رئيس"الرقابة على الإنتاج": تربية الدواجن في المنازل وبيعها حية وراء انتشار إنفلونزا الطيور
وفاء محمد
قالت وفاء محمد، رئيس المعمل المرجعى للرقابة على الإنتاج الداجنى بوزارة الزراعة، إن مصر تقع فى مرتبة متقدمة من الدول التى تحتضن مرض إنفلونزا الطيور، بسبب الثقافة المصرية فى تربية الدواجن، وعدم تطبيق قرار منع تداول الطيور الحية، مشيرة إلى أن مشكلة اللقاحات الموجودة فى مصر أغلبها تكون من سوء التخزين، وأكدت أن مصر أصبحت الآن تنتج اللقاحات والأمصال محلياً، ويشارك الدولة فى هذا الاستثمار القطاع الخاص لتوفير العملة الصعبة. وتوقعت «وفاء» أن تعود مصر إلى عصر تصدير الدواجن لأوروبا وآسيا ودول الخليج، حال الالتزام بقرار منع تداول الدواجن الحية، والاهتمام بالأمان الحيوى، وتطبيق التكنولوجيا الحديثة فى التربية.. إلى نص الحوار.
وفاء محمد: "البط" ناقل خطير للمرض لأن الأعراض لا تظهر عليه.. لكن صغار المربين والباعة يعترضون.. ونتجه لاستخدام وسائل التربية الحديثة
بداية.. ما الوضع البيطرى للدواجن فى مصر؟ ولماذا نحتل مرتبة متقدمة فى الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور عالمياً؟
- صحيح مصر من الدول التى يستوطن فيها مرض إنفلونزا الطيور، وذلك بسبب الثقافة المصرية التى تفضل الدواجن الحية فى الشراء وكذلك فى التربية فى الأرياف وفى بعض الأحياء العشوائية بالمدن، وليس معتاداً فى الدول الأخرى أن ترى الطيور موجودة فى أقفاص فى الشوارع عدا دول جنوب شرق آسيا مثل تايلاند، ولا تزال السيدة المصرية تفضل الدجاجة الحية وهى تذبح أمامها لكى تأخذها، وهذا يعنى أن الطيور يتم نقلها من المزارع إلى المحال عبر سيارات وتتحرك من محافظة إلى محافظة، وهذه كلها أساليب تتسبب فى استيطان الفيروس فى مصر وعدم القضاء عليه نهائياً مهما بذلت جهود بيطرية ومنح اللقاحات، لأن فى هذه الحالة هو ينتشر باستمرار طالما أن هناك حركة واختلاطاً. وأوضح هنا أن هناك بعض الطيور مثل البط قد يكون حاملاً للفيروس والمرض ولكن لا يظهر عليه ورغم ذلك يمكنه نقل الفيروس إلى بقية الدجاج والطيور الأخرى، فهو ناقل خطير للمرض، وكما نعلم جميعاً ونشاهد فى محال الدواجن فإن الطيور المختلفة توضع فى أقفاص فى الشارع وإلى جوار بعضها ومختلطة، وهذه أيضاً مسبب رئيسى فى نقل العدوى.
لكن هناك شكاوى من اللقاحات بأنها غير فعالة.
- ربما هذا يكون من سوء التخزين، ولكن الآن نستخدم لقاحات جيدة من «العترات» المحلية وقمنا بعمل الهندسة الوراثية لها، وللتوضيح فـ«العترة» هى طبيعة الفيروس فربما تجد الفيروس فى أوروبا طبيعته وصفاته قد تختلف عن الفيروس المحلى وهذه أمور معملية، لكن تمكنا من إنتاج اللقاحات المناسبة للدواجن فى مصر والأكثر فاعلية له، وكنا فى الماضى نستورد لكن الآن ننتج هذه اللقاحات والأمصال وليس فقط المعامل التابعة لوزارة الزراعة، بل أيضاً القطاع الخاص دخل على هذا الخط وهناك توجه من الدولة بالاستثمار فى هذا القطاع لتوفير العملة الصعبة، وحالياً إنتاج اللقاحات يبدو كافياً ليغطى حاجة منظومة إنتاج الدواجن فى مصر. وبغير اللقاحات فوزارة الزراعة تقوم بعمل دورات إرشادية للمربين والمزارعين لنحاصر المرض، وبالفعل خلال العامين الماضيين انخفضت نسبة الإصابات، ونناشد المربين ضرورة التحصين والاهتمام بالأمان الحيوى لمعرفة الأساليب المثلى فى التعامل مع الطيور.
ما مستقبل مصر فى هذه الصناعة الكبيرة؟
- مصر قادرة على إعادة تصدير الدواجن لدول الخليج وأوروبا وآسيا مثل ما كان قبل 2006 وظهور مرض إنفلونزا الطيور، وأرى أن مصر حققت الاكتفاء الذاتى وقادرة على استعادة دورها، وهى الآن بدأت فى تصدير البيض، ولم يتم التصدير إلا فى حالة القضاء الكامل على مرض إنفلونزا الطيور، ليكون موقفنا الوبائى جيداً، وأعتقد هذا يحتاج إلى تطبيق منع التداول الحى للدواجن، ولنكن مثل الدول الأوروبية.
والآن مصر تتجه إلى الأساليب الحديثة والصحيحة فى تربية الدواجن، وتقوم الآن بعمل المناطق المغلقة وأن تكون المنظومة الكاملة فى مكان واحد من إنتاج الكتكوت والعلف والمجزر، لأن مصر كان استثمار الدواجن من أعلى الاستثمارات فيها.
قرار منع تداول الدواجن الحية حل من الحلول، وهو ما دعت له وزارة الزراعة من تفعيل القانون رقم 70 لعام 2009 بمنع نقل الطيور الحية، وبسبب هذا الموضوع اجتمعنا فى لجان كثيرة ومع المحافظين ووزارة البيئة وممثلين من وزارة الصحة وأيضاً وزارة الداخلية، لأجل تطبيقه، لكن صغار المربين والباعة اعترضوا ولم يحدث اتفاق كامل من كل الأطراف.