وزير الخارجية الفرنسى الأسبق: لا يوجد حل سياسى فى سوريا دون الاتفاق مع الدول الراعية لـ«الأسد»
![أوبير فيدرين](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/6005044851523729764.jpg)
أوبير فيدرين
لا يتوقع الوزير الأسبق لشئون الخارجية الفرنسية، أوبير فيدرين، أن يشهد العالم حرباً باردة أو عالمية ثالثة خلال السنوات المقبلة، لافتاً إلى أن المشهد السياسى الحالى وظروفه تختلف عن الحقب السابقة. واعتبر «أوبير» أمريكا بأنها فاقدة للبوصلة ولم تعد القطب الوحيد المهيمن على النسق الدولى، فى ظل تصاعد قوى عالمية مثل روسيا وإيران. ووصف «أوبير» الوضع فى سوريا بـ«المنهار»، لافتاً إلى أن محاولات غربية للتدخل فى المشهد السورى ستنتهى بالفشل دون التنسيق مع القوى الفاعلة، وهم روسيا وتركيا وإيران، متوقعاً أن يؤول الحل السياسى إلى فترة انتقالية مع استمرار بعض جيوب المعارضة السورية.. وإلى نص الحوار:
بداية، هل تعتقد أن العالم يعيش حرباً باردة جديدة كما يردد البعض؟
- لا أعتقد ذلك، لأن الحرب الباردة كانت فى ظل نظام ثنائى القطبية بين الولايات المتحدة وروسيا، وكان صداماً عالمياً بين نظامين أيديولوجيين غير متوافقين، أما الآن فالوضع اختلف كثيراً، ولا يوجد تعبير محدد لوصف العالم، ولم تعد هناك قوة وحيدة مهيمنة عليه، فعودة روسيا إلى الساحة وتنامى قوة الصين جعل النسق الدولى يختلف كثيراً ويتجه نحو قطب متعدد الأقطاب، وقد يكون العنف قطباً عالمياً فى حد ذاته.
ولماذا تراجعت أمريكا عن كونها القطب الأحادى فى النسق الدولى؟
- فى كل فترة رئاسية فى أمريكا خلال العشرين عاماً الماضية كانت تأتى إدارة تنتهج سياسة عكس التى سبقتها؛ فمثلاً بوش الابن انتهج سياسة عكس ما انتهجه «كلينتون»، وكذلك «أوباما» الذى انتهج صورة مناقضة، والآن «ترامب» صورة مغايرة تماماً، ما يجعلنا نقول بأن أمريكا فقدت البوصلة ولم تعد تعرف كيف تتوجه، كانت تقود حركة العولمة، أما الآن فهم يتأرجحون تماماً، ولم تعد أمريكا تنفذ ما تريد أو تسيطر على كل الأمور. وعندما نرى ما فعله «أوباما» فيما يتعلق بتجنب فرض مزيد من العقوبات على إيران، وأعلنها صراحة بأنه لا يستطيع محاربة إيران لإيقاف تسليحها النووى، وانتهى به المطاف لاتفاق لمنع التسلح لمدة عشر سنوات، فى هذه الحالة لم تستطع أمريكا فرض سياستها على إيران، فلم يعد بوسع الأمريكان فرض حل ما.
«فيدرين» لـ«الوطن»: الربيع العربى انتهى بنهاية غير جيدة
ما مدى نجاح القوى الغربية فى تغيير قواعد اللعبة فى سوريا فى حال وقوع تدخل محتمل؟
- السياسات الغربية فى سوريا سوف تفشل، وذلك لأن المتحكم فى الوضع الآن هم روسيا وإيران وتركيا، والنظام السورى استطاع البقاء على قيد الحياة بفضل روسيا، إلا أننى أتوقع أن يكون هناك صدام يأتى بعده استقرار نوعى فى المشهد السورى مع بقاء لبعض جيوب المقاومة السورية. ولن يتأتى الحل السياسى إلا من خلال الأطراف الفاعلة، تحديداً القوى الثلاث الراعية للنظام، وقد تتفق هذه القوى على مرحلة انتقالية للخروج من الأزمة. واستطاع «بوتين» أن يثبت أنه ليس خارج اللعبة، رغم أنه غير سعيد بالوجود التركى والإيرانى.
كيف ترى الشرق الأوسط ما بعد الربيع العربى؟
- للأسف الربيع العربى انتهى بنهاية غير جيدة، والشرق الأوسط تغير كثيراً حتى كان البعض يقول بأن القوى العالمية هى التى تحرك الأمور فيه مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا، إلا أنه يشهد أموراً أكثر تعقيداً مثل المواجهة المحتملة بين السعودية وإيران، وهناك مزيد من التنافس بين الدول العربية، التى تمتلك تاريخاً من القومية العربية تحول إلى قراءة فى الماضى وليس مفتاحاً للحل. ونجد تحركات فى السعودية تهدف للقضاء على «الوهابية»، وأصبح الشعب السعودى متطلعاً لأن يذهب للسينما ويعيش على النمط الأوروبى. كذلك إيران فهى مجتمع حديث للغاية به الكثير من الديناميكية حتى لو أرادوا أن يخفوها. وهناك جزء من النظام الإيرانى يريد أن تعود الحياة الطبيعية للإيرانيين مثل الرئيس روحانى، إلا أن الجزء الآخر المتشدد لا يريد ذلك لأن اختفاء الجمود يعنى اختفاء هذه المجموعة المتشددة.
كيف ترى انضمام العديد من الشباب الفرنسى لتنظيم الدولة الإرهابية «داعش»؟
- معظمهم من بلجيكا وتونس، وفرنسا ضحية من الضحايا الأوائل للإرهاب فى العالم، وتحاول أن تحمى نفسها مثلها مثل الآخرين.