حسين فهمى: الفوضى والإرهاب وراء الأزمة.. ومطلوب حل مشكلة التوزيع
يوماً بعد يوم تتراجع السينما إلى الخلف ويهبط مؤشر الإنتاج، الأمر الذى دفع الكثيرين من النقاد إلى الاعتراف بأن السينما المصرية فى مرحلة انحدار. فى الموضوع تكلم حسين فهمى قائلاً: «أرفض الإشارة أو حتى التلميح إلى أن السينما المصرية تحتضر، وذلك لسبب بسيط وهو أن لدينا كل الإمكانيات التى تؤهلنا لتقديم أعمال فنية مميزة، لأننا نمتلك التكنيك الجيد ولدينا فنانون كبار وكُتّاب على أعلى مستوى، ولدينا أيضاً فنيون موهوبون، لكن ظروف البلد السياسية هى التى خلقت حالة الكساد وهى السبب فى تراجع الإنتاج». وواصل حسين فهمى كلامه قائلاً: «عندما قامت الحرب الأهلية فى لبنان أغلقت دور العرض أبوابها بعد الهجوم على الناس داخلها، وفى نفس الوقت تجد الظروف صعبة؛ انفجارٌ هنا ومظاهرة هناك، ولذا تجد من الصعوبة أن يغامر الناس بالنزول إلى السينما. سألنا حسين فهمى: إذا كنت لا ترى أزمة فى السينما، فلماذا شكل حازم الببلاوى لجنة برئاسة زياد بهاءالدين للنهوض بها؟ فقال: «يجب أن نعرف أن الشاشة تصدر ثقافة، والدولة تريد أن تدعم صناعة. على مستوى الفِكَر والتمثيل والتكنيك فإن السينما المصرية بخير، وهنا أقصد الجانب الثقافى. لكن على مستوى الصناعة فالسينما تحتاج إلى دعم الدولة، بداية من الجمارك وحتى الكراسى التى يجلس عليها المشاهدون، وبمعنى أكثر دقة الدولة تدعم صناعة والشاشة تصدر ثقافة». وعن اختفاء الكيانات الإنتاجية الكبرى قال: «فى العالم كله اختفت الكيانات الإنتاجية الكبرى، وفى أمريكا تعتمد السينما على رأس المال الصينى، والهند هى الدولة الوحيدة التى تعتمد على شركات كبيرة فى الإنتاج، وفى إيطاليا وفرنسا وألمانيا لم تعد هناك شركات كبرى للإنتاج». وعن رأيه فى عودة الفيلم الهندى إلى دور العرض المصرية قال: «فوجئت بعودة الفيلم الهندى لأنه يشكل خطورة على الصناعة، خاصة أن الفيلم الهندى له جمهور، ومن الطبيعى والحتمى أنه سيسحب شريحة كبيرة من الجمهور المصرى، لذا أناشد المسئولين بغرفة صناعة السينما وضع ضوابط وقيود لحماية الفيلم المصرى». وأضاف حسين فهمى عن أزمة السينما: «الحل هو عودة الاستقرار بسرعة، وتذليل كل العقبات أمام المنتجين، وبحث مشكلة التوزيع، ولا أقصد هنا التوزيع الداخلى لكنى أقصد التوزيع الخارجى، فمن المهم أن نخلق سوقاً للفيلم المصرى فى الخارج، ولا نكتفى بالداخل».