كوليس تغطية "الراديو والتليفزيون" يوم تأهل مصر لـ"مونديال 90"
صورة أرشيفية
الملايين ينتظرون لحظة انطلاق المباراة، الأجواء تشتعل مع الدقيقة الرابعة للمباراة بعد تسجيل "حسام حسن" لهدف ينتظره كل متابعو لقاء "مصر والجزائر"، يحبس الجميع أنفاسه لمدة 90 دقيقة قبل انطلاق صافرة التونسي علي بن ناصر معلنا تأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم 1990، لتبدأ موجة من الاحتفالات عبر أثير الإذاعة وشاشات التليفزيون لم ينساها كل عشاق الكرة المصرية رغم بساطتها.
تغطية التليفزيون المصري لمباراة الحلم، في 17 نوفمبر عام 1989، كانت لها طابع خاص، وقتها، وفقا للمخرج التليفزيوني محمد نصر الذي أكد لـ"الوطن" أن أجواء تغطية اللقاء بدأت مع سماع المصريين لصوت المعلق الرياضي الراحل حسين مدكور على مدار أحداث اللقاء، تلاه إذاعة قنوات التليفزيون لعدد من الأغنيات الوطنية يتخللها إعادة لبعض اللقطات من أحداث المباراة التي يأتي على رأسها هدف "حسام"، ثم يأتي دور المذيع الراحل فايز الزمر الذي يقيم احتفالية خاصة من داخل ملعب المباراة باستاد القاهرة، ويجري لقاءات حصرية مع لاعبي المنتخب المتأهلين لمونديال إيطاليا عام 1990، أبرزهم التوأم، إبراهيم وحسام حسن.
الإخراج التليفزيوني لمباراة مصر والجزائر، عام 89، كان للراحل عبدالكريم أبو زيد، وفقا لـ"نصر"، وهو نفسه الذي أخرج المباراة الشهيرة بين مصر وزيمباوي في تصفيات كأس العالم عام 1994، والذي صوّر "الطوبة" التي قذفها أحد أفراد الجمهور المصري وتمت إعادة المباراة على إثرها وحرمت الفراعنة من الصعود لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي.
المخرج محمد نصر، لفت إلى وجود برنامج "الكاميرا في الملعب" ضمن أجواء الاحتفالات يوم تأهل مصر لكأس العالم عام 1990، غير أن البرنامج كان يقدمه وقتها المذيع الراحل قطب عبدالسلام الذي دشّن ذلك البرنامج التاريخي، وعرض إعادة لأحداث اللقاء ولقاءات حية من داخل ملعب المباراة مع لاعبي المنتخب المصري وجهازه الفني، دون وجود أي تحليل فني للمباراة بمفهومها المعروف حاليا.
الإذاعة لم تكن أفضل حالا يوم تأهل الفراعنة لكأس العالم، حيث كانت البداية الحقيقية للتغطية لحظة انتقال الميكروفون لإذاعة خارجية من استاد القاهرة حيث يتواجد الإذاعي حمدي الكنيسي، رئيس شبكة الشباب والرياضة آنذاك، ليبدأ وصف أجواء الحضور الجماهيري الغزير في ملعب اللقاء، ويصمت قليلا لعزف النشيد الوطني للبلدين، قبل أن ينقل الميكروفون للكابتن حمادة إمام الذي يتأهب للتعليق على أحداث اللقاء.
الطبيعي في الإذاعة، خلال تلك الفترة، أنها تذيع أغنيات وطنية عقب نجاح المنتخب في تحقيق أي إنجاز كروي، ولكن الإذاعي محمد جراح، مذيع الشيفت أثناء لقاء مصر والجزائر، قرر أن يضفي على تغطية الإذاعة طابعا تاريخيا بأن يفتح التليفونات للمستمعين ليتداخلوا على الهواء ويفصحوا عن سعادتهم البالغة بتأهل منتخب بلادهم لنهائيات كأس العالم عام 1990.
لم يخش "جراح" من جزاء يتم توقيعه عليه عقوبة يتم توقيعها عليه بعد فعلته الغريبة، ولكنه روى، خلال برنامج إذاعي نادر، أنه فوجئ باستدعائه من قبل الإذاعي حمدي الكنيسي، رئيس إذاعة الشباب والرياضة، وتهنئته على قراره الجريء على الهواء قائلا له: "برافو، أنت كملت شغلنا في الاستاد".