أمهات يبحثن عن متبرعين أمام المسجد المقابل للمستشفى
أمهات مع أطفالهن المرضى أمام «أبوالريش»
مشهدها مؤلم، أو هكذا بدت لكثير من المارة أمام مسجد الشيخ على يوسف بمنطقة السيدة زينب، البعض ظنها وغيرها من النساء اللائى حملن أطفالهن يسألن المساعدة المادية، لكنها كانت تنفى بصوت راجٍ: «مش عايزة فلوس.. محتاجة كيس دم».
تقولها وتصمت، إذ تبدأ وصلة بكاء، وهى تهدهد صغيرتها على كتفها، يبدو الإعياء على الصغيرة ابنة العام ونصف العام، والأم أمل السيد تسترسل فى الحكى لمن يسألها عن حاجتها: «بدور وسط الناس اللى بتصلى على حد يتبرع لى بكيس دم، بنتى عايزة جراحة فى القلب ومحتاجة متبرعين».. تسهيلات عدة قدمتها الأمهات السائلات للمتبرعين: «بنيجى المسجد هنا عشان قريب من المستشفى، والمتبرع هيروح يتبرع فى المستشفى ويمشى، وده ثواب عند ربنا».
الجراحة فى «أبوالريش».. والدم من «على يوسف»
لم تجد سعاد محمود حلاً سوى الجلوس إلى جوار المسجد الذى يقع أمام المستشفى مباشرة، للبحث بين المصلين عن متبرع يساعدها فى إنهاء إجراء أوراق جراحة ختان ابنها الصغير، لعدم استطاعتها التبرع بنفسها لإصابتها بأنيميا الدم.
«قالوا لى إنتى مش هتنفعى تتبرعى لابنك، وأنا جاية من قرية بعيدة فى كرداسة صعب أروح وآجى تانى». مشهد الأمهات البائسات أثار تعاطف أشرف الطحاوى، صاحب أحد المحال المجاورة للمسجد، مستخدماً شهرته فى المنطقة فى مساعدة الأمهات بحثّ المصلين على التبرع: «كل يوم لازم أشوف كام أب وأم يقفوا قدام الجامع عشان مستنيين حد يتبرع لعيالهم، مشهد يوجع القلب، بس محدش بيقف هنا ويروح مكسور الخاطر.. المسجد أكبر مورد للمتبرعين بالدم للمستشفى».