المرأة فى دراما رمضان بنت بلد وأرستقراطية.. مقهورة وعنيدة.. والرومانسية شعارها الأول
المرأة فى دراما رمضان بنت بلد وأرستقراطية.. مقهورة وعنيدة.. والرومانسية شعارها الأول
تتصدر المرأة الأعمال الدرامية فى رمضان المقبل، من خلال إلقاء الضوء على جميع جوانب شخصيتها، من قوة وضعف وتحدٍّ واستسلام، فى قصص وحكايات تسرد مشكلاتها وقضاياها، كما تحرص نجمات الفن على تقديم أنفسهن بصور متنوعة وفى قوالب مختلفة ما بين الرومانسى والشعبى والاجتماعى والكوميدى، ومن أبرز الفنانات اللائى يلعبن أدوار البطولة فى المسلسلات المنتظر عرضها فى الشهر الكريم، يسرا وغادة عبدالرازق وياسمين عبدالعزيز وهيفاء وهبى وهند صبرى.
غادة عبدالرازق مضيفة طيران فى «أرض جو» وياسمين عبدالعزيز تتصدر بطولة «هربانة منها» بكوميديا واقعية
تجسد الفنانة غادة عبدالرازق فى مسلسل «أرض جو»، شخصية مضيفة الطيران التى تقع فى مشكلات وضغوط كثيرة نتيجة وجودها داخل مجتمع ذكورى فتقرر الانتقام، بينما يستعرض مسلسل «الحلال» عدة نماذج نسائية، إذ تقدم الفنانة سمية الخشاب دور «كودية زار»، لأول مرة فى إطار شعبى، فيما يتحدث مسلسل «لا تطفئ الشمس» للفنانة ميرفت أمين عن المشاعر المختلفة التى قد تصيب المرأة من خلال خط رومانسى، كما تحاول كل بطلة مواجهة القضايا والأحداث التى تواجهها.
وتتحدى الفنانة هند صبرى مرض السرطان فى مسلسل «حلاوة الدنيا»، حيث تخوض معارك وتواجه عقبات من أجل محاربة مرضها لتشعر بحلاوة الحياة، وتناقش ياسمين عبدالعزيز فى مسلسل «هربانة منها» قضايا تمس المرأة، من خلال عرض نماذج مختلفة لها يومياً من قلب الواقع، فى حلقات متصلة منفصلة ذات طابع كوميدى، وتقدم رانيا يوسف نموذج المرأة المكافحة فى «الدولى» من خلال شخصية «نوسة» التى ورثت «دكان مكوجى» عن والدها، وطورته بذكائها لتحوله لمغسلة كبرى، فضلاً عن عملها كـ«سمسارة شقق».
وفى مسلسل «لأعلى سعر» تجسد نيللى كريم شخصية راقصة باليه تقع فى حب طبيب متدين، وتتزوجه ويرفض عملها فتقرر الخضوع لرأيه وتجلس فى بيتها، ثم تعود مرة أخرى بعد أن تكتشف خيانته لها، وتقدم الفنانة يسرا دور «نعيمة» التى دفعها فقرها للعمل خادمة فى «الحساب يجمع»، وتتمكن من إنشاء مكتب للخادمات، ومن خلال عملها تتمكن من كشف عمليات سرقة وقتل وابتزاز تقع داخل العديد من البيوت التى تعمل بها، كما تقدم هيفاء وهبى شخصية «عسلية» فى «الحرباية» التى تتلون بحثاً عن الأمان.
وتقول سماح الحريرى، مؤلفة مسلسل «الحلال»، لـ«الوطن»: «الفترة الماضية كنت مهتمة بالقضايا الساخنة للمرأة وقدمت «القاصرات» و«ساحرة الجنوب»، ولكن هذه المرة أقدم قضايا اجتماعية شعبية خفيفة جداً من خلال «حواديت» نسائية بسيطة لنماذج عدة بأشكال مختلفة، أبرزها البنت العادية من الطبقة المتوسطة، ونموذج لفتاة تعرضت للظلم والقهر، وأخرى استطاعت أن تحصل على حقها فى الحياة»، وتضيف «الحريرى»: «تركيزى هنا على بنت البلد الشعبية، فعالمها دائماً ما يكون ضيقاً جداً، كما أن همها الأول الزواج وبناء أسرة وجمع المال، ولو مظلومة تسعى للحصول على حقها، ويقدم المسلسل أربع شخصيات، هن سمية الخشاب ويسرا اللوزى ودينا فؤاد وفادية عبدالغنى، كل واحدة لها حدوتة وخط وصراع، ولم يتطرق أحد فى الدراما التليفزيونية إلى مهنة (كودية الزار) التى تديره وتنظمه وتُخرج العفاريت، أخذنا الجانب النسائى من الموضوع من باب التجديد، ونقدم حلقة زار كاملة على الشاشة بتفاصيلها بشكل عصرى ومختلف».
