أكاديميون: تغيير مسمى كلية "العلوم الطبية" إلى "التكنولوجيا الصحية" سينتج خريجاً "تقنياً" وليس "إكلينيكياً" فقط.. وطلاب: "هيحجّمنا"
![طلاب كليات العلوم الطبية يرفضون تغيير اسمها](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/1029968551567799884.jpg)
طلاب كليات العلوم الطبية يرفضون تغيير اسمها
أسدل مجلس الوزراء مؤخراً الستار على صراع دام لأكثر من عامين بين خريجى كلية «العلوم الطبية» بجامعة بنى سويف، وبين «الأطباء»، بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972، بتعديل مسماها ليصبح «كلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية».
وقالت الدكتورة دينا عزت، عميدة الكلية، إنه لا مساس بالدفعات الحالية الموجودة والممثلة فى الدفعتين «الثالثة والرابعة»، ولن تحدث أى تغيرات فى اللائحة المطبقة عليهم.
وأضافت «دينا» لـ«الوطن»، أن «الفرق بين المسميين للكلية حتى الآن لم يتم توضيحه، إلا بعد تنظيم اللائحة التى سيتم على أساسها تحديد طبيعة التدريس بالكلية عقب تغيير اسمها»، موضحة أن بها شُعباً مختلفة كالإدارة والأجهزة، والمعامل والأشعة والمسمى الجديد شملها فى مسمى واحد وهو «تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية». وقال الدكتور مصطفى فوزى، أستاذ الأشعة بالكلية، إن تغيير المسمى يوضح أن الخريج يُعد هو المسئول عن أدوات التصوير الإشعاعى، لافتاً إلى أن خريج كلية العلوم الطبية مُلم علمياً وتكنولوجياً بتخصصه أكثر من الطبيب نفسه «عنده خلفية معرفية طبية قوية جداً».
"فوزى": "الطب والعلوم الطبية" أصبحتا مكملتين لبعضهما البعض
وأضاف «فوزى» لـ«الوطن»، أن كليتى «الطب والعلوم الطبية»، أصبحتا مكملتين كل منهما للأخرى، موضحاً أنه لم يكن هناك فرق بين خريج كلية العلوم الصحية وخريج «معهد فنى صحى» إلا فى الدرجات الوظيفية بعد تغيير مسمى كلية العلوم الطبية، مؤكداً أنها تشبه كلية الطب وكليات ومعاهد التمريض، فالطبيب له كادر مهنى خاص به، أما كليات ومعاهد التمريض لهم كادر مهنى خاص بهم ما بين خريجى الثانوية العامة وخريجى الكلية نفسها.
وتابع أستاذ الأشعة بالكلية، أن لفظ «تكنولوجيا» جعل تخصص الخريج تقنياً أكثر منه إكلينيكياً، مؤكداً أنه لا بد أن يصاحب تغيير المسمى تغيير فى لائحة الدراسة بالكلية حتى تواكب التكنولوجيا والهدف المرجو منها، متابعاً أنه سيتم الاعتماد على الجوانب النظرية والعملية التى لها علاقة وثيقة بالتكنولوجيا بشكل مكثف، مضيفاً: الطبيب يشخّص المرض، وخريج كلية العلوم الطبية هو الذى يجرى الأشعة على المريض، ومن هنا يرغب خريجو كلية العلوم فى الحصول على مسمى «أخصائى أشعة»، لذلك أثيرت المشكلة بين خريجى كليات الطب وكليات العلوم الطبية.
"نادى": تتيح للخريج نوعاً من الاطلاع والمعرفة فى تخصصه
وأشاد الدكتور أحمد نادى، مدرس الليزر بكلية العلوم، بقرار مجلس الوزراء، قائلاً: «المسمى مناسب جداً لخريج كلية العلوم الصحية»، موضحاً أنه مكمل لكلية الطب، ويركز على الأشعة والأجهزة الفنية، ويتيح للخريج نوعاً من الاطلاع والمعرفة.
وأضاف «نادى» أن المسمى يشبه تخصص كلية العلوم نفسه، موضحاً أن حل المشكلة كان بإضافة لفظ تكنولوجيا، وتغيير لفظ الطبية بالصحية التطبيقية، وهو ما يُبعد تماماً لفظ «أخصائى أشعة».
وعن جذور المشكلة، قال الطالب مصطفى أنور، أن «المجال به أكثر من متخصص فى كلية مختلفة، كطبيب تحاليل خريج كلية الطب، وكيميائى من كلية العلوم، وفنى من معهد فنى صحى، وتقنى خريج السنوات التكميلية لمعهد فنى صحى»، قائلاً: «خريجى كلية العلوم الطبية هيروحوا فين بعد كده؟!».
وفسر «أنور» لـ«الوطن» «أن مسمى تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية متماشٍ مع التحول الرقمى بالجامعات فى الوقت الحالى»، مؤكداً أن جوانب المسمى العلمية والعملية ليست واضحة حتى الآن، قائلاً: «هيكون فيه دراسات عليا ولا لأ وتكليف ولا لأ»، متوقعاً أن مسمى «التكنولوجى» أقل من الأخصائى، ويعد تحجيماً لطلاب الكلية، لافتاً إلى أن خريجى كلية العلوم الطبية فى دول الخليج لهم مكانة مميزة «مسكوا رؤساء أقسام»، مستدلاً برئيس قسم الأشعة الطبية بجامعة الملك سعود بالسعودية وهو خريج كلية العلوم جامعة أكتوبر.
وأوضح أن الكلية بها 8 أقسام، وكل قسم به مشكلة كقسم التخدير والرعاية المركزة وتم حذف مادة التخدير إرضاءً لـ«الأطباء»، مبدياً استياءه من المسمى الجديد للكلية، «لو قررنا نسافر بره مفيش أى وصف بيقول تكنولوجى فى القطاع الطبى»، قائلاً: «عندنا قسم اسمه إدارة طبية لو لم يحصل على تكليف من وزارة الصحة هيشتغل إيه فى الخاص بره؟!».