«كريمة»: رفضنا المقابل المادى لاستخدام اسم «بكار» فى كارتون الأطفال لنساعد فى نشر الثقافة النوبية
«كريمة» تحرص على توريث التقاليد النوبية
«فخورة أنا بحضارتى وطيبتى وهيبتى أصل بطبعى نوبى.. اسألوا التاريخ الماضى مين أنا»، هكذا، وبابتسامة لا تفارقها حتى فى الشدائد والمحن، تحدثت كريمة عبده حسين عواض، الشهيرة بكريمة بكار، إحدى القيادات النوبية الشهيرة، ورئيس مجلس إدارة جمعية بنت النيل بأسوان، وقالت: «النوبة هى الحياة التى تجرى فى دمنا والنور اللى نشق بيه أى ظلام».
وتشير «كريمة» إلى أن الدكتورة منى أبوالنصر، صاحبة أفلام كارتون بكار الشهيرة، استأذنتهم علشان تعمله ككرتون يذاع على التليفزيون المصرى، وبالرغم من أنهم عرضوا علينا مبلغ من المال، إلا أننا رفضنا أن نأخذ مقابل مادى، طالما هذا العمل يفيد فى نشر الثقافة النوبية.
رئيسة «بنت النيل»: «النوبة حياة تجرى فى دمنا ونور بنشق بيه أى ظلام».. ورسمة النخل فى بيوتنا رمز للخير
وتقول: «المرأة النوبية لها عاداتها وتقاليدها الخاصة، فهى تعمل دائماً على بناء جيل قادر على المسئولية، وتوريث العادات والتقاليد والموروثات النوبية لدى الأبناء من البنين والبنات، كما أنها تساعد الرجل فى أعماله وتحافظ على بيته».
تعمل المرأة النوبية، وفقاً لكريمة بكار، فى عدد من الحرف والمشغولات اليدوية، ومن بينها «الطواقى، والعُقد، والسلاسل، والشنط، وغيرها من المشغولات اليدوية، ولكن أهم ما يميز عملنا هو اختيارنا لألواننا الرئيسية والتى لا يخلو بيت نوبى منها، وهى ألوان الأزرق الذى يدل على النيل الصافى وسمائنا البهية، واللون الأخضر ويدل على الزرع والنماء والخضرة الجميلة من حولنا، واللون الأصفر ويدل على الجبل والصحراء والرمال الصفراء الناعمة، فهذه الألوان المبهجة دليل على النوبة، لأن النوبى دائماً متمسك بالطبيعة وألوانها تعيش معه».
أما عن أهم ما يميز البيوت النوبية، فهى الرسومات والنقوشات على الحوائط والجدران، فالطبيعة هى أهم ما يلفت نظر النوبى فى تزيين منزله، وبنفس ألوانها المبهجة نلون الحوائط، بل وملابسنا أيضاً، فالبيوت النوبية كبيرة ونظيفة وهناك بيوت حوشها كبير يتم تغيير الرمال فيها، وساعات نعمل أفراحنا ومناسباتنا بداخلها.
وأضافت «بكار»: «من أهم الرسومات اللى بنرسمها فى بيوتنا النخل، رمز الخير، والسمك، والتمساح، والمركب والورود والزهور، والطيور زى الحمام والعصافير، وكمان بنرسم أطفال النوبة المبتسمين دائماً، وكل رسمة لها عندنا عنوان ومدلول، زى الخير فى النخلة، والطيور رمز السلام والمحبة».
وتابعت: «من عاداتنا إننا بنجهز بناتنا من وهمّا صغيرين، يعنى مثلاً لو عندى بنت بجهز لها الروائح النوبية المميزة، ندفنها تحت الأرض لمدة 10 سنين وزيادة لغاية ما تتجوز، وتطلع لها قبل الفرح بأيام، وكمان كنا بننقش اللبس من العباءات وجلاليب البيت، وكمان ملاءات السرير بأفضل التطريزات النوبية والرسومات والنقوشات، لكن الفترة دى بدأنا نشترى الجاهز، وأفراحنا ذات طابع خاص الكل بيشارك فى تجهيز العروسة وكمان الفترة الماضية بدأنا نسهل ونيسر الزواج على الشباب، وعملنا بعض المبادرات فى منطقة الكرور بأسوان علشان نفرح الجميع».
وأنهت «بكار» كلامها قائلة: «النوبة بالنسبة لنا تتلخص فى كلمات الفنان النوبى محيى الدين شريف، التى لحنها وغناها الفنان أحمد منيب، «مشتاقين يا ناس للبيت لنبع الحبايب لبلاد النخيل والغيط، هيعود اللى غايب، مشتاقين يا ناس لبلاد الدهب، كبر الشوق جوه القلب كان لسه فى حضنى الحب، خدنا ومشينا والأيام خدتنا رحلة وعودة، ناويين إننا راجعين يا بلادى ومشتاقين، نادرين لما نرجع تانى لبلاد الجمال ربانى جوه البيت هنزرع نخلة، تطرح خير وتعمل ضلة، والعصافير تلقط غلة فى الحوش الكبير والرملة، جار الساقية فى العصرية نحكى حكاوى، والأفراح هتملى الناحية ويا غناوى».