نيللى كريم راقصة باليه تقع فى غرام طبيب متدين.. وهند صبرى تفتقد «حلاوة الدنيا» بسبب السرطان.. وهيفاء وهبى «حرباية» تتلون بحثاً عن الأمان
ويقول محمد عبدالمعطى، مؤلف مسلسل «أرض جو»: «تعمل البطلة مضيفة طيران وتواجه ضغوطاً كثيرة من الوارد أن تتعرض لها أى بنت عربية بحكم أشياء كثيرة، منها المجتمع الذكورى ونظرة البعض للمرأة، ودائماً يقال عنها إنها (مش بتاعة شغل)، وتحاول غادة عبدالرازق الإجابة عن تساؤل رئيسى، هل ستواجه البطلة التحديات وبأى طريقة؟ مهنتها تعتبر حلم البنات لما فيها من حرية وانطلاق، للخروج لعالم آخر هرباً من قيود المجتمع»، وأضاف «عبدالمعطى» لـ«الوطن»: «هناك مهن تفرض عليها التأخر، فلا بد أن تكون نظرتنا فيها زهو وفخر بدلاً من اللوم والجلد، غادة تقدم نموذج البنت بـ100 راجل التى عانت كثيراً، وسعيد بدورها لأنها تتمتع بشعبية كبيرة ونصيرة للمرأة دائماً، وأعمالها تراعى قضاياها باستمرار، كما أن للمرأة دوراً وقضية فى كل أعمالى بداية من فيلم (المهرجان)، ودور أمينة خليل الفتاة التى تعمل فى حقوق الإنسان وتتعامل مع مجرمين رغم رفض أهلها تحرُّرها، وفى (سكر مر) ناقشت فكرة البنت التى تتعرض للظلم نتيجة ارتباط زوجها بسيدة أخرى، وفى (الأسطورة) قدمت نموذج البنت التى تحب من طرف واحد، قدمتها مى عمر».
فيما أكد تامر حبيب، مؤلف «لا تطفئ الشمس» و«حلاوة الدنيا»، أن المسلسل الأول يشارك به أكثر من بطلة لها قصة عبر الأحداث، مضيفاً أن العمل مأخوذ عن رواية لإحسان عبدالقدوس، الذى يُعتبر من أهم الأدباء الذين ناقشوا قضايا المرأة المصرية، وأضاف «حبيب» لـ«الوطن»: «لا تطفئ الشمس به 4 شخصيات نسائية من عائلة واحدة، كل منهن لديها خط رومانسى وقضية تخصها، فضلاً عن علاقتهن العاطفية المركبة، ويطرح العمل سؤالاً: هل يحق للأم أن تدخل فى علاقة عاطفية بعد أن وصل أبناؤها لسن الزواج؟ والشخصية الثانية لفتاة تخطاها قطار الزواج لأن جمالها الظاهرى محدود وهى لا ترى جمالها الداخلى، فدائماً يراودها إحساس أن الجميع يضطهدها، وعندما يظهر شخص فى حياتها لا تشعر ناحيته بأى مشاعر، لكنها تقبله للتخلص من لقب عانس»، ولفت إلى أن المسلسل يلقى الضوء على قضية أخرى لبنت فى الثامنة عشرة من عمرها، حُرمت من والدها فى وقت قصير، فأصبحت تعانى من عقدة نفسية، وتدخل فى علاقة عاطفية مع رجل فى سن والدها حتى تعوض حنان الأب الذى فقدته، لكنه ليس حباً حقيقياً، والشخصية الرابعة تخوض تجربة الحب المدمر غير المتكافئ، من النواحى الاجتماعية والمادية والشخصية، ورغم ذلك تكابر بأن علاقتها ستستمر وسنشاهد صراعها خلال الحلقات، وأوضح أن المسلسل يعتمد على المشاعر والعلاقات الرومانسية، سواء داخل العائلة أو خارجها، إذ يستعرض الكثير من حياة البشر على مدار 30 حلقة، لافتاً إلى أن المرأة المصرية مادة خصبة جداً للدراما، لأن صراعها أكبر وشخصيتها مكبوتة.
وعن مسلسل «حلاوة الدنيا»، قال حبيب: «العمل عن سيدة تجسدها هند صبرى وتصاب بالسرطان فى الحلقات الأولى، سنشاهد كيف ستتعامل مع الدنيا، كما أن المسلسل معالجة لفورمات إسبانى عن قصة بنت صغيرة طموحة جداً وناجحة على المستوى العاطفى والعملى، حيث تكتشف فى لحظة ما مرضها، وسنتابع المراحل التى تتعامل بها حتى تقاوم هذا المرض، ما يجعلها بشكل ما تقول يا (حلاوة الدنيا)، بعد أن تشعر بقيمة كل شىء فى الحياة، وتظهر بشخصية قوية ومتماسكة حتى بعد أن يتركها خطيبها».
وكشف محمد رجاء، مؤلف مسلسل «الحساب يجمع»، لـ«الوطن» أن العمل يجمع مجموعة من الشخصيات النسائية اللائى يمثلن طبقات اجتماعية مختلفة، على رأسهن الفنانة يسرا، التى تقدم دور «نعيمة» وتعمل «مخدماتية»، أى تورد خادمات للبيوت، فهى شخصية درامية ثقيلة تتحمل المسئولية وأخطاءها وأخطاء الآخرين، مؤكداً: «يسرا تقدم دور امرأة يصعب فهمها، لا قوية ولا ضعيفة، شخصية إنسانية تحمل جانبَى الخير والشر، صعب الحكم عليها، وتعيش فى منطقة الوراق».
وتحدّث أكرم مصطفى، مؤلف «الحرباية»، عن تفاصيل مسلسله لـ«الوطن»، قائلاً: «العمل فانتازى يتحدث عن فكرة التلون ولذلك أطلقنا عليه اسم الحرباية، لأنها كائن ضعيف وبلا أنياب، ولكن وهبها الله ميزة تغيير لونها لحماية نفسها من الخطر، وهذا ما تقوم به بطلة العمل هيفاء وهبى (عسلية)، خلال رحلة بحثها عن الأمان فتتلون على حسب المكان التى توجد فيه»، وأضاف: «تمر البطلة على 6 أماكن خلال محاولتها الوصول لحياة آمنة فى السياق الدرامى لأحداث المسلسل، فتأخذ لون المنطقة التى تقيم فيها بجميع سماتها من ثراء أو فقر، ضعف أو قوة، حجاب أو سفور».
وعلقت الناقدة ماجدة موريس على الأعمال الدرامية التى ستتناول قضايا المرأة قائلة: التحليل والتركيز على شخصيات نسائية به قدر كبير من الإيجابية، ولها أمثال فى الحياة واضحة ولديها شجاعة، هذا شىء رائع جداً، لكن لدىّ حذر كبير من المعالجات، ومع ذلك اختيار نموذج لشخصية تقاوم مرض السرطان مثل هند صبرى فى «حلاوة الدنيا» شىء رائع، لأنها دائماً تبحث عن زاوية مختلفة، فضلاً عن نموذج آخر لخادمة مكافحة مثل يسرا فى «الحساب يجمع»، وأيضاً نيللى كريم فى «لأعلى سعر»، التى أحترم اختياراتها، ويرجع ذلك لثقافتهن، وأضافت «موريس» لـ«الوطن»: «التركيز على قضايا نساء حقيقيات نصادفهن فى المجتمع، هذا اتجاه جيد مبدئياً، لكن الأهم هو المعالجة وبناء الموضوع، كثيراً ما تكون المقدمات جيدة والنهاية مخيبة للآمال، أتمنى أن نشاهد أعمالاً مهمة ومؤثرة، وتنحاز للأغلبية من الناس ولقضاياهم الحقيقية وتحسن التعبير عنهم».