مصادر ليبية لـ« الوطن»: جماعة مرتبطة بـ«القاعدة» اختطفت المصريين وعذبتهم قبل قتلهم
أكدت مصادر أمنية ليبية استمرار التحقيقات فى واقعة العثور على 7 مصريين قتلوا بالرصاص بالقرب من مدينة «بنغازى» الليبية، والذين لم يتم التعرف على أسباب مقتلهم ومرتكبى الواقعة حتى الآن، فيما ذكرت مصادر أخرى أن المصريين تم اختطافهم من قبل جماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابى، وتم تعذيبهم قبل قتلهم.
من جانبه، قال النقيب رامى كعال المتحدث باسم وزارة الداخلية الليبية، أمس فى تصريحات لـ«الوطن»، إن «التنسيق يجرى على قدم وساق بين وزارتى الخارجية المصرية ونظيرتها الليبية ووزارة الداخلية الليبية، ووزير الداخلية شخصياً مهتم بالحادث وأصدر تعليماته للنيابة ولكافة المستويات الأمنية بتقصى حقيقة الواقعة للعثور على الجناة». وأضاف «كعال»: «ما تم إلى الآن هو أنه بعد العثور على الجثث السبع ونقلهم إلى مستشفى الـ(1200 سرير) وهى مركز طبى كبير، حضر مواطن مصرى يدعى كريم رزق عبداليسر، تعرف على الجثث السبعة وأكد أنهم أقاربه ويقيمون معه فى نفس المنزل، وهو من أدلى بأسمائهم».
ونفى «كعال» ما تردد بشأن أن «المصريين كانوا 8 وقُتل منهم 7 وهرب أحدهم، والأخير أكد أن سبب مقتلهم هو خلاف مع مجموعة كانت ستهربهم إلى إيطاليا»، وقال «كعال»: «لا أعتقد هذا ولا أعتقد هروب أحد، هو شخص واحد الذى تعرف على الجثث كريم رزق عبداليسر، ولو كان هناك شخص نجا من الواقعة لماذا لم يأت إلى السلطات الأمنية لإخبارها؟ كذلك بالتأكيد طريقة البحث كانت ستختلف كثيرا ولكانت أسهل، لكن لا أعتقد هذا». وبسؤاله حول ما تردد من أسباب وراء مقتل المصريين السبعة، أجاب «كعال»: «من السابق لأوانه تحديد أسباب الواقعة، ولا يوجد أى شىء يدل على أنهم قتلوا لأسباب طائفية، ولا يوجد أيضاً ما يؤكد أنهم قتلوا بعد الخلاف المالى مع مجموعة كانت ستهربهم إلى إيطاليا».
من جانبه، قال مصدر أمنى ليبى -رفض ذكر اسمه- فى تصريحات لـ«الوطن»، إن «المصريين السبعة تم اختطافهم واحتجازهم ليومين قبل قتلهم، وأثناء معاينة الطب الشرعى لهم وجدت آثار تعذيب على جسدهم». وأضاف المصدر: «عاينت الجثث بنفسى واطلعت على تقرير الطب الشرعى، ولاحظنا أن طريقة القتل كانت بإطلاق الرصاص فى الرأس والفم وهى ذات الطريقة التى تنفذ بها التنظيمات المرتبطة بـ(القاعدة) عمليات الإعدام».
ونفى المصدر صحة التقارير الرسمية والخبرية التى ذكرت أن المصريين قتلوا بعد خلاف مالى مع مجموعة كانت تسعى لتهريبهم إلى إيطاليا، قائلاً: «هذا غير صحيح، من خطف المصريين هم جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة قبل يومين وعذبوهم لإجبارهم على اعتناق الإسلام لكن المصريين رفضوا فكان الحكم الشرعى، وفقا لهم، بإعدامهم». ولفت المصدر إلى أن الجناة كانوا مسلحين واقتادوا المصريين السبعة من منازلهم إلى جهة مجهولة وقتلوهم، مضيفا: «لكن لا نعرف إذا كان المكان الذى عثر عليهم فيه هو مكان قتلهم، أم قتلوا وتم نقلهم إليه». من جانبه، قال العقيد إبراهيم الشرع، المتحدث باسم الغرفة الأمنية المشتركة لمدينة «بنغازى»، إنه «لا يوجد جديد فيما يتعلق بأسباب مقتل المصريين، لكن بالفعل لم تكن الإصابات بالرصاص فى الرأس فقط ولكن فى مناطق مختلفة فى الجسم». وأوضح «الشرع» أن الأمور ستكون صعبة نظرا للأوضاع الأمنية التى تمر بها ليبيا بصفة عامة، إضافة إلى أن أفراد النيابة العامة فى إضراب واعتصام.
وفى السياق ذاته، قال المستشار رمزى الرميح المستشار القانونى السابق للقوات البرية بالجيش الليبى، إن جهات أجنبية مخابراتية تقف وراء مقتل المصريين السبعة بهدف إحداث فتنة بين مصر وليبيا ومحاولة جر الجيش المصرى لمشاكل مع الجارة ليبيا.