علماء الدين: انتهاك المساجد وقتل المصلين إفساد فى الأرض
«الصحة» دفعت بالعديد من سيارات الإسعاف لنقل المصابين فى الحادث
أدان أزهريون ورجال دين الحادث الإرهابى فى العريش الذى استهدف، اليوم، أحد مساجد مدينة بئر العبد فى شمال سيناء، وأسقط العديد من الشهداء والمصابين.
وقال د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر: «ندين بأقسى العبارات الهجوم الإرهابى البربرى، فسفكُ الدماء المعصومة وانتهاك حرمة بيوت الله وترويع المصلين والآمنين يُعد من الإفساد فى الأرض، ما يستوجب الضرب بكل شدة وحسم على أيدى هذه العصابات الإرهابية ومصادر تمويلها وتسليحها».
ولفت «الطيب»، فى بيان له، إلى أنه بعد استهداف الكنائس جاء الدور على المساجد، وكأن الإرهاب يريد أن يوحد المصريين فى الموت والخراب، لكنه سيندحر وستنتصر وحدة المصريين وقوتهم بالتكاتف والعزيمة.
وأكد دعم الأزهر وجموع الشعب لمؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة وقوات الشرطة، فى جهودها للقضاء على تلك العصابات الإرهابية الخبيثة وتطهير تراب الوطن منها.
وقال د. مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الحادث الإرهابى سيكون نهاية النهاية للجماعات الإرهابية، ويكشف بعمق عن وجهها القبيح، ويعريها من أى دعاوى كاذبة عن صلتها بالدِّين، ويؤكد أنهم أعداء للدين والوطن والإنسانية، فهم مجرد عملاء خونة مأجورين لتخريب بلادهم وأوطانهم وتدميرها، ويجب مقاومتهم بكل قوة وحسم، كما يجب تخليص المجتمع من كل قوى الشر أنصار «الإرهابية» ومروِّجى فكر البنّا وقطب، الذى يتخذ من رمى المجتمع بالجاهلية منطلقاً لتكفيره فتفجيره وتخريبه.
«الطيب»: يسفكون الدماء المعصومة.. و«جمعة»: يجب تخليص المجتمع من مروِّجى أفكارهم.. و«شاهين»: أطالب بفتوى موحدة لتكفيرهم
وأكد د. شوقى علام، مفتى الديار المصرية، أن هذا الهجوم الإرهابى الغادر دليل جديد على تجرُّد مرتكبيه من أدنى درجات الرحمة والإنسانية، واستحلالهم للدماء وسعيهم للفساد فى الأرض، وأنهم بذلك يكشفون عن وجوههم القبيحة وأغراضهم الدنيئة، ما يستوجب التعامل معهم بكل حزم وقوة.
وشدد على أن الإرهاب الآثم لا يفرق مطلقاً بين مدنى وعسكرى، وأن كل أهدافه نشر الخراب والدمار فى كل مكان، حتى بيوت الله فى الأرض لم تسلم من شرور هؤلاء القتلة، وهم بذلك يتخطون كل الخطوط الحمراء فى عمليات القتل وترويع الآمنين الأبرياء دون وجه حق مصداقاً لقول المولى عز وجل: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا».
وقال د. طه أبوكريشة، عضو هيئة كبار العلماء: «هذه جريمة ينطبق عليها الحد الأقصى فى الجرائم التى تُرتكب ويطلق عليها الإفساد فى الأرض، فهؤلاء قتلوا العزل المسلمين، والإسلام حرم أفعالهم وقال عنهم (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، ولا بد أن يكون هناك إجراء للتوصل إلى من ارتكبوا تلك الجريمة ويوقع عليهم العقاب العاجل السريع والعلنى لردع الآخرين، فهذه جريمة تشوه وجه الإسلام وصورته أمام العالم».
وأوضح د. محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، أن «تفجير المسجد إجرامى ليس له علاقة بالدين ولا الإنسانية، فالله قال (بيوتى فى الأرض المساجد وإن زوّارى فيها عمارها فطوبى لعبد تطهر فى بيته ثم زارنى فى بيتى فحق على المزور أن يكرم زائره)، وقال «فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ»، فمن مسّ مسجداً فهو إنسان مارد ماكر لا يعرف طريق الجنة ولا طريق الهداية، لأن الله عز وجل أمر بالمحافظة عليها، فى سورة الحج فقال: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، وتلك الجماعات لا تعرف رباً ولا ضميراً، ومن الواجب أن يُقتلوا ويُصلبوا، وتُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف بما أفسدوا فى الأرض، فهم باعوا دينهم وإسلامهم وباعوا كل القيم، ومن ثم فإن الإسلام لا يعرف أمثالهم، فهو برىء منهم فى الدنيا والآخرة».
وقال د. عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: «تعازينا لجموع المصريين فى هذا المصاب، ونؤكد أن مصر فى حالة حرب، ويجب استنفار كل الجهود والطاقات ورد هذا العدوان، ويجب علينا دعم القيادة السياسية فى دحر الإرهاب، ودعم الجيش والشرطة بكل الجهد، فهما حصنا الأمن والأمان، كما يجب توحيد المصريين كقوة واحدة دافعة للقيادة السياسية لنكون فى ميدان الدفاع عن الوطن».
وأضاف: «هؤلاء الفاعلون قاتلون إرهابيون معتدون قتلوا النفوس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، فيجب ملاحقتهم ومتابعتهم فى كل الأماكن، واستئصالهم يحقق الرد العام والخاص، فهؤلاء المقتولون من شرطة وجيش ومدنيين هم شهداء أحياء عند الله».
وأدان مجلس حكماء المسلمين بأشد العبارات، الحادث الإرهابى، وشدّد على أن خريطة استهداف الأبرياء والآمنين توسّعت وبدأت تطال كل الأديان، ولم يعد هناك من هو بمأمن من تلك الهجمات الإرهابية المروعة، الأمر الذى يستوجب تعاون وتعاضد كل القوى والمنظمات الدولية، فى مواجهة من يبثون أفكار الكراهية والتطرّف، واتخاذ موقف حاسم ضد كل من يدعمهم ويمولهم. وأكد أن هؤلاء المجرمين تجرّدوا من كل معانى الإنسانية، وأن المجلس يقف بجانب مصر فى محاربتها للإرهاب بجميع أشكاله.
وأعرب المجلس عن خالص مشاعر المواساة والتعازى للرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، ولحكومة وشعب مصر الأصيل، ولأسر الضحايا، داعياً الله أن يتقبّلهم من الشهداء، ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
وقالت د. آمنة نصير، أستاذة العقيدة والشريعة بجامعة الأزهر: «لعنة الله عليهم، رب العزة قادر على أن يحرقهم فى الدنيا والآخرة، حتى المساجد لم تسلم منهم، ماذا أقول لهم؟ لا بارك الله لكم فيما تفعلون، لا تركتم صلاة ولا نهاراً ولا ليلاً ولا طفلاً ولا شاباً، أنتم خوارج العصر».
وقال الشيخ مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: «الحادث الإرهابى فضح مخططات الجماعات الإرهابية، وكشفت عن سوء نواياهم تجاه الإسلام والمسلمين وإصرارهم على محاربة الإسلام ومقدساته واستهداف مسجد من قبَل جماعات تتشدق بأنها إسلامية أكبر دليل على أن تلك الجماعات لا تعرف الإسلام ولا حرمة دماء المسلمين بل إنها جماعة مأجورة، ويجب توحيد كافة المصريين لوأد تلك الجماعات، ويتوحد العالم الإسلامى والمجامع الفقهية لإصدار فتوى موحدة تتعلق بالحكم على كفر هؤلاء من عدمه».