المشاركون فى «نصرة القدس»: الانتصار فى معركة الوعى مع الصهاينة مفتاح تحرير المسجد الأقصى
عدد من المشاركين فى الجلسة الختامية للمؤتمر
اختتم الأزهر فعاليات مؤتمره العالمى لنصرة القدس، الذى نظمته المشيخة بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، وشهد اليوم الثانى، 3 جلسات حملت عناوين، «استعادة الوعى بقضية القدس»، و«المركز القانونى الدولى للقدس»، و«الدور الثقافى والتربوى»، وأكد المشاركون أن الانتصار فى معركة الوعى مع الصهاينة هو مفتاح تحرير المدينة والمسجد الأقصى.
وقال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وزير الخارجية السودانى السابق، خلال كلمته إنه من الضرورى استعادة الوعى العربى تجاه القدس وعدم التركيز فقط على البعد الروحى للمدينة المقدسة، على الرغم من أهميته، لكن يجب التركيز أيضاً على الأبعاد الثقافية والتاريخية، وحق الأرض، وتأكيد حتمية أن تكون القدس عاصمة للفلسطينيين من خلال دور منظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية فى رفع الوعى بالقضية.
وأوضح «إسماعيل» أن بذور أى مشكلة فى العالم العربى تكمن فى انخفاض مستوى الوعى بقضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشدداً على ضرورة رفع مستوى الوعى بقضية القدس.
«مكرم»: قرار «ترامب» غدر مفاجئ.. وندور فى حلقة مفرغة منذ 70 عاماً.. و44 عاماً من التفاوض لم تُعد إلينا شبراً واحداً من الأرض
وقالت الدكتورة فاديا كيوان، المدير السابق لمعهد العلوم السياسية فى جامعة القديس يوسف بلبنان، إن القرار الأمريكى الأخير يمعن فى تحريك جروحنا، وفى صفع كرامتنا وفى المساهمة فى قهرنا من خلال الإقرار بالقدس عاصمة لدولة صهيونية، ما يشكّل تحدياً للقانون الدولى العام، ولا يجوز أن يمر مرور الكرام. وأضافت «كيوان» أن المؤسسات العربية تتحمل المسئولية التاريخية تجاه شعوب المنطقة فى تنمية الوعى بقضية القدس، من خلال وضع رؤية لما يمكن القيام به لحماية المدينة من وضع اليد الكامل عليها من قبل الحركة الصهيونية وبمباركة أمريكية حتى الآن، بالرغم من الاعتراض الدولى الواسع على هذه الخطوة.
وقال الدكتور مصطفى حجازى، مستشار رئيس الجمهورية السابق، إن القدس والأقصى وقبلهما أوطاننا ومستقبلنا لا تحتاج للدموع وإن صدقت، ولا التباكى على العجز وإن كان حقيقة، ولكن تحتاج الفكر الصادق من عقول غير مُتنازلة، وأن الخصم قد أتانا من ثغور نحن تركناها كلأ مباحاً، مشدداً على أن مائة سنة من الدهشة والتباكى على قضية فلسطين تكفى وتزيد، والتاريخ لا يرحم المندهشين. وأضاف «حجازى» فى كلمته أن الاستغراق فى أفعال البيروقراطية وحدها لا يردع عدواً ولا يستنصر صديقاً، مؤكداً ضرورة العمل على الأرض والإبداع والإعمار والتغلب على المشكلات، حتى نصير فى مصاف الدول المتقدمة.
«شهاب»: قرار نقل السفارة الأمريكية إلى «القدس» مخالف للقانون الدولى.. و«حجازى»: القدس والأقصى لنا والتاريخ لن يرحمنا
وقال الدكتور مفيد شهاب، وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، إن الإجراءات التى تقوم بها إسرائيل فى القدس المحتلة والقرار الأمريكى الأخير قرارات باطلة ولا يترتب عليها أى أثر، مؤكداً أن البعد القانونى للقضية الفلسطينية واضح بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن بأن القدس الشرقية أرض محتلة، وأن أى قرارات تقوم بها إسرائيل من تغيير فى المدينة أو بناء مستوطنات أو تغيير فى تاريخ أو جغرافيا المنطقة هى والعدم سواء.
وأشار «شهاب»، خلال كلمته إلى أن القرار الأمريكى الأخير بنقل السفارة رفضته 14 دولة من أصل 15، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو»، وفى الجمعية العامة رفضت القرار 128 دولة، لافتاً إلى أننا أمام وضع مخالف للقانون الدولى وللأعراف الدولية، مشدداً على أن قرارات الجمعية العامة الخاصة بالقدس ليست توصيات أو نصائح، بل قواعد يجب الانصياع إليها.
«شومان»: زيارة المدينة المحتلة ترجع لاختلاف تقدير المصالح والمفاسد وتحتاج إلى بحث
وقال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن قرار «ترامب»، غدر مفاجئ، وقد كنا نحسبه شريكاً فى الحرب على الإرهاب ووسيطاً نزيهاً يمكن أن يحقق سلام الشرق الأوسط واستقراره، وينجز المصالحة التاريخية بين العرب واليهود على قاعدة الأرض مقابل السلام، ثم ظهر أن ذلك كان مجرد أضغاث أحلام سبقها ربيع كاذب ضيع العراق وسوريا وليبيا واليمن، وكاد ينهش مصر المحروسة، لولا عناية الله ويقظة شعبها وقواته المسلحة التى أسقطت حكم المرشد والجماعة، لكنها مع الأسف لم تضع فى حسابها أن خيوط المؤامرة لا تزال مستمرة.
وأضاف خلال كلمته، لقد نفد صبرنا عبر 70 عاماً من الدوران فى حلقة مفرغة، آملين أن يقدر المجتمع الدولى على فرض القانون الدولى من خلال مؤسساته الدولية، مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ولم يُنفذ منها قرار واحد، بما يؤكد حجم الخداع الضخم والديمقراطية الزائفة فى مجتمعنا الدولى الذى تكاد تكون مهمته الآن أن يغلف شريعة الغاب بورق من السلوفان، ليمكّن السمك الكبير من أن يأكل السمك الصغير فى سهولة ويسر، ولقد جربنا التفاوض المباشر لأكثر من 44 عاماً لم نتمكن خلالها من استعادة بوصة واحدة من الأرض، لأن التفاوض المباشر فى غياب حكم منصف، وقانون دولى نافذ، ومرجعية قادرة على تصحيح الخطأ، يكاد يكون نوعاً من الضحك على الذقون، هدفه الأول تضييع الوقت وتبديد الفرص، ويمكن القوى من أن يخلق واقعاً جديداً يفرض نفسه على الأرض.
وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن موقف الأزهر الرافض لزيارة القدس تحت الاحتلال ثابت، والاختلاف راجع إلى تقدير المصالح والمفاسد، والأمر يحتاج إلى بحث، وأضاف أن معركة الوعى هى الأخطر مع الكيان الصهيونى وانتصارنا فيها مفتاح النصر، وتحرير القدس والصلاة فى الأقصى وعد إلهى لن يتخلف.
وعلينا إعداد العدة لهذا اليوم، وتابع أنه سيكون هناك مقرر دراسى يؤصل لعروبة فلسطين، ويبين مكانة القدس الدينية.