عمال المحال المحترقة فى «الموسكى» يبكون بضاعتهم: «مفيش تأمينات ولا تعويضات»
عدد من المحال المحترقة بعد عملية الإطفاء
كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء أمس، عندما كان بعض العاملين فى «مول الموسكى» يأخذون قسطاً من الراحة، بعد يوم شاق من العمل، حيث انقطع التيار الكهربائى منذ 8 مساء، ليعود ويعلن معه عن كارثة كبرى تمثلت فى حريق طال مخزنين من الخردة، و3 طوابق فى «مول» يقع فى العقار رقم 6 شارع جوهر القائد، بحارة اليهود، استمر 3 ساعات، حتى تمكنت قوات الدفاع المدنى «13 سيارة إطفاء و3 خزانات كبيرة من المياه» من السيطرة عليه بعد ساعة.
بعد انتهاء رجال الإطفاء من مهمتهم، انهمك عمال المحلات المتضرّرة فى جمع ما تبقى من بضاعتهم التى كستها آثار الحريق، وتحولت إلى «رماد» حتى فجر اليوم، حسبما ذكر عبدالعظيم جمعة، 32 عاماً، أحد أصحاب المحل المجاور، ويقول إنه عند عودة التيار لاحظ بعض العاملين تصاعد دخان كثيف من أحد المحال بالمبنى، فهرول الجميع ليعلموا مصدره، حتى فوجئوا بماس كهربائى، وما هى إلا ثوانٍ حتى بدأت الصواريخ تتفاعل، بسبب النار، فضلاً عن الولعات القابلة للاشتعال.
ويروى الشاب الثلاثينى أنه عندما نشب الحريق لم يستطع العمال إخماده بالطفايات الداخلية ببعض المحلات، كما جرت الاستعانة بأدوات الحماية الخاصة بإحدى العمارات المجاورة، لكن دون جدوى لقلة خبرة العاملين. وأوضح أنه بعد الحريق بقرابة ساعة، حضرت سيارات المطافئ، فكانت النيران قد أكلت كل ما قابلته، ووصلت إلى محال مجاورة للمول، ومخزن مغلق.
لم يتمكن العمال من حصر الخسائر المادية، بسبب كثرة البضائع المحترقة، حسب سيد المحروس، 38 عاماً، أحد المتضررين، مؤكداً أن الحريق نشب فى مدخل محله، لكن الخسائر كانت محدودة.
ويضيف أن الحريق امتد إلى 6 محال، وأتلفها بالكامل، وأنها ليست المرة الأولى التى يشب بها حريق بالمنطقة، وأنه منذ فترة نشب حريق بالمبنى نفسه بالدور السادس، وجرت السيطرة عليه بسهولة، وكانت الخسائر محدودة.
«مفيش تأمينات ولا تعويضات» يقولها هشام رمضان، صاحب محل لعب أطفال، بنبرة حزن، وهو جالس أمام المبنى ينظر إليه، وعيناه يملؤهما الحزن، مسترجعاً ما حدث، ويقول «2 مليون جنيه ولعت».
وداخل أحد المحلات المجاورة للمبنى المحترق وقف عبدالعظيم عبدالمنعم، الرجل السبعينى يسترجع ما حدث وبجواره عمال يجفّفون المياه أمام المحل، ويتأمل من حين إلى آخر مصير أطفاله الـ4، قائلاً «لو كان المحل بتاعى ولع كنت هأكل عيالى منين؟».
لم يكن «عبدالمنعم» يعلم ما حدث أمس، لكن أحد جيرانه بالعمل اتصل به، قائلاً: «الحق العمارة بتولع»، فما كان من الرجل السبعينى إلا أن هرول إلى محله، ليصل فى العاشرة والنصف.
وينظر «عبدالعظيم» إلى النار المشتعلة بالمبنى، ويفتح محله الصغير، خوفاً من أن تكون النيران قد طالته، لكنه لقى الدخان يخرج منها ولم يستطع الوقوف حتى سقط على الأرض، ونقله من حوله حتى فاق.
ويقول إن «الماس الكهربائى هو سبب الحريق، مؤكداً أن جميع المحلات تستخدم ما لا يقل عن 40 لمبة لإضاءة الشارع، فضلاً عن عدم وجود رقابة على اللمبات الكتيرة التى تسبّب قفلة أو ماس».
وشكل المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة، لجنة هندسية لمعاينة العقار المحترق.
وقال ناصر رمضان، رئيس حى وسط القاهرة: إن حريقاً شب بالعقار المكون من أرضى و5 أدوار متكررة مكونة مولاً تجارياً أتت النيران عليه بالكامل دون امتدادها إلى العقارات المجاورة، ولم تسفر عن الحريق إصابات أو خسائر فى الأرواح.