«القرية البدوية».. «قول للزمان ارجع يا زمان»
القرية البدوية نموذج يجتمع فيه التراث البدوى القديم
مع دخول الحياة المدنية لتدب فى كل مكان فى مدن مطروح الثمانى، وظهور التكنولوجيا الحديثة فى الاتصالات وبناء الأبراج الشاهقة فى مدينة مرسى مطروح والساحل الشمالى ومدينة العلمين الجديدة، وتغير الشكل والملامح البدوية التى كانت عليها مطروح فى السنوات الماضية، ظهرت فكرة لبعض أبناء مطروح للمشاركة فى إنشاء أول قرية بدوية متكاملة تجمع كل مكونات الحياة الصحراوية القديمة التى كان يعيش عليها الآباء والأجداد، من خيام بدوية وحياة بسيطة قائمة على الطهى على «راكية النار» وشرب الشاى عليه، والجلوس فى «المربوعة»، وتنظيم حفلات فولكلورية تعكس الطابع المطروحى وأمسيات شعر واقتناء حيوانات نادرة أشرفت على الانقراض كالغزال، وإقامة متحف للتراث البدوى ووسائل المواصلات به كـ«الكارتة» وأدوات الزراعة القديمة وأدوات تجميل المرأة والملابس المصنعة يدوياً، وممارسة الحياة الطبيعية التى كان يعيش عليها أبناء القبائل للحفاظ على الموروثات الثقافية وأطلقوا عليها «القرية البدوية» لتكون أيقونة السياحة البدوية فى مطروح.
«صالح»: الحياة الأصيلة بدأت تختفى مع بناء المدن الجديدة والناس بتحن للقديم.. و «عطية»: فكرتها بدأت من 20 سنة لإحياء تراثنا وسنبدأ بمهرجان «الزى البدوى»
«القرية البدوية إضافة لمحافظة مطروح».. بهذه الكلمات بدأ صالح بومحارب القاسمى، من شباب مطروح، المهتمين بالتراث وعضو مجلس حكماء مطروح، معبراً عن القرية، ففكرتها مميزة لإعادة التراث والحفاظ عليه، لتذكير أبنائنا والأجيال الجديدة بما كان يعيش عليه الآباء وعادات وتقاليد السابقين وتراثهم وبيئتهم، وكيف كانوا يعيشون فى بيئة ذات خصوصية وطبيعة خلابة صافية، وحياتهم فى بيوت العرب القديمة بدون كهرباء، ودون وسائل اتصالات وتكنولوجيا مدنية. يحكى «صالح» أن طبيعة القرية قائمة على الحياة البدوية البحتة، وتجسد هذه الحياة بكل محتوياتها، من بيوت عربية على الطراز القديم، والحياة الصحراوية، التى بدأت تختفى مع بناء المدن الجديدة والأحياء المشيدة على الطراز الحديث على أرض محافظة مطروح، فى ظل حنين الأهالى للحياة البدوية القديمة وارتباطهم بها. ويقول الفنان حسن حسين، كبير الفنانين التشكيليين بمطروح: «شاركت فى تصميم بعض الأعمال وإنشاءات القرية البدوية، لأننى عاشق للموروث الفنى والثقافى الذى تتميز به مطروح عن محافظات أخرى فى مصر، وقمت بتصميم السنوغرافيا البدوية بالقرية، من بيوت وجداريات وأماكن للجلوس.
ويكمل الحاج عطية شتا، مدير القرية البدوية بمطروح: «فكرة إنشاء القرية البدوية بدأت من عشرين عاماً، بهدف إحياء التراث البدوى، الذى بدأ يندثر فى مطروح، كمحافظة صحراوية لها عادات وتقاليد وتراث قديم، تعشقه الأجيال السابقة، ونتمنى أن نحافظ عليه للأجيال الجديدة.
وتابع «عطية»: «سنقوم بتنظيم مهرجانات تراثية، كالمهرجان الأول للزى البدوى وإحياء التراث فى مطروح، الذى سيقام فى شهر يوليو الحالى، ولفيف من الأنشطة المماثلة لإحياء تراثنا الذى نفتخر به.