رئيس «أكاديمية الأقصى»: سنقدم مزيداً من الشهداء ونصعِّد الاعتصامات دفاعاً عن المسجد
![الدكتور ناجح بكيرات](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/20769096351500834848.jpg)
الدكتور ناجح بكيرات
قال الدكتور، ناجح بكيرات، مدير التعليم والتأهيل فى المسجد الأقصى المبارك، رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، إن الجانب الفلسطينى سيقدم الكثير من الشهداء خلال الأيام المقبلة فى انتفاضته من أجل المسجد الأقصى، فى ظل التعنت والعنف الإسرائيلى المستمر منذ إغلاق المسجد الأسبوع الماضى، وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. ما تقييمك للأوضاع حالياً بمدينة القدس وتحديداً بالأقصى المبارك؟
- من الواضح تماماً أن الذى صعّد الموقف هو حكومة الاحتلال الإسرائيلى المتطرفة بقيادة رئيسها بنيامين نتنياهو منذ اليوم الذى أغلقت فيه المسجد المبارك، ومنعت صلاة الجمعة فيه بالأسبوع الماضى، وخلال 8 أيام بعد ذلك الحدث كان المشهد الإسرائيلى مشهداً عنيفاً.
«بكيرات» لـ«الوطن»: أحذر من حرب إقليمية بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على «أولى القبلتين»
■ وما الإجراءات التى اتخذها الاحتلال على الأرض؟
- نشر نحو 15 ألف جندى فى مدينة القدس، واتخذ قرارات عنيفة ضد المقدسيين، والمشهد الإسرائيلى مشهد تصعيدى وخطير للغاية تجاه القدس والمسجد الأقصى.
■ وماذا عن المشهد الفلسطينى؟
- المشهد الفلسطينى كان مشهداً موحداً باختيار قيادة دينية ووضع أهداف بأنه لا يمكن القبول بالإجراءات الإسرائيلية، لأن هذه الإجراءات احتلالية، وبدأت باعتصامات على بوابات المسجد الأقصى المبارك، وزادت تلك الاعتصامات إلى حد كبير، حتى وصلت إلى احتشاد آلاف طوال الأسبوع، ومن ثم جعل هذا اليوم هو يوم غضب فلسطينى لما يجرى فى المسجد المبارك.
وأصبح المسجد الأقصى ليس محدوداً فى تلك البقعة التى تنحصر فى 144 دونماً، وإنما فى كل الوطن ويمتد إلى خارج الوطن، لأن قضية المسجد الأقصى ليست قضية مقدسية أو فلسطينية، وإنما هى قضية عربية إسلامية، وبالتالى بدأ هؤلاء الشباب الفلسطينيون بعد صلاة الجمعة، لأنهم حُرموا من الدخول إلى المسجد الأقصى، فبدأوا يعبرون عن غضبهم بالتكبير.
■ وماذا حدث بعد تعبير الشباب عن غضبهم بسلمية؟
- قام جيش الاحتلال الإسرائيلى بإطلاق النيران عليهم واستمر الاشتباك فى كل حى وكل حارة وكل مدينة، فسقط 3 شهداًء إلى جانب مئات الجرحى من القدس وحدها، ومعنى ذلك أن هناك إصراراً فلسطينياً على الدفاع عن المسجد الأقصى، خاصة فى مدينة القدس.
■ بدأ الأسبوع بالاعتداء على رموز الأقصى.. وانتهى بقتل الشباب الذين اعتصموا سلمياً من أجل حرية العبادة، ما دلالة ذلك؟
- واضح جداً أن الاحتلال الإسرائيلى يستهدف الجميع، الرموز وغير الرموز، يستهدف الشيخ ويستهدف الطفل والمرأة، يريد أن يقتلع وينهى الشعب الفلسطينى، وبالتالى أعتقد أنه آن الأوان لمحاكمة هذا الاحتلال الظالم الذى لا يريد أحد أن يقول له اخرج من المسجد الأقصى، يريد أن يجبرنا على أن نقبل بالواقع الاحتلالى، وكل الشرائع الدينية وكل القوانين الدولية تدين إجراءات الاحتلال وتعتبر أن الاحتلال «احتلال باطل»، وبالتالى كل الإجراءات إجراءات باطلة، لا يمكن أن نقبل فيما يفعله الاحتلال الإسرائيلى، نحن بأجسامنا وبأرواحنا سنبقى ندافع عن مسجدنا المبارك، وبالتالى الاحتلال لا يفهم هذه اللغة، فهو لا يفهم إلا لغة العربجة والقتل والتنكيل، وهو تعدى كل الخطوط الحمراء، الاحتلال لم يجد من يردعه، الاحتلال ما زال متعنتاً، وما زال يوماً بعد يوم يريد أن يسقط المزيد من الشهداء والمزيد من الدماء، وبالتالى هذا الاحتلال الذى تعدى الخط الأحمر أيضاً فى تدنيس المسجد الأقصى، وفى الاعتداء على العلماء، والاعتداء على مفتى الديار الفلسطينية، الشيخ محمد أحمد حسين، وعلى رئيس الهيئة الإسلامية وخطيب المسجد الأقصى الدكتور عكرمة صبرى، والآن يعتدى على النساء والشباب، ويقتلهم جهاراً نهاراً.
■ وما الخطوات المقبلة التى تقرأها فى أعين الشعب الفلسطينى؟
- الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من الشهداء ومزيداً من الاعتصامات ومزيداً من التصعيد الإسرائيلى، وأعتقد أنه لن يتغير الموقف الإسرائيلى المتعنت، لأن هذا الاحتلال متعطش إلى دماء الفلسطينيين، متعطش إلى أن ينفرد بالقدس، وبالتالى هناك كتلة لهب متحركة، برميل بارود متفجر، إسرائيل بدأت بتفجير هذا الموضوع، وأعتقد أن إسرائيل تريد أن تشعل حرباً وستخوض هذه الحرب التى تعلم بدايتها ولا تعلم نهايتها، هذا ما حذر منه كل المراقبين أنه لا مساس بالمسجد الأقصى، لأن المساس به لا يؤدى فقط إلى حرب إقليمية، بل ربما إلى حرب عالمية، وإسرائيل تشعل هذا الفتيل.
■ باعتبارك كنت مديراً لقسم المخطوطات حتى وقت قريب بالمسجد الأقصى.. هل أثناء الاقتحامات من الممكن عبث الاحتلال بتلك المخطوطات؟
- حتى الآن لم يتم المساس بتلك المخطوطات، فبعد أن تم إغلاق المسجد الأقصى المبارك، أخبرنا الحراس الذين دخلوا بأن المخطوطات كما هى كاملة، ولم يتم سرقة أى شىء بحمد الله، ولكن قام الاحتلال الإسرائيلى بتفتيش ذلك القسم، وعبث بهذه المخطوطات الأثرية.