وزير الداخلية الفرنسي يقرّ بوجود "ثغرات" في تتبع منفذ اعتداء باريس
![وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/15559818661569237812.jpg)
وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير
أقرّ وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، اليوم، بأنّ الاعتداء الذي وقع داخل مركز شرطة العاصمة باريس ونفذّه أحد العاملين داخله، القى الضوء على "ثغرات" في تتبع المنفذ القريب من "الإسلام المتطرف"، ولكنه استبعد في الوقت نفسه نيته الاستقالة، مضيفا عبر قناة "تي. اف. 1" أنه بعد ثلاثة أيام من قتل أربعة شرطيين على يد التقني البالغ من العمر 45 عاماً، والذي كان يعمل في وحدة معلومات في المقر، "بالطبع حصلت ثغرات بالطبع وقع خلل".
وأسف الوزير خصوصا لعدم رفع أي "بلاغ" إلى سلطات الشرطة بعدما برر ميكايل هاربون منذ يوليو 2015 أمام زملائه المجزرة التي كانت وقعت قبل أشهر قليلة في أسبوعية "شارلي ايبدو"، مضيفا أن شرطيا مكلفا ملفات التطرف التقى في حينه زملاء هاربين وسألهم ما إذا كانوا يريدون صراحة رفع بلاغ إداري، متابعا: "قرروا عدم رفع بلاغ"، معتبراً أنّ "الخلل جرى في ذلك الوقت".
وإزاء الانتقادات التي تعرّض لها وزير الداخلية، كريستوف كاستانير، بسبب تأكيده الخميس الماضي، أنّ منفذ الاعتداء لم يظهر يوماً مشاكل سلوكية ولا حتى أي إشارة للتحذير، فإنّه حاول تبرير نفسه، قائلا: "أنا متأكد من واقع عدم وجود أي إشارة في الملف الإداري للشخص تدعو إلى التفكير في أنّه أصبح متطرفاً"، مضيفا أنّ استقالته غير مطروحة.
من جانبه، أعلن وزير الدولة الفرنسي للداخلية، لوران نونيز، عبر قناة "ب. إف. إم. تي. في" أنّه ليس لديه علم في الوقت الحالي بوجود خلية حول ميكايل هاربون، قائلا: إنّ التحقيق سيستمر لتحديد مجموع اتصالاته ولكن ما أستطيع أن قوله لكم في الوقت الحالي في ضوء معلوماتي وبالاستناد إلى ما قاله المدعي العام لمكافحة الإرهاب، إنّه لا يمكننا الحديث عن وجود خلية"، موضحا: "لا نعرف المعلومات التي وصل إليها. وحالياً لا سبب لدينا للتفكير في أنّه تمكن من نقل معلومات".
وكان المدعي العام الفرنسي المتخصّص في قضايا مكافحة الإرهاب جان فرنسوا ريكار، قال أمس السبت، إنّ منفذ الهجوم الذي أسفر الخميس الماضي عن مقتل أربعة موظفين في مركز للشرطة في باريس "اعتنق فكراً إسلامياً متطرفاً"، وكان على اتّصال بأفراد من "التيار الإسلامي السلفي"، موضحا، خلال مؤتمر صحفي، أن التحقيقات الأولية كشفت تأييده لبعض التجاوزات التي ارتكبت باسم هذه الديانة وسعيه إلى عدم التواصل مع النساء بعد اليوم وتبديل عاداته لناحية ملابسه منذ بضعة أشهر.
وأضاف ريكار، أنّ ميكايل هاربون، 45 عاما، الذي يعمل منذ 2003 في دائرة المعلومات في مركز شرطة باريس تخلّى في الواقع عن أي زي غربي واستبدله بزي تقليدي للتوجه إلى المسجد، موضحا أنّ التحقيقات كشفت أيضا وجود اتصالات بين المهاجم وأفراد عديدين قد يكونون ينتمون إلى التيار الإسلامي.
ولفت ريكار إلى أن هاربون اعتنق الاسلام قبل "نحو عشرة أعوام"، شارحاً بالتفصيل وقائع شديدة العنف حصلت الخميس، وكان المهاجم ابتاع سكينين صباح يوم الاعتداء واستخدمهما ليهاجم العديد من زملائه، قبل ان يرديه شرطي متدرب في باحة مركز الشرطة.