الراعي الرسمي لـ"حنجرة شاكوش وبيكا وشطة": "توك توك" وميكروباص
«التوك توك» منبر انتشار أغانى المهرجانات فى الشوارع
«المهرجانات الشعبية».. نوع جديد من الأغانى طغت على الأغانى الشعبية، إذ أصبحت بمثابة الراعى الرسمى داخل الميكروباصات التى تكرر تشغيلها بأصوات مرتفعة طوال الوقت، ما يجعل الركاب يلتفتون إليها ويسألون عن مطربيها، ومن هنا يأتى انتشارها وتداولها، وفى جولة، لـ«الوطن»، على موقف الميكروباصات بمنطقتى «شبرا الخيمة وكوبرى الخشب» تباينت آراء عدد من السائقين حول تفضيلهم لسماع المهرجانات أثناء عملهم من عدمه.
سائق ميكروباص: بنشغلها واحنا سايقين عشان نفرّح الركاب.. ولما حد يتضايق منها بنقفلها
أمام أحد الميكروباصات المتجه إلى منطقة فيصل، وقف مجدى على، فى أوائل الثلاثينات، بملابس مهندمة، يعمل بهذه المهنة منذ 10 سنوات، ويفضل سماع المهرجانات أثناء عمله، فيقول: «المهرجانات بتخلى الواحد فايق، وليه نفس للشغل، لأنها بتغير المزاج 180 درجة»، وتابع أن هناك بعض الركاب يطلبون منه تشغيل الأغانى بأصوات عالية أثناء ركوبهم معه: «فيه ناس بتيجى تركب معايا الميكروباص، ولو مشغل الأغانى بصوت واطى، بتطلب منى إنى أعلى الصوت، ودول أغلبهم شباب وبنات، وفيه ناس العكس برضه، الكبار فى السن ما بتحبش تسمع أصوات عالية من الأغانى»، وأضاف «مجدى» أن هناك مهرجانات لأشخاص عدة يحب سماع كل ما هو جديد لهم: «بحب أسمع حسن شاكوش وحمو بيكا، وأغنية بنت الجيران من أكتر المهرجانات اللى بحب أسمعها طول الوقت، لأنها مفهومة مقارنة بمهرجانات كتير ما بيبقاش فيها كلام يتسمع». أما عن كون الميكروباصات العامل الأساسى فى ترويج المهرجانات فى الشوارع، فيقول «مجدى»: «الميكروباصات مش بتساعد على ترويج المهرجانات، لكن فيه ناس كتير مش بتسمع أغانى أو المهرجانات الجديدة فى البيت، وفى المواصلات وارد إنه يسمعها ولو عجبته هو بينزلها عنده ويسمعها أكتر من مرة». لم تصرف المهرجانات والأغانى الشعبية «مجدى» عن سماع الأغانى القديمة، فبجانب حبه لسماع شباب المهرجانات، ما زال يتطرق لسماع أغانى عبدالحليم، ووردة وأم كلثوم، فى بعض الأحيان: «كل وقت وليه أغانيه، يعنى بالليل بحب أسمع قديم لأن الواحد بيكون تعب طول اليوم، وعاوز يسمع حاجة تهدى أعصابه، لكن الصبح وطول النهار بسمع مهرجانات».
على بعد خطوات قليلة من «مجدى»، جلس إبراهيم عطية، 29 عاماً، داخل الميكروباص الخاص به، يقول إنه يعمل سائق ميكروباص منذ 9 سنوات: «لما ابتديت فى الشغلانة دى كانت الأغانى الشعبى المشهورة لطارق الشيخ وعبدالباسط حمودة، ما كنش فيه الأسامى اللى بنسمعها دلوقتى، زى شاكوش وكزبرة، وابتديت أسمع المهرجانات دى مؤخراً يعنى». مضيفاً أن المهرجانات سبب شهرتها داخل الميكروباصات أنها تعتمد على النغمات والكلمات المرتبطة بالشباب بشكل كبير، التى تعبر فى بعض الأحيان عن الواقع الذى يعيشه الفرد: «المهرجانات أكتر ناس بتسمعها الشباب، وبنشغلها واحنا سايقين عشان نفرح الركاب ونغير مزاجهم شوية، ولما حد يضايق منها بنقفلها خالص»، وأشار «إبراهيم» إلى أن هناك العديد من الأغانى القديمة لأم كلثوم وغيرها، تم عملها كمهرجانات، من خلال إدماجها مع كلمات وموسيقى مختلفة: «فيه مطرب اسمه كايروكى غنى مهرجان بأغنية لأم كلثوم، والأغنية مسموعة جداً، لأن كلماتها مفهومة وداخل معاها مزيكا حلوة، الناس بتحب تسمعها»، وتابع «إبراهيم» أنه يحب سماع المهرجانات الجديدة بجانب سماع مطربى الأغانى الشعبية القديمة: «المهرجانات دلوقتى بقت سبوبة، أى حد بيغنى كلمتين ربنا بيفتحها عليه من وسع، وزيهم زى أى مطرب، شوية وقت ومش هيبقوا موجودين».
شعبان عبدالفتاح، 32 عاماً، سائق ميكروباص بمنطقة شبرا الخيمة، يعمل بهذه المهنة منذ أكثر من 10 سنوات، يقول إنه يفضل سماع المهرجانات فى أوقات معينة كالمناسبات والأفراح، ولكنه يسمع الأغانى الشعبية للمطربين القدامى أثناء عمله: «فيه مهرجانات مينفعش تتسمع وأنا شغال وراكب معايا بنات أو ستات، لأن أغلبها بيكون فيها كلمات خارجة أو ألفاظ مينفعش تتسمع»، مضيفاً أنه يفضل تشغيل أغانى محمد رشدى وحسن الأسمر أثناء عمله، لأنها لا تتسبب فى إزعاج الركاب منه، بالعكس يرحبون بسماعها، وذلك بحسب قوله: «الناس لما بتسمع الأغانى عندى بتقولى وحشتنا الأغانى دى بعيدة عن الصداع والدوشة، لأن سماع المهرجانات مش ذوق كل الناس»، وتابع «عبدالفتاح» أن المروج الأساسى للمهرجانات بين الأفراد بشكل كبير هم سائقو التوك توك، وليس سائقى الميكروباصات وحدهم: «التكاتك كمان بتشغل المهرجانات على طول، لأن أغلبهم شباب صغيرين، لكن مش كل الميكروباصات بتشغلها».
ويقول طارق هشام، سائق فى منتصف العشرينات، إنه يفضل سماع الأغانى الرومانسية أكثر من المهرجانات أثناء عمله: «بحب وأنا شغال طول اليوم أسمع عمرو دياب، وتامر حسنى، وإليسا، لكن المهرجانات دى بسمعها لما أكون لوحدى، أو لما أكون واقف فى الموقف مش شغال»، وتابع «هشام» أن هناك عدداً من المهرجانات نالت شهرتها بسبب تكرار تشغيلها داخل الميكروباصات ومن ثم سماع الركاب بها: «أول ناس بتشغل المهرجانات هم الميكروباصات والتكاتك، وبعدين الناس بتبدأ تسأل عن أسماء الأغانى ومطربيها، وتبدأ تنتشر بالشكل ده»، مضيفاً أن المهرجانات أصبحت الذوق السائد لكثير من الأفراد، فهناك من يطلب سماعها منه أثناء الركوب معه: «أوقات كتير مش بكون مشغل أغانى، وألاقى الركاب ومنهم أطفال صغيرين فى السن بيطلبوا منى أشغل لهم مهرجانات لحمو بيكا ومجدى شطة».
لم يختلف الوضع كثيراً فى موقف ميكروباصات منطقة كوبرى الخشب، إذ يتراص عدد كبير من الميكروباصات، وتتعالى أصوات المهرجانات الصاعدة من الكاسيت، ممتزجة بأصوات السائقين الذين أخذوا يرددون كلمات الأغانى، التى حفظوها من كثرة سماعها.