مواجهة بين روسيا والغرب حول الدور الجديد لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية
![منظمة حظر الأسلحة الكيميائية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/11713412341528195828.jpg)
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
شهد اجتماع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، اليوم، مواجهة حادة بين الغرب وروسيا التي حاولت وقف الصلاحيات الجديدة للمنظمة، والتي تمكنها من تحديد المسؤولين عن الهجمات بالأسلحة السامة مثل تلك التي وقعت في سوريا وسالزبري.
ووجهت اتهامات بالنفاق والكذب أثناء نقاش في المنظمة حول كيفية التحرك، لتطبيق الخطط التي تم الاتفاق عليها في يونيو لمنح المنظمة مزيدا من الصلاحيات.
وبدعم من الصين وإيران، دعت روسيا إلى تصويت في اللحظات الأخيرة على ميزانية المنظمة وعلى تشكيل "مجموعة خبراء" لدراسة دور المنظمة الجديد في تحديد المسؤولين عن الهجمات بأسلحة كيميائية.
إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا اتهمتهم بمحاولة "إعادة ساعة التاريخ إلى الوراء" وقالتا إن العمل على توجيه الاتهامات في الهجمات في سوريا يجب أن يبدأ كما هو مخطط له مطلع العام المقبل.
وعمل الغرب على منح المنظمة الصلاحيات الجديدة بعد سلسلة من الهجمات الكيميائية في سوريا إضافة إلى هجوم بغاز أعصاب على الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في مدينة سالزبري البريطانية في مارس.
وقال المبعوث الروسي الكسندر شولغين إن المزاعم الغربية باستخدام دمشق وموسكو الأسلحة الكيميائية هي "احتيال و"محض أكاذيب".
وأضاف أن قرار يونيو "غير شرعي" ويتجاوز معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية الموقعة عليها في 1997، لتخليص العالم من الأسلحة السامة، والذي أنشئت المنظمة استنادا إليها.
- "أين هي أخلاقياتكم؟":
نفى نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد استخدام بلاده أسلحة كيميائية، وشن هجوما حادا على الحلفاء الغربيين.
وقال: "لقد علمتم الناس استخدام الأسلحة الكيميائية، وقد استخدمتم الأسلحة الكيميائية في الحربين العالميتين. والحكومة السورية لم تستخدم مطلقاً الأسلحة الكيميائية".
وأضاف: "عن أي اخلاقيات تتحدثون؟ هذا نفاق بحت ومحض أكاذيب".
وقال السفير الاميركي كينيث وورد إن المزاعم الروسية إن الصلاحيات الجديدة الممنوحة للمنظمة غير مشروعة هي "نفاق بشع" محذرا من مغبة السماح ببداية "عهد جديد من استخدام الاسلحة الكيميائية".
وأضاف: "ماذا فعلوا خلال السنوات القليلة الماضية سوى التآمر مع حليفهم السوري لدفن حقيقة ما حدث في سوريا إلى جانب دفن من قتلوا بسبب استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية".
وأضاف: "وكأن ذلك لم يكن سيئا بما فيه الكفاية، وقع هجوم سالزبري".
وتتهم بريطانيا روسيا بشن الهجوم باستخدام "نوفيتشوك"، وهو غاز أعصاب تم تطويره في الحقبة السوفياتية. وفرض الغرب على روسيا سلسلة من العقوبات بسبب ذلك.
ووصف المبعوث البريطاني إلى المنظمة بيتر ويلسون أي محاولة للحد من صلاحيات المنظمة الجديدة بأنها "غير مقبولة".
بدوره قال السفير الفرنسي فيليب لاليوت إن الخطة الروسية "في أفضل الحالات" ستؤجل إلى ما لا نهاية دور المنظمة في تحديد المتهمين "وهذا أمر لا يمكن أن نقبله".
وستصوت الدول الأعضاء الآن على ميزانية المنظمة، في أول تصويت من نوعه في تاريخها، وعلى خطط لتشكيل "مجموعة خبراء" الثلاثاء. وتجتمع المنظمة لمدة أسبوعين.
- عزم قوي وموحد:
هذا الاجتماع هو الأول منذ طرد أربعة روس اتهمتهم السلطات الهولندية في أكتوبر بمحاولة اختراق نظام حواسيب المنظمة باستخدام معدات الكترونية كانت مخبأة في سيارة مركونة خارج فندق قريب.
وكانت المنظمة في تلك الأثناء تحقق في هجوم بغاز للأعصاب استهدف العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في مدينة سالزبري البريطانية وفي هجوم كيميائي كبير وقع في سوريا.
إلا أن عملية التجسس غير مدرجة على أجندة اجتماعات المنظمة.
وتوضح منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن اجتماع الدول الأعضاء البالغ عددهم 193 سيستمر لأسبوعين ويهدف إلى "مناقشة مستقبل المنظمة".
في كلمته الافتتاحية قال المدير العام الجديد للمنظمة فرناندو أرياس أن "الأعراف الدولية ضد استخدام الأسلحة الكيميائية تتعرض لضغوط".
وأضاف، "إن استخدام هذه الأسلحة المتكرر يشكل تحدياً يجب مواجهته بعزم قوي وموحد".
والمنظمة الحائزة على جائزة نوبل للسلام في 2013 مكلفة الإشراف على تطبيق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي دخلت حيز التنفيذ في 1997 وتمنع كافة أنواع الأسلحة الكيميائية وتخزينها.
وأشرفت المنظمة على تدمير 96,5 بالمئة من المخزون العالمي للأسلحة الكيميائية.
لكن دور المنظمة توسع خلال السنوات القليلة الماضية ليشمل التحقيق في عدد من الهجمات الكيميائية في النزاع السوري، وكذلك في الهجوم في مارس 2018 في سالزبري وعملية قتل الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في ماليزيا في 2017.
وقال أرياس إن فريق تحقيق "صغير جدا ولكنه قوي جدا" سيكلف تحديد هوية منفذي جميع الهجمات الكيميائية في سوريا منذ العام 2013.