أحمد الشهاوي في "كن عاشقا": المرأة أكثر رقيا من الرجل في الحب
أحمد الشهاوي
قال الشاعر أحمد الشهاوي، في كتابه الجديد "كن عاشقًا" الصادر حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية، إن المرأة أكثر رُقيًّا من الرجُل في مسألة الحُب، قائلًا إن الحُبَّ هدفها الأول، ومُبتغاها الأسْمى، وغايتها الأهم "إذ هو الأصل وليس الصورة أو الظل، هو الواحد الصحيح ، وليس سواه من كسُورٍ، وإذا ما غاب الحُبُّ عنها، تعيش حياةً صعبةً، معقَّدةً، ويصيبها الكثيرُ من عدم السَّوَاء، والفقد في كُلِّ شئ".
وتابع لـ"الوطن": وليت الرجل يعرف أنَّ المرأة تحتاجُ إلى العشق أولا ، ثم الوصل الجسدي، أو الاتصال الجنسي يأتي في مرتبةٍ تاليةٍ، ولذا تعيش أغلبُ النساء ويمُتن من دون أن يبلغن النشوة، أو يحقِّقن الرَّغبةَ التامة، وكثير منا يعيش ولا يعرف ما الحُب، و ما مكانته، مع أننا لو أدركنا جوهر الحُب لأقمنا في تمجيده (المعابد والهياكل) مثلما كان الأمر مُتعارفًا عليه وموجُودًا في الحضارات القديمة التي قدَّست المرأة، ومجَّدت الحُب. وقبل أن تعرف كيف تحب، عليك إدراك ما هو الحب ؟ ولماذا نحب؛ لأنَّ الحُبَّ صار ضائعًا وغريبًا بين الناس مُمارسةً وسلوكًا".
وعن أهمية طرح الموضوع في الكتاب، قال "الشهاوي": "نحن نعيش بالحُب، لأنه الأقدر على مداواة النفوس وعلاجها، إذ يرتقي بالحياة، والنفس العاشقة هي نفسٌ قدسيةٌ، تصل بصاحبها إلى مرتبة (الإنسان الكامل). فمن لا يحب لا يحيا حياةً طبيعيةً، وأنت بدون العشق ناقصٌ ومعتلٌّ ومحذُوفٌ من جُملة الحياة، ومريضٌ فارقه نبضُ قلبه؛ بينما في العشق يعيش المرء طويلا، حيث يتحصَّن بالأحلام والأمل والتوهج، ولو كان الحُب متمكِّنًا من رُوح المرء فإنه لا يعرف الفُقدان أو الخُسران، ولا يدركه تلفٌ من أي نوع، ولست ممن يؤمنون بأن الحب يحمل داخله بذرة الكره، لأن من يحب لا يكره".
أحمد الشهاوي في هذا الكتاب يؤكد أن "العشق هو فلسفة الفطرة التي يكون عليها المُحبُّ والمحبُوب؛ وهو أساسُ الفضائل وأصلُها؛ لأنَّ النفسَ فُطِرت على العشق، والهوى يغلبُ عليها، فالعشق ديانةٌ يؤمنُ بها من في جوفه قلبٌ ينطقُ، لافتًا إلى ألا حُب يحيا تحت مظلة شرطٍ أو طلبٍ أو غرَضٍ؛ لأننا عندما نعشقُ، يكون اليوم الذي نحياه بألفِ يومٍ مما كُنَّا عليه قبل العشق، لأن عُمر الإنسان يُقاسُ في رأيي بما (قبل الحُب) ، وبما (بعد الحُب)".
والشاعر في كتابه هذا يؤمن بأن "العشق ليس لهوًا أو تسليةً أو مجُونًا أو تزجية فراغٍ، أو ملء وقتٍ، وشغل رُوحٍ عابثة تتسلى، لكنه عبادةٌ لها مناسكها، وصلاةٌ لها طقوسها ، ووحدانيةٌ بين اثنين لا تثنيةَ فيها، ولا تعدُّد. وهو نفاذ بصيرةٍ، وارتقاءٌ رُوحيٌّ يعلو على ما هو أرضيٌّ عابر، لأنه امتزاجٌ واتحاد بين رُوحيْن، والتقاء بين نفسيْن حيث المُمَاثلة والتوحيد "فالعشق الحق لا تقلُّب فيه، ولا تغيُّر، ولا غدر، ولا خداع، ولا دور للوشاية والشَّائعة والدسيسة والوقيعة؛ ولا اهتزاز في الثقة التي ينبغي أن تكون متبادلة بين المحب والمحبوب".