الشيخ محمود صديق.. ثالث فرسان المنشاوية
الشيخ محمود صديق
هو ثالث فرسان عائلة الشيخ صديق المنشاوى التى ضمت 18 فرداً حفظوا وخدموا القرآن الكريم، وُلد عام 1943 بمركز المنشاة بمحافظة سوهاج، حفظ القرآن الكريم فى التاسعة من عمره، وهو قارئ ابن قارئ فوالده الشيخ صديق المنشاوى، وشقيقه الشيخ الشهير محمد صديق المنشاوى وابنه الشيخ صديق محمود المنشاوى. الشيخ محمود -أطال الله عمره- سجل المصحف مرتلاً، ولكن لا يزال حبيس أدراج الإذاعة المصرية، وله عدد من التسجيلات فى بلاد العالم. وتميز بأنه صاحب صوت شجى باكٍ، فذاع صيته بين أهل جنوب مصر قبل أن يحضر للقاهرة ويلتحق بالإذاعة.
يقول الشيخ محمود: «نشأت فى أسرة طابعها وعيشتها الأولى القرآن الكريم، فهذا والدى الذى ذاع صيته دون أن يدخل الإذاعة، وذاك أخى الشيخ محمد الذى أصبح ملء السمع والبصر لكن الله توفاه ولم يتعدّ الأربعين عاماً، وهأنذا أكمل طريق الدعوة إلى الله، حفظت القرآن الكريم وسنى لم تتجاوز 9 سنوات، كنت ملاصقاً لوالدى حيثما يذهب وكان ذلك حرصاً منى على تعلم الترتيل والتجويد فى عائلة وهبت نفسها للقرآن منذ نحو 150 سنة».
وعن بداية التفرغ للترتيل يقول: «منعتنى ظروف خاصة من أن أكمل دراستى الجامعية، ونهلت من علوم القرآن الكريم والقراءات على يد الشيخ عامر عثمان شيخ المقارئ المصرية والشيخ أمين إبراهيم».
يضيف: «تعلمت أصول القرآن وتقدمت للامتحان بالإذاعة المصرية وكان الامتحان يعقد أولاً فى الأصوات ثم كيفية خروج الحروف ونطقها، وكانت اللجنة مكونة من الشيخ عامر عثمان والشيخ أمين إبراهيم، وبفضل الله وتوفيقه نجحت، ويعود هذا إلى وجود الكتاتيب والشيوخ العظماء، كان على رأسهم الشيخ إبراهيم شحاتة عالم القراءات البارز». يذكر الشيخ محمود واقعة فريدة بقوله: «على غير العادة ذهبت بعثة الإذاعة المصرية إلى أخى الأكبر المرحوم الشيخ محمد لكى تسجل له فى الصعيد، فقد جرت العادة أن يتقدم القارئ بطلب للشئون الدينية بالإذاعة ويتم تحديد موعد له للاختبار، لكن العكس ما حدث مع أخى فقد أمر رئيس الإذاعة بأن تسافر بعثة لتسجل له فى سوهاج وفعلاً جاءت البعثة فى بداية الستينات، وسجلت له نحو 12 ساعة، وعندما تمت إذاعة القرآن بصوته لمع صيته وازدادت شهرته فى مصر والعالم الإسلامى كله.
انتقلنا إلى القاهرة عام 62 وكان عمرى آنذاك 17 عاماً وتقدمت للإذاعة وقبل التقديم مباشرة كان يوافق يوم ليلة الإسراء والمعراج وفوجئت بمكالمة من رئيس الإذاعة «محمد حماد» وطلب منى إحياء ليلة الإسراء بمسجد السيدة زينب وكان معظم الوزراء فى ذلك الوقت يحضرون هذا الحفل الذى افتتحه الشيخ مصطفى إسماعيل وقمت أنا بختمه وقرأت لمدة سبع دقائق فقط لكن عرفنى معظم سكان الجمهورية من خلال هذه الليلة لتبدأ شهرتى وأتقدم للإذاعة ليتم قبولى بعد الاختبار من أول مرة».
ويرى الشيخ محمود أن «الخشوع والتباكى عند قراءة كتاب الله هما أفضل ما خص الله بهما صوت والدى وأخى وأنا والحمد لله، وهو بكاء يزيد من إحساس المستمع بالمعنى ولا يقلل هيبة القارئ».