"العسيري" يبحر في تاريخ الأغنية السياسية بكتابه الجديد "100 سنة غنا"
محمد العسيري
أصدر الشاعر الغنائي والكاتب محمد العسيري كتابه الجديد "100 سنة غنا" الذي يقدم فيه رؤية ورصد لتاريخ الغناء المصري بداية من 1910 وحتى 2010، عن دار "منشورات بتانة" للطبع والنشر، والذي اختار المؤلف أن يضعه في 12 جزءا يقدم فيه معلومات بعضها جديدة على القاريء، وبعضها صادم، وبعضها الآخر يتم الإعلان عنه لأول مرة.
اختار العسيري أن يبدأ الجزء الأول من موسوعته التي يجمع فيها تاريخ الغناء في مصر، بالدخول للمنطقة الشائكة وهي الأغاني السياسية، فيرصد تاريخ الأغاني السياسية وسبب كل أغنية وظروفها والأحداث التي جرت وقتها وكيف تطورت نفس الأغنية بمرور الوقت مثل أغنية "الله الله يا بدوي جاب اليسري" التي انطلقت من حكاية شعبية لامرأة ذهبت إلى السيد البدوي تطلب منه الدعاء لابنها الذي شارك في الحرب خارج البلاد ولا تعرف إذا كان على قيد الحياة أو ميتا أو أسيرا، فقال له -وفقا للحكاية- ارجعي إلى بيتك ستجدينه هناك"، وبالفعل عادت إلى البيت ووجدت ابنها وفي يديه أساور السجن، وقتها خرجت الأغنية تحت اسم " الله الله يا بدوي جاب الأسري".
ومع الوقت تحولت الأسري إلى اليسرى، وفي وقت الانهيال الاجتماعي تحولت نفس الأغنية إلى أخرى تحمل معاني خارجة عن الآداب وكانت تتردد داخل الحانات الصغيرة وتم تسجيلها على الأسطوانات، ومثلها أغنية "عزيز عيني" التي كانت تعبر وقتها عن محاولة البحث عن الهوية المصرية، وعزيز هو عزيز المصري بطل الجيش المصري الذي أسس للعسكرية المصرية وبني الجيش وقت حكم محمد علي الذي تحولت مصر معه إلى قوة عالمية ولديها جيش يشارك في الحروب وينتصر ويفتح البلدان، وسافر إلى ليبيا ليحارب مع عمر المختار وتعتبره إنجلترا عدوا لها، فغنى له الأطفال "يا عزيز يا عزيز كوبة تاخد الإنجليز"
كما يتضمن الكتاب المحاولات التي تمت لتطوير الأغنية السياسية ومن الذي غناها في كل مرحلة وسبب ذلك والظروف التي حدثت، فضلا عن إعادة اكتشاف المواقف الحقيقية لأسماء بحجم سيد درويش وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وعلاقة الفنانين بالسلطة وكيف بدأت، فضلا عن الكشف عن كم كبير من الوثائق والحكايات من بينها أن عبد الوهاب هو أول من قدم أغنية لتدعيم مرشح في الانتخابات.
الكتاب تجربة جديدة توثق ما حدث وفقا لما حدث، وليس وفقا لما تم تصديره لنا على أنه حدث بالفعل.