هل أداء "الجمعة اليتيمة" في رمضان قضاء للصلوات الفائتة؟.. الإفتاء توضح
د. شوقي علام - مفتي الجمهورية
نفت دار الإفتاء المصرية ما جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص قضاء الصلاة الفائتة على المسلم من خلال صلاة الجمعة اليتيمة في رمضان.
وقالت الدار، في بيان مقتضب: "من الأخطاء الشائعة على فيس بوك، ما يجلاى تداوله آخر جمعة من رمضان، حيث يجرى تداول صورة بشكل كبير بخصوص أن الجمعة اليتيمة تفضي ما فائتك من صلوات".
وأضافت الدار: "ننوه بأن ما بها غير صحيح، ومن فاته الكثير من الصلوات عليه أن يقضيها ولا تسقط عنه إلا بقضائها".
وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إنه يجب قضاء الصلوات الفائتة باتفاق الأئمة الأربعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اقْضُوا اللهَ الذي لَهُ، فَإِنَّ اللهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ" رواه الْبُخَارِيُّ من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلا ذَلِكَ"، متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وإذا وجب القضاء على الناسي -مع سقوط الإثم ورفع الحرج عنه- فالعامد أَوْلَى، وهذا من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى.
وأوضح أنه على من فاتته الصلاة مدة من الزمن قليلة كانت أو كثيرة أن يتوب إلى الله تعالى ويشرع في قضاء ما فاته من الصلوات، وليجعل مع كل صلاة يؤديها صلاةً من جنسها يقضيها، وله أن يكتفي بذلك عن السنن الرواتب؛ فإن ثواب الفريضة أعظم من ثواب النافلة.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلى أفضلية قضاء الفائتة مع مثيلتها المؤداة من جنسها في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ مِنْ غَدٍ صَالِحًا فَلْيَقْضِ مَعَهَا مِثْلَهَا" رواه أبو داود من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، قال الإمام الخطَّابي: "ويُشْبِهُ أن يكون الأمر فيه للاستحباب؛ ليحوز فضيلة الوقت في القضاء"، وليستمر الإنسان على ذلك مدة من الزمن توازي المدة التي ترك فيها الصلاة حتى يغلب على ظنه أنه قضى ما فاته، فإن عاجلته المنية قبل أن يستوفي قضاء ما عليه فإن الله يعفو عنه بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى.