق أضرارا اقتصادية وسياسية بمصر، خاصة أن هذه الدول لا تزال تفضل التعامل مع النظام القديم الذى تعودت عليه، فهناك خشية من النظرة العقائدية للإسلاميين اقتصاديا على الوفاء بالتزامات مصر الدولية على مختلف الصعد.
أكد السفير عبدالرؤوف الريدى، سفير مصر الأسبق فى الولايات المتحدة، أن واشنطن ستضطر لفتح صفحة جديدة مع «محمد مرسى» عند فوزه، وليس أمامها بديل غير ذلك، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية سوف تتظاهر بأنها ستتعامل بشكل طبيعى مع مصر تحت مظلة الحكم الإخوانى، وستحاول أن تهيئ لنفسها طريقا جديدا مع الإخوان، والتعامل معهم بشكل يعيد التوازن فى المنطقة من جديد.[Quote_1]
وقال الريدى لـ«الوطن» إن الولايات المتحدة ربما كانت ترغب فى فوز المرشح أحمد شفيق، لكن لن تقف أمام رغبة الشعب المصرى إطلاقا، وستعمل مع مرسى بكل ما يضمن لها الاستقرار والسلام فى المنطقة، والإخوان تعاملوا مع واشنطن فى أكثر من مناسبة.
وأوضح الريدى أن الشاغل الأهم لدى الولايات المتحدة هو الحفاظ على معاهدات السلام مع مصر، والحفاظ على أمن إسرائيل فى المنطقة، لذا ستتعامل مع الحكومة الجديدة أيا كانت، كذلك أيضاً سيتعامل الاتحاد الأوروبى مع أى رئيس جديد يأتى لمصر، دون إبداء أى تحفظ على الإخوان أو أحمد شفيق، فهو فقط يطالب بالتعامل مع مؤسسات ديمقراطية منتخبة نزيهة.
وقال السفير جمال بيومى، رئيس وحدة الاتحاد الأوروبى بوزارة التعاون الدولى، إن الاتحاد الأوروبى ككيان دولى يتعامل مع البلدان كمؤسسات، وليس مع أشخاص بعينها، وهو فى ذلك يختلف عن الولايات المتحدة، وكل ما يهم الاتحاد فى رئيس مصر الجديد أن تكون لديه سياسات واضحة، تحترم الديمقراطية وتحترم آراء العالم الخارجى، مشيرا إلى أن دول الاتحاد الأوروبى لم تسع للمصلحة بشكل مباشر، وستتعامل مع «مرسى» باحترام طالما هو الآخر يحترم مصالح هذه الدول.[Quote_2]
أضاف بيومى أنه يتخوف من أن يسلك «محمد مرسى» بعد فوزه بعض السياسات غير المفهومة، خاصة فى موضوع المساعدات، مثلما فعل الإسلاميون فى مجلس الشعب عندما رفضوا القروض الخارجية باعتبارها «ربا». وقال: أخشى أن يظهر مثلا بعض أفراد من المؤسسة الحاكمة ليقولوا للاتحاد الأوروبى لا بد أن تدخلوا فى الإسلام، مثلما كنا نسمع من تصريحات من النواب الإسلاميين، وغيرها من الأمور التى تضيع العلاقات مع الدول الخارجية.
وحول المساعدات الأوروبية، أكد بيومى أن الاتحاد الأوروبى يواصل دعمه لمصر، ما دامت تسير على النهج الديمقراطى السليم، وإذا وجد أى تغير فى ذلك سيوقف المساعدات، لكن المطمئن أنها لا تشكل نسبة كبيرة من الإيرادات المصرية.
فيما أوضح السفير أمين شلبى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الفيصل فى تعامل المجتمع الدولى مع «مرسى» كرئيس لمصر، هو سياساته تجاه هذه الدول، وهل هو قادر على التعامل بشكل ديمقراطى يحترم سواء فى الداخل أو الخارج؟ وهل سيحترم العلاقات والمعاهدات الدولية التى وقعت عليها مصر، أم سينتهج سلوكا مختلفا يفتح النار به على العالم الخارجى؟
وقال شلبى: حين ينتهج «مرسى» سلوكا مختلفا عن المتفق عليه دوليا، فسيتغير التعامل الدولى معه، وتفقد مصر علاقتها، وبالتالى ستفقد علاقات واستثمارات ومساعدات العالم العربى والدولى.[Quote_3]
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أحمد عبدربه، إن الولايات المتحدة ستتعامل مع «مرسى» بنوع من الحذر، لأنها كانت ترغب فى فوز شفيق، باعتباره جزءا من النظام السابق الذى تعوّدت التعامل معه.
أضاف عبدربه أن واشنطن تظهر أمام العالم رغبتها الملحة فى التعامل مع أى رئيس جديد منتخب، وليس لديها أى مانع فى التعاون معه فى السنوات المقبلة، إلا أن تعاملها مع الحكم الإسلامى سيضعها أمام نقاط صعبة ومرحلة مثيرة للقلق بالتأكيد، خاصة فيما يخص عملية السلام فى المنطقة، وميل «الإخوان» إلى التعاون مع حركة حماس فى غزة، مما يجعل الأمور أكثر تعقيدا لديهم، ومع إسرائيل بشكل خاص.
وأشار عبدربه إلى أن منطقة الخليج ستتعامل مع الإخوان أيضا بنوع من الحذر على عكس ما كانت تتعامل مع نظام مبارك، فربما يكون هناك تخوف كبير من امتداد حكم الإخوان إلى هذه البلدان، والتى هى فى الأساس تخشاهم.