المذكرات المجهولة لصلاح أبوسيف: كان يعتقد أن أم كلثوم وقعت فى غرامه.. واكتشف نجيب محفوظ فى مجال السيناريو
عادل حمودة وطارق الشناوى فى ندوة مناقشة كتاب «صلاح أبوسيف.. مذكرات مجهولة»
نظّم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ندوة صحفية لمناقشة كتاب «صلاح أبوسيف.. مذكرات مجهولة» للكاتب عادل حمودة، وأدارها الناقد الفنى طارق الشناوى، حيث يحتفى به المهرجان، هذه الدورة، من خلال إصدار خاص، يضم فصولاً عديدة من حياته.
ووصف عادل حمودة، خلال الندوة، «أبوسيف» بأنه كان مواطناً هادئ الطباع، وحياته تتسم بالبساطة، حيث كان يستيقظ يومياً فى تمام الساعة السادسة صباحاً، ويجهز جدول أعماله بشكل يومى، لافتاً إلى أنه اقترب منه فى أيامه الأخيرة، وكان يجلس معه بشكل مستمر، الأمر الذى جعله يستيقظ مبكراً أيضاً، موضحاً أنه اتفق معه على تسجيل مذكراته عبر «الكاسيت»، وكان يرصد حياته بشكل كامل والمشاكل التى واجهها فى أفلامه، لافتاً إلى أن الصعوبات التى واجهته خلال مرحلة الكتابة كانت تكمن فى الرهبة: «الكتابة ليست عملية صعبة، لكن كنت قلقاً من الكتابة عن شخصية بقيمته».
وأكد أنه كان يعرض كل جزء من المذكرات على «أبوسيف» فور الانتهاء منه، وفى أثناء عملية الكتابة تعرّض لوعكة صحية، حتى وافته المنية فى يونيو 1996، لافتاً إلى أنها بعد الانتهاء من كتابتها، اختفت بشكل كامل، فى فترة التسعينات، الأمر الذى أصابه بحزن شديد: «فى إحدى مرات عملية الجرد التى أقوم بها فى مقتنياتى، وجدتها عن طريق الصدفة»، لافتاً إلى أنه اقترح على «الشناوى»، بالتواصل مع إدارة المهرجان، أن تُنشر هذه المذكرات فى كتاب مطبوع ضمن إصدارات المهرجان، وذلك يكون بمثابة الهدية.
«حمودة»: لم يُكمل تعليمه لأسباب اقتصادية.. وحارب الصراع الطبقى.. واتجاهه إلى الثقافة الجنسية فى أعماله بسبب نشأته
وفسّر «حمودة» سبب اتجاه «أبوسيف» إلى الثقافة الجنسية فى كثير من أعماله، لافتاً إلى أنه نشأ فى إحدى حوارى منطقة «بولاق»، وكان المماليك قديماً يتخذونها مقراً لتعذيب معارضيهم، لافتاً إلى أن تلك الحارة كان بها سرجة ووكالات يعمل فيها بنات، وهو كان يسمع الأحاديث الخاصة جداً منهن، حتى قرر أن يرصدها فى كثير من أفلامه وبشكل مهنى، قائلاً: «حياته تصلح أن تكون فيلماً سينمائياً بامتياز، حيث بها العديد من الكواليس والأسرار».
وأشار إلى أن «أبوسيف» كان مُعتقداً أن الفنانة الراحلة أم كلثوم قد وقعت فى غرامه، بسبب اهتمامها به فى إحدى الفترات، حيث كانت تُقدم له الطعام بشكلٍ شبه يومى تقريباً، وفى حالة مروره بوعكة صحية كانت تُقدم له الأدوية، فاعتقد أنها وقعت فى غرامه، موضحاً أن ذلك ليس صحيحاً، وهو ما اكتشفه عقب ذلك.
وأوضح أن «أبوسيف» اكتشف نجيب محفوظ فى مجال السيناريو، إذ إنه علّمه الكتابة فى هذا الفن، وكيفية بناء الشخصية وتسلسل الأدوار، لافتاً إلى أن «محفوظ» كتب عدداً من الأعمال بعدها، منها فيلم «شباب امرأة» لكن لم يُطرح اسمه عليه.
وأوضح حمودة أن صلاح أبوسيف كان يتجه ناحية اليسار السياسى لأنه يطالب بالعدالة الاجتماعية ويحارب الصراع الطبقى الذى كان موجوداً فى المجتمع آنذاك بشكل حاد، وهو ما وضح جداً فى عدد كبير من الأفلام السينمائية مثل «بداية ونهاية»، حيث كان صلاح يعبر الكوبرى الفاصل بين الزمالك الحى الأرستقراطى وبولاق الحى المتواضع، وبالتالى كان العبور يأخذ دقائق قليلة جداً ولكنه فى الحقيقة كان ينقل الإنسان من عالم قوى جداً وراق إلى عالم متواضع وبسيط وفقير.
وأشار «حمودة» إلى أن صلاح أبوسيف لم يكمل تعليمه لأسباب اقتصادية، وعمل مدير شركة منسوجات بالمحلة الكبرى فى بداية حياته، ومن هنا بدأت معرفته بنيازى مصطفى فور رجوعه من ألمانيا، حيث قرر زملاؤه جمع مبلغ من المال ليسافر باريس ليكمل تعليمه، قبل الحرب العالمية الثانية، وسافر أوروبا يحمل معه «شنطة بها بطانية وبعض الملابس».
من جانبه، أعرب الناقد الفنى طارق الشناوى، مدير الندوة، عن سعادته باحتفاء «القاهرة السينمائى» بالراحل صلاح أبوسيف، لا سيما فى هذه الدورة الاستثنائية والفارقة فى تاريخ المهرجان، لافتاً إلى أن الأخير قد أعلن اعتزاله عام 1995، حيث قال له آنذاك: «من الضرورى أن يكون المخرج قوياً بدنياً وليس عقلياً فقط، لكن سأعود فى حالة موافقة الرقابة على عرض فيلمى مدرسة الحب والزواج»، متابعاً أن الفيلم عُرض بعد رحيله.