عمال البناء فى «ترميم رابعة»: «سبنا الرصاص فى سيناء.. فلحق بنا بطش الإخوان»
تنفّسوا الصعداء، ظناً منهم أن الخطر قد زال بعدما شاهدوا التفجيرات، ومشاهد الكر والفر الناتجة عن العمليات الإرهابية الممنهجة ضد قوات الجيش والشرطة فى سيناء.. وقع عليهم الاختيار من قِبل القوات المسلحة لتولى عملية ترميم مسجد رابعة العدوية، فسارعوا يلبون نداء الواجب، معتقدين أنهم يهربون من جحيم جهاديى سيناء، ليقابلهم جحيم آخر، فى تحركات إخوانية تستهدف المنطقة بين الحين والحين، وتؤرق عليهم عملهم، إنهم «فواعلية» طابا.. من نيران الإرهابيين فى سيناء، إلى طوب وحجارة الإخوان فى رابعة العدوية، مع كل محاولة لأنصار المعزول لاقتحام الميدان وإقامة اعتصام جديد لهم فيه.
«من طابا لرابعة يا قلبى لا تحزن»، بجلباب رمادى تحول بفعل الساعات الشاقة فى العمل تحت أشعة الشمس الحارقة إلى اللون الأسمنتى، يسرد عم «صابر» ملخص 65 يوماً وصفها بـ«أيام الرعب والخوف» بعد محاولات مستميتة من قِبل الإخوان لاقتحام الميدان. يوضح الرجل الخمسينى أن كل العمال الذين بعثت بهم شركة المقاولات من طابا إلى رابعة بناءً على رغبة القوات المسلحة، وذلك يرجع إلى مهارتهم المشهود لها، ويؤكد ذلك بقوله: «شغلنا أحسن من اللى بيدرسوا فى الجامعات، لأن ربنا مدينا موهبة»، بدأوا العمل فى المسجد بعد أحداث الفض بيوم، بعدد ساعات عمل وصل إلى 24 ساعة: «خدنا رابعة بعبلها وقرفها وقلنا الحمد لله قرف الشغل ولا رصاص الموت فى سيناء». أحلام الرجل الخمسينى سرعان ما تلاشت بعد المناوشات المستمرة من جماعة الإخوان التى نتج عنها تشويه أحد أسوار وزارة الدفاع.. يقول «صابر»: «كل ما يكتبوا نمسح تانى، وبعدين مش الإسلام فيه رحمة يبقى بأى وش بيتكلموا باسم الدين، ده غير أزايز الصفيح اللى بيحدفوها علينا من ورا الأسلاك الشائكة».