مستشار الكونجرس لـ"الوطن":استجواب لإدارة أوباما حول تجاهل دعوة مصر للقمة الأمريكية الإفريقية
فجّر وليد فارس، مستشار الكونجرس الأمريكي، مفاجأة في تصريحات خاصة لـ"الوطن" أكد خلالها أن الإدارة الأمريكية ستكون محل للمساءلة من قبل عدد من نواب الكونجرس الأسبوع المقبل، بعد تجاهل الإدارة دعوة مصر لحضور القمة "الأمريكية- الإفريقية"، والتي من المقرر عقدها في العاصمة الأمريكية واشنطن أغسطس المقبل، بحضور 47 دولة إفريقية ليس من بينهم مصر.
وأضاف مستشار الكونجرس، أن هذا القرار يدق إسفينا جديدا في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وهو قرار مفاجئ ولكنه ليس بغريب على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مشيرا إلى أن السياسات الخارجية لهذه الإدارة أصبحت لغزا محيرا لكل المهتمين في الأوساط البحثية داخل واشنطن ليس تجاه مصر وحدها، ولكن أيضا تجاه سوريا وإيران والعديد من المواقف الخارجية الأخرى، ولكن مصر تظل لها خصوصية لأن العلاقة التي تجمع بين الدولتين استراتيجية وهو الأمر الذي يدركه نواب الكونجرس منذ اللحظة الأولى في تعاطيهم مع هذا الأمر لذا لم أستغرب عندما أبلغني عدد من النواب أنهم سيوجهون تساءلا للإدارة الأسبوع المقبل حول هذا الأمر.[FirstQuote]
وشدد فارس، على أن اللوبي الإخواني داخل أمريكا يسعى بكل قوة لضرب العلاقات المصرية الأمريكية بعدما طرأ عليها قدر من التحسن، مؤكدا أن نواب الكونجرس لم يعد مقبولا لديهم وضع أي خطوط عازلة للعلاقات مع مصر؛ لأن هناك إدراكا كاملا للدور الذي تضطلع به مصر في محاربة "القاعدة" كما أنها ضامنة للسلام في الشرق الأوسط.
وفي إطار متصل طالب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الإدارة الأمريكية بدعم الجيش المصري والعمليات التي يقودها لتطهير سيناء من الإرهابيين، وقال المعهد في ورقة بحثية إن الانتشار الكبير للجيش المصري في مناطق كانت محظورة عليه في السابق في وسط وشرق سيناء - إلى جانب زيادة التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل وعزل قطاع غزة من خلال تقييد الحركة المرورية في معبر رفح وإغلاق أكثر من ألف نفق تهريب بين القطاع وسيناء - خلق وضعاً جيوسياسيا جديدا في شبه الجزيرة، وضعا يستحق الدعم الأمريكي.
وأضافت الورقة أن إرساء الاستقرار وجلب الهدوء إلى سيناء سوف يقضي على خطر تنفيذ عمليات إرهابية تهدد العلاقات المصرية الإسرائيلية وسلامة الشحن عبر قناة السويس والمسارات البحرية الرابطة بها، وإن تلك النتيجة سوف تُضعف أيضاً قبضة «حماس» على غزة؛ بل في الواقع أن بعض قادة «حماس» أعربوا بالفعل عن رغبتهم في تقديم تنازلات للسلطة الفلسطينية والسعي إلى التوحيد الرسمي بين الضفة الغربية وغزة. وهذا ما هو إلا مؤشر واحد على أن الحقائق الجديدة في مثلث مصر وإسرائيل و«حماس» سيكون لها حتما تأثير كبير على المشهد الفلسطيني.[SecondQuote]
وأوضحت الورقة، أنه على مدى الأشهر القليلة الماضية، ساعد التشكيل الجديد للجيش المصري في شبه الجزيرة على حصوله على اليد العليا في المعركة ضد الميليشيات الإرهابية التي وجدت لها ملاذ آمن هناك، وبعد عزل المناطق الشمالية الشرقية من سيناء المأهولة بالسكان وإخلائها إلى حد كبير - وأحياناً باستخدام أساليب سياسة الأرض المحروقة، وضع الجيش العديد من الفصائل الإرهابية في موقف دفاعي، وأبرزها جماعة "أنصار بيت المقدس". وقُتل حتى الآن نحو عشرين من كبار قادة الإرهاب، رغم أن زعيم "أنصار بيت المقدس" عبد الله الأشقر فر من الاعتقال.
ومن المتوقع أن تكون الخطوة التالية شن هجوم خاطف ضد معقل الإرهابيين الرئيسي في جبل الحلال، المعروف كذلك باسم "تورا بورا سيناء"، الذي يحتمي به نحو ألف من رجال الميليشيات المسلحين.
وسوف يكون الهدف الثانوي هو منطقة جبل عامر، القريبة من الحدود الإسرائيلية. وفي الحالتين، يرجح أن تلجأ القوات المصرية إلى القصف الجوي والقصف بالمدفعية بدلاً من اجتياح المنطقة بقوات المشاة، وبالفعل غادر بعض الإرهابيين سيناء؛ خوفاً من الهجوم الوشيك.[ThirdQuote]
وأضافت أن المسؤولين المصريين يرون أن مقاتلي سيناء يمثلون تهديدا مباشرا على أمن الداخل المصري وأن الشكوك حول عمل جماعة "أنصار بيت المقدس" وغيرها من الفصائل عبر قناة السويس لها ما يدعمها. فقد أعلنت تلك الجماعات بالفعل مسؤوليتها عن هجمات مثل التفجير بسيارة مفخخة أمام مقر الأمن المركزي في مدينة المنصورة في 24 ديسمبر الماضي، الذي أودى بحياة ستة عشر فردا من قوات الأمن، كما حاول الإرهابيون إعاقة حركة الملاحة في قناة السويس مستخدمين قذائف صاروخية، الأمر الذي دفع القاهرة إلى اتخاذ تدابير أمنية خاصة حول القناة، من بينها تثبيت نظام استطلاع جديد.