الكونجرس الأمريكي يعقد مؤتمرا لبحث سياسة أوباما تجاه مصر غدا
تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن، غدا، فعاليات متعددة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، تبدأ بمحاضرة يلقيها وزير التعاون الدولي أشرف العربي، بمعهد دراسات الشرق الأوسط، يتناول خلالها حقائق الأوضاع واقتراب مصر من إنجاز الاستحقاق الثاني لخارطة الطريق مع قرب عقد الانتخابات الرئاسية، كما يركز على الصعوبات التي تواجه الاقتصاد المصري والرؤية المستقبلية للحكومة.
ويعقد الكونجرس الأمريكي، مؤتمرا عن السياسة الأمريكية تجاه مصر، غدا، بمشاركة عدد كبير من الباحثين والسياسيين، بدعوة من معهد التحرير لدراسات الشرق الأوسط بواشنطن.
يأتي هذا في الوقت الذي تعرضت فيه السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى هجوم عنيف في جلسة الاستماع التي خصصها الكونجرس لاستعراض ميزانية الخارجية الأمريكية بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي فشل في الدفاع عن سياسته الخارجية على كافة المستويات خلال الجلسة، التي استمرت نحو الساعتين والنصف غادرها معظم النواب الجمهوريين قبل انتهائها في تعبير عن غضبهم.
وبلغ الهجوم إلى توجيه أحد الأعضاء سؤالا لـ"كيري" بأن يذكر له خمسة دول - الآن - يحترمون السياسة الخارجية للولايات المتحدة التي فشلت في فنزويلا وأوكرانيا وسوريا وإيران.
كما استفسر أحد الأعضاء عن ما اعتبره إسرافا من قبل الخارجية الأمريكية بشراء "كؤوس للنبيذ" بنحو خمسة ملايين دولار في الوقت الذي تشتكي فيه البعثات الدبلوماسية الأمريكية من ضعف الحماية الأمنية، وإرسال 100 فنان كوميدي إلى الهند لتقديم عروض هناك. وحاول كيري تلطيف الأجواء بقوله "متى ذهب الفنانون يبدو أن العروض قد فاتتني".
وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين، موجها حديثه لـ"كيري" إن للرئيس روزفلت حكمة مفادها أنك عندما تكون هادئا تكون في يدك عصى قوية وأنت الآن تقف أمامنا وفي يدك قشة، أنت فشلت في كل المفاوضات التي دخلتها وأن هذه الإدارة عنوانها الفشل وتركتم الأوكرانيين لـ"بوتين" يفعل ما يشاء.
وانفعل "كيري" وقال لـ"جون ماكين": ردا على تعليقك الصبياني فإننا نقوم بكل ما نستطيع أن نفعله ولدينا اتصال مع جميع الأطراف والحكومات، وطلب منه أن ينظر إلى الخريطة العالمية الآن وما تعانيه كل الحكومات.
وأضاف أن التدخل العسكري الأمريكي وتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، كما كان مخططا الصيف الماضي، لم يكن ليغير مسار الحرب، وحول مصر قال إن إدارة أوباما لم تنحاز إلى الإخوان ولكنها انحازت إلى الذين نزلوا إلى ميدان التحرير؛ للمطالبة بالحرية.. والإخوان وصلوا إلى الحكم عبر الانتخابات بأصوات المصريين، وكان يجب على أمريكا التعامل معهم، ورفض الإفصاح عن تفاصيل ما تقوم به الإدارة الأمريكية الآن من المفاوضات "الإسرائيلية - الفلسطينية" مؤكدا أن هناك جهدا يبذل وسيتم الإعلان عنه عند التوصل إلى نتائج.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن إعلان إسرائيل الأسبوع الماضي، عن بناء نحو 700 وحدة استيطانية في القدس الشرقية ورفضها الإفراج عن آخر دفعة من الأسرى الفلسطينيين أدى إلى عرقلة جهود السلام.
وعلى صعيد متصل طالب معهد ويلسون لدراسات الإدارة الأمريكية بوضع استراتيجية جديدة، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي للتحرك داخل الشرق الأوسط، لاسيما وأن التطورات في دول شمال إفريقيا تنعكس بشكل مباشر على الأوروبيين.
واعتبر المعهد في حلقة نقاشية نظمها تحت عنوان "أمريكا والشرق الأوسط المتغير" أن الديكتاتورية متأصلة في هذه المنطقة وأن كثيرا من الحالمين بالحرية يعانون الإحباط، وأنه على إدارة أوباما أن تعيد ملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى أولوياتها في المنطقة.
وحول مصر تم التأكيد على حيوية المساعدات التي حصلت عليها من دول الخليج العربي، وخاصة السعودية والإمارات في تثبيت أوضاع الأمر الواقع الذي وصفوه بـ"الانقلاب" واعتبروا أن سلوك السعودية نابع في جزء منه إلى غضب المملكة من سياسة إدارة أوباما تجاه إيران وسوريا، وقالوا إن العاهل السعودي الملك عبد الله رفض وضع مصر ضمن أجندة المباحثات التي أجراها مع الرئيس الأمريكي أوباما مؤخرا في الرياض.