عماد جاد: رفضت لقاء «كلينتون» لأنه «طائفى».. وأمريكا تبحث عن مصالحها ولا تمانع إقامة دولة دينية
قال الدكتور عماد جاد، الباحث فى العلوم السياسية وعضو مجلس الشعب «المُنحل» عن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إنه رفض حضور اللقاء الذى دعت إليه السفارة الأمريكية فى القاهرة مع هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، معتبراً أن اللقاء جاء على أساس طائفى، وهو ما يشكل خطورة على النسيج الوطنى، وأضاف جاد فى حواره لـ«الوطن» أن الجمعية التأسيسية للدستور لا تمثل الشعب المصرى بكل مكوناته، ومن المرجح أن القضاء الإدارى سيقضى بحلها الثلاثاء المقبل، كما رأى أنه فى حال بطلان التأسيسية الحالية، وتشكيل أخرى، فلن تضاف لها مواد تكميلية انتقالية، تمكن الرئيس من استكمال مدته، لتجرى الدعوة للانتخابات الرئاسية من جديد مع الانتخابات البرلمانية بعد وضع دستور البلاد.
* لماذا رفضت دعوة السفارة الأمريكية لحضور لقاء هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية؟
- لأنها دعوة جاءت على أساس دينى وطائفى، لمجموعة من الشخصيات والنشطاء الأقباط، وأنا أرفض هذا الأمر تماماً، لكنى مستعد لمناقشة قضايا المواطنة، وحقوق الإنسان وكل المشكلات التى نعانى منها، ولكن ذلك انطلاقاً من مصريتى، ومن أرضية وطنية، لا دينية، كما يريد الأمريكان، وهم جلسوا مع جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين من هذا المنطلق الدينى الذى أرفضه، أما أنا فسياسى مصرى، أناقش قضايا مجتمعى وبلدى من منطلق وطنى.
* هل ترى أن هذه اللقاءات التى تأتى على أرضية دينية وليست وطنية، كما أشرت، تشكل خطراً على المجتمع المصرى؟
- قطعاً هى تشكل خطورة كبيرة، كما تعد بمثابة اختراق للنسيج الوطنى المصرى.
* ولماذا تعقد الولايات المتحدة هذه اللقاءات؟
- بحثاً عن مصالحها الخاصة، فأمريكا لا يهمها حقوق الإنسان والأقباط كما يدعون، ولكن كل ما يهمهم مصالحهم وفى مقدمتها الحفاظ على أمن إسرائيل، وأسعار البترول، حتى لو بإقامة نظام دينى فى مصر، بصفقة مع الإسلاميين.
* وهل تعتقد أن هناك صفقة بين واشنطن والإسلاميين فى مصر؟
- بالطبع هناك صفقة، تقوم على المصالح المتبادلة، وجميعنا رأى كم أزعج حكم حل مجلس الشعب من المحكمة الدستورية العليا الجانب الأمريكى، والرئيس محمد مرسى أول عبارة قالها بعد توليه الحكم، أنه يحترم معاهدة السلام مع إسرائيل، كما اختار السعودية كأول زيارة خارجية بعد توليه الرئاسة، وهو ما يؤكد على احترامه للمصالح الخليجية من ناحية، والأمريكية من ناحية أخرى. وأمريكا ليس لديها مشكلة مع الجماعات الإسلامية، أو فكرة إقامة دولة دينية، ما دامت ستحافظ على مصالحها، كما هو الحال فى المملكة العربية السعودية وفى باكستان.
* هل زيارة مرسى إلى السعودية ترتبط بالجانب الأمريكى؟
- الزيارة ترسم مثلث المصالح بين الإخوان وأمريكا والخليج، كما أنها تغلق باب عودة العلاقات المصرية الإيرانية، وهذا ما تريده الإدارة الأمريكية وتسعى إليه، وهو أحد أشكال الترضية للولايات المتحدة.
* ما تقييمك للقاء الأخير بين وزيرة الخارجية الأمريكية وقيادات حزب النور السلفى؟
- اللقاء يؤكد دخول السلفيين على نفس خط الإخوان وأمريكا، ويأتى استمراراً لمسلسل التفاهم والمصالح المتبادلة بين الأمريكان والإسلاميين فى مصر، فالعلاقة بين الطرفين «زى الفُل».
* وبالنسبة للداخل.. كيف ترى أعمال الجمعية التأسيسية للدستور وإلى أى مدى تتوقع استمرارها؟
- الجمعية بالقطع غير مُرضية، ولا تمثل الشعب المصرى بكل مكوناته، ولا يجب أن تضع دستور مصر الحديثة للأجيال المقبلة، وأعتقد أنها لن تستمر، وأن القضاء الإدارى سيحكم الثلاثاء المقبل ببطلانها.
* وبشأن رئيس الجمهورية هل يستمر فى منصبه بعد إقرار الدستور الجديد حتى نهاية دورته، أم يتم إجراء انتخابات جديدة؟
- أرى أنه من الضرورى إجراء انتخابات رئاسية جديدة بعد الدستور، لكى نبدأ مرحلة جديدة للبلاد بعيداً عن حالة العبث الدستورى والسياسى التى نعانى منها، وعانت منها كل مؤسسات الدولة وفى مقدمتها المؤسسة التشريعية، وأعتقد أنه فى حال حل الجمعية التأسيسية، وتشكيل أخرى جديدة، فلن تضاف مواد تكميلية انتقالية كما تطالب القوى الإسلامية لبقاء الرئيس الذى لم ينتخب وفق أسس الدستور الجديد حتى انتهاء مدته، لتجرى الدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية من جديد.