"ملتقى الفكر الإسلامي" يشرح مقاصد الصيام: تعزيز التقوى والرشاد
![ملتقي الفكر الإسلامي](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/10052019501527583500.jpg)
ملتقي الفكر الإسلامي
قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، إن رمضان شهر النور والرحمة والفضل الذي غير الله به الكون كله، وكانت أول كلمات الوحي التي نزلت على قلب رسولنا الكريم، وشاء الله تعالى أن يبعث الحبيب في أمة لا ترابط بينها وتحكمها العصبية والقبلية التي ما ساوت بين الناس يوما، فكانت بعثته توحيدًا لها وجمعًا لكلمتها.
وأضاف، خلال الحلقة العاشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين، وكانت بعنوان "لماذا هذا الفضل في رمضان"، أن الله تعالى أعطانا الدليل بقوله سبحانه "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا"، فلو تدبرنا القرآن لوجدناه صفا واحدا في البلاغة، لأنه صادر عن الله ــ عز وجل ــ لا تفاوت فيه، أما البشر فكلامهم متفاوت، لأنه صادر عن نفس تحب وتكره، موضحا أن من تدبر في آيات الصيام، وجد أن الحق سبحانه وتعالى كرر "لعـل" في قوله "لعلكم تتقون، لعلكم تشكرون، لعلهم يرشدون" فـ"لعل" هنا تفيد التعليل، وليست للترقب والتوقع، أي: صوموا كي تصلوا للتقوى، والشكر، والرشاد.
وأضاف أنه لابد وأن يكون عند العبد يقين إيماني وروحي بقبول الطاعة من الله تعالى له، وحرزه للثواب منه سبحانه، حتى يتحقق ذلك، كما قال النبي في الحديث القدسي الذي رواه عن رب العزة سبحانه "أنا عند ظن عبدي بي"، مشيرًا إلى أن الصيام له مقاصد متعددة، وهو شهر تدريب للأمة بأكملها، والغاية من صيامه تحصيل التقوى والشكر والرشاد.
وفي كلمته، أكد الدكتور بكر زكي عوض، عميد كلية أصول الدين السابق، أن هناك فرقًا بين أن يكون الفضل لرمضان أو أن يكون الفضل لما نزل في رمضان، وعرفت البشرية الزمن منذ بدء الخليقة، فعدوا أياما مجمعة وأسموها أسبوعا، وأخرى شهورا، وجمعت عددا من الشهور فأطلقت عليها سنة.
وتابع أن العرب لم تكن تعرف لرمضان فضلا قبل بعثة النبي، فشاء الله أن يعلي قدر هذا الشهر بنزول القرآن الكريم فيه، وجعله سيد الشهور، وجعل فيه ليلة القدر وهي سيدة الليالي، موضحا أن الله تعالى جعل للشهر الكريم الأفضلية لأمور كثيرة، منها أن الله تجلى فيه على سيد الخلق بالنبوة والرسالة، فكانت ليلة القدر، وأن نزول الوحي بداية كان في شهر رمضان على قلب الحبيب، وكان ميلاد النبوة والرسالة وتتابع نزول القرآن وظهور الرسالة كانت نقطة البدء في ميلاد أمة رسول الله، وأن كل من تبع رسول الله له حظ من النبوة في الشفاعة والنيل مما ناله رسول الله من الشرف.