ريما «السورية» تشترى كسوة العيد من وكالة البلح: فين أيام دمشق؟
![ريما «السورية» تشترى كسوة العيد من وكالة البلح: فين أيام دمشق؟](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/138264_660_3783274_opt.jpg)
بعد أن لمحت الفرحة التى تكسو أوجه الأسر المصرية وهم يترددون على الأسواق لشراء ملابس العيد، تذكرت حالها فى السابق حين كانت تصطحب أطفالها وتجوب شوارع سوريا لشراء الملابس الجميلة احتفالاً بحلول عيد الفطر.
هى ريما سعيد، اضطرت للإقامة فى مصر هرباً من القصف بمدافع الهاون الذى شهدته فى منطقة سكنها، وبالرغم من الظروف المعيشية البائسة التى تحياها الآن وتبدل حالها للنقيض، فإنها حاولت إسعاد أطفالها فى العيد ولم تجد خيراً من وكالة البلح مكاناً لتتسوق منه.
«هربنا من دمشق بالملابس اللى علينا، ومن يومها نفسى أغير كسوة صغارى»، قالتها «ريما» لتؤكد أن الهدف من الملابس الجديدة ليس التزين بها فى العيد فقط، إنما لتستر صغارها الذين يعيشون ظروفاً صعبة مؤخراً.
وبالرغم من انخفاض الأسعار فى أسواق البالة، فإن «ريما» ترى أنها غالية مقارنةً بظروفهم المعيشية، الأمر الذى يدفعها، هى والكثير من السوريات، إلى الفصال الزائد مع الباعة، وقد يعرضهن للإحراج، خاصة مع انفعال الباعة عليهن: «بيفكرونا نبغى شرا لبس عيد، والفرحة بتملا قلوبنا مثل المصريين، بس والله ما بنبغى شىء سوى شراء ملابس تسترنا، وما معنا مصارى».
الحزن الذى يظهر فى صوت «ريما» ويكسو ملامح وجهها سببه تبدل حال أسرتها بعد مغادرة سوريا بشكل كبير؛ فهى كانت تنتمى إلى إحدى العائلات الكبيرة فى دمشق؛ حيث يعمل زوجها طبيباً بشرياً، وبعد أن دمرت قذيفة من قذائف قوات الرئيس السورى بشار الأسد منزلها تماماً، لم تجد الأسرة مفراً من الهرب إلى مصر منذ شهر تقريباً: «والله ما لنا فى السياسة ولا شاركنا فى أى فعالية نهائى، بس شو هى الأقدار».
بالرغم من حال «ريما» البائس، فإن الحفاوة التى استقبلها المصريون بها أثارت دهشتها، فلم تكن تتوقع ذلك بسبب بعض الأكاذيب التى تروجها وسائل الإعلام المغرضة: «المصريون شعب مضياف وكريم، وأحب أقول لهم كل سنة وانتم طيبين.. ربنا يخلى ليكوا مصر».