«بسيون».. مبنى متهالك.. وأجهزة «تالفة».. وأنابيب أكسجين على الرصيف
غياب الخدمة الطبية يجبر أهالى بسيون على هجر المستشفى
مبنى قديم جداً ومتهالك، منخفض عن سطح شارع 23 يوليو بمركز بسيون، ما يجعله عرضة لتجمع المياه داخله خاصة فى فصل الشتاء، بمجرد دخولك للمكان تستقبلك فى الواجهة مدخنة كبيرة بجوارها مبنى عليه لافتة مكتوب عليها «مركز رعاية الطفل»، أحد مبانى مستشفى «بسيون المركزى»، فى هذا المستشفى تجد ما لا عين رأت ولا خطر على عقل بشر، فجميع بيارات الصرف الصحى مفتوحة فى أرض المستشفى، تحيط بها حشائش طويلة وغرف الكهرباء المفتوحة، ما يعرض حياة الموجودين فى المستشفى للخطر.
«صالح إبراهيم» مرافق لأحد المرضى يقول: «القطط زبون دائم فى الطرقات وغرف المرضى، وخاصة وقت الأكل»، لافتاً إلى سوء حالة النظافة بالمستشفى، ووجود روث القطط فى الطرقات والغرف وأحياناً فوق أسرَّة المرضى. الإهمال فى مستشفى «بسيون المركزى» لم يتوقف عند هذا الحد، فهناك فى بعض أدوار المستشفى، كم هائل من الأسرة القديمة، والكراسى المتحركة، والمعدات الطبية المتهالكة، إضافة إلى جراكن المياه منها الفارغ والمعبأ فى الدور الأرضى للمستشفى، والخاصة بالغسيل الكلوى، إضافة إلى أنابيب الأكسجين الفارغة والملقاة على الرصيف أمام أحد المبانى وداخل غرفة الغاز المفتوحة على مصراعيها دون رقيب.
«العديد من أهالى المرضى تقدموا بأكثر من بلاغ ضد المستشفى، بسبب الإهمال وغياب الأطباء، خاصة فى قسم الاستقبال»، هذا ما كشف عنه «محمود الدسوقى» مرافق لأحد المرضى، قائلاً: «الشهر الماضى، تقدم واحد من الأهالى هنا ببلاغ ضد المستشفى بسبب وفاة ابنه الرضيع، الذى كان يعانى من نقص حاد فى الأكسجين، وصعوبة فى التنفس، حيث انتظر أكثر من ساعة ونصف، دون إسعاف ابنه نتيجة عدم وجود أكسجين بالمستشفى، ما أدى لتدهور حالة الرضيع، ووفاته».
وتابع «الدسوقى»: «مفيش خدمة طبية للمرضى، ومفيش أدوية، كمان مفيش أجهزة طبية، فلا يوجد جهاز (السى آرم) الذى ينقذ كل مصابى حوادث العظام، فى ظل كثرة حوادث الدراجات البخارية، والتكاتك، ما يدفع لتحويل المرضى لمستشفيات طنطا، التى تبعد عن مدينة بسيون 40 كيلومتراً».
على باب قسم النساء والتوليد يقف محمود عبدالراضى، الذى حضر برفقة إحدى قريباته لإجراء عملية ولادة، وبسؤاله عن حال المستشفى قال: «أحسن من مفيش». الحجرات معظمها خالٍ، بها أسرة فقط دون أى شىء آخر، وكأنها وضعت لتشير إلى أن المبنى مستشفى، فى إحدى هذه الحجرات يرقد أحد المرضى يستريح من الألم الذى شعر به نتيجة حصوة موجودة على الكلى، وعلى السرير المقابل يجلس والده «إبراهيم عيد» قائلاً: «دخلنا المستشفى من 5 ساعات، ومفيش هنا أى حاجة حتى المُسكِّن مش موجود جبناه من برة».