رسائل علمية: «الإخوان» مصدرها الأول.. والهدف: إثارة الفوضى
![رسائل علمية على أرفف المكتبات](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/4074198741559934413.jpg)
رسائل علمية على أرفف المكتبات
انتشار الشائعات وسبل مواجهتها شكلت محوراً للعديد من الرسائل العلمية من بينها دراسة «الشائعات وعلاقتها بتكوين الرأى العام وصناعة القرار فى مصر» للباحث حاتم محمد عاطف، التى قدمها كرسالة دكتوراه بقسم العلاقات العامة والإعلان فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وتوصل من خلالها إلى العديد من النتائج، من بينها أن أعلى مصادر انتشار الشائعات فى مصر هى «الإخوان ومواقع التواصل الاجتماعى والحركات السياسية بالداخل والخارج»، وأن الهدف من نشر الشائعات هو التأثير فى صناعة القرارات»، وتطرق الباحث لنفس الموضوع فى مقالة بحثية له بمجلة الشرق الأوسط تحت عنوان «رأى النخبة حول جدلية الشائعات أولاً أم الأزمات: مصر نموذجاً».
وتبين من النتائج التى توصل إليها الباحث أن العلاقة بين الأزمة والشائعة تبادلية فأحياناً تخلق الشائعة أزمة وفى كثير من الأحيان يرافق الأزمة مجموعة من الشائعات بسبب نقص المعلومات الموثقة من المتحدثين باسم فريق الأزمة، وعن أهم أسباب حدوث الأزمات فهو غياب الوعى بالأزمة وعدم التخطيط السابق لها وعدم توحيد الآراء بشأن حلها، وأن للأزمات دوراً رئيسياً فى انتشار الشائعات فى المجتمع المصرى، حيث إنها بيئة خصبة لانتشار الشائعات.
وقدمت الباحثة لوجين محمد متولى عدداً من التوصيات لمواجهة الشائعات عبر وسائل الإعلام، خلال رسالة ماجستير بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وحملت عنوان «الشائعات فى مواقع التواصل الاجتماعى وعلاقتها بالاتجاهات السياسية لدى الشباب المصرى».
ومن بين توصيات الرسالة، تطوير الأداء المهنى، حيث يجعل محتوى الرسائل الإعلامية متضمناً الأدلة والبراهين التى تؤكد صدقها لتفرق بينها وبين الشائعة، إضافة لسرعة مواكبة الأحداث بالأخبار الصحيحة لتزيل الغموض وتوضح الحقائق، حتى لا يلجأ المتلقى للحصول على المعلومات من مصادر غير موثوق فيها، بجانب تفعيل وجود إلكترونى للجهة المناط بها الرد على الشائعات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار لمواكبة سرعة انتشار الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعى.
أستاذ إعلام: الرسائل العلمية مصيرها "أرفف المكتبات" لعدم التواصل بين مؤسسات البحث والجهات المعنية.. ونتائجها لا تُطبق على المواقع الإلكترونية
أما الباحث ممدوح السيد عبدالهادى فقدم مقالاً علمياً بمجلة بحوث العلاقات العامة للشرق الأوسط، حول «الشائعات فى مواقع التواصل الاجتماعى ودورها فى إحداث العنف والصراع السياسى بين الشباب الجامعى»، وتبين خلالها أن أهم أوقات بروز الشائعات فى المجتمع هو أثناء وجود عمليات إرهابية فى المجتمع، يليه بروزها وقت الحروب ثم وقت الثورات وحل فى الترتيب الأخير بروزها وقت الأزمات.
وأكد خلال دراسته أن من أهم أهداف الشائعات التى تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى هو إثارة العنف والصراع السياسى داخل المجتمع وتفكك وحدة المجتمع وإثارة البلبلة والفوضى بين الأفراد فى المجتمع وتدمير النظام القيمى والسلام المجتمعى. من جانبه، أوضح الدكتور محمد المرسى، الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن كل باحث يقدم بحثاً علمياً فهو يعالج ظاهرة ومشكلة معينة فى مجال الإعلام، متوصلاً فى النهاية لمجموعة من النتائج والتوصيات، إذا وضعت النتائج موضع التطبيق تساهم فى حل المشكلة.
ولفت «المرسى»، لـ«الوطن»، إلى وجود حلقة مفقودة بين مؤسسات البحث العلمى وواقع المجتمع، مؤكداً أن هناك جهداً بحثياً كبيراً يبذل فى علاج المشكلات المجتمعية وبحث ظواهر بمجال الإعلام، لكن مصيرها أرفف المكتبة، بمعنى أنه لا تتم الاستفادة منها إلا نادراً.
وأشار أستاذ الإعلام إلى أهمية وجود تعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات المعنية بالظواهر والمشكلات البحثية، حتى تتم الاستفادة من هذا الجهد الذى يبذل على مدار الشهور والسنوات، خاصة ما يتعلق بقضية الشائعات، فهناك العديد من الرسائل التى تساهم بشكل كبير فى مواجهتها.
واقترح «المرسى» عدداً من الحلول للاستفادة من ذلك الجهد العلمى، منها ربط البحث العلمى بالمجتمع من مشاكل وظواهر فى جميع المجالات، بالإضافة إلى وجود إطار لخطة بحثية فى جهات أكاديمية توجه الباحثين لإجراء أبحاثهم فى ظواهر المجتمع، فضلاً عن أهمية اهتمام القائمين على الأمور فى الجهات المعنية بالبحث العلمى وقدرتهم على التواصل مع الجهات الأكاديمية ومدهم بأفكار لمشاكلهم وما يحتاجونه لتقديم حلول بناء على مرجعية علمية.