كواليس صناعة "المهرجانات": بتتفصّل على حسب حنجرة المطرب.. وبتتكتب في 40 دقيقة
الأجهزة والأدوات المستخدمة فى توزيع أغانى «المهرجانات»
جذبت موجة أغانى المهرجانات الشعبية الكثير من الشباب خلال السنوات العشر الأخيرة، بداية من مرحلة الكتابة مروراً بالتلحين والتوزيع نهاية بالغناء، وحتى السميعة من الشباب وحقق أصحاب هذه الأغانى نجاحاً واسعاً، وانتشرت بعض أعمالهم ليس من مصر فحسب بل خارجها.
صناعة المهرجان الواحد تستغرق أياماً معدودة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، الأمر الذى يُسهم فى زيادة الإنتاج الفنى على مستوى المهرجانات الشعبية، لذلك يعيش أصحابها فى حالة نشاط دائم، سواء بتقديم أعمال جديدة بشكلٍ شبه يومى، أو من خلال إحياء حفلات غنائية.
وكشف الشاعر مصطفى بدران، المُعروف إعلامياً بـ«مصطفى حدوتة»، مؤلف عدد من المهرجانات الشعبية، وعمره 23 عاماً، كواليس صناعة المهرجان، موضحاً أنه من الضرورى أن يتناسب موضوع الأغنية مع صاحبه الذى يؤديه: «أنا صاحب اختيار فكرة الموضوع وكذلك الكلمات منذ البداية، ويجب أن تليق بصوت وحنجرة صاحبها، فكل مُغنى مهرجانات لن يكون قادراً على كلماتى»، وقال «حدوتة» لـ«الوطن» إنه يحاول اختيار الكلمات التى تمس المواطن المصرى، مع ضرورة الأخذ فى الاعتبار ضرورة تقديم كلمات راقية بعيدة تماماً عن الابتذال والإسفاف، وأنا أرقى مؤلف يكتب مهرجانات، لذلك تنتشر أعمالى بين فئات المجتمع كافة، وليس المناطق الشعبية فحسب»، وأكد أن كتابة المهرجان تستغرق معه من 20 إلى 40 دقيقة كحد أقصى: «كتابة المهرجان أسهل من الأغنية»، مشيراً إلى أنه يعتمد على وصف حالات وحكايات المواطنين، لا سيما أن الجمهور يُفضل الاستماع للكلمات السهلة والبسيطة والمتداولة بينهم، وأضاف أنه لا يواجه أى صعوبات خلال مرحلة الكتابة، وتابع: «أنا بتجدد مثل التعبان وبتلون مثل الحرباية، أكتب عنك وأكتب عنه حكايات مبتحصلش معايا»، لافتاً إلى أنه احترف مجال كتابة المهرجانات منذ عامٍ واحد فقط، وحقق نجاحات واسعة.
ويقول أحمد نافع، أحد صُنّاع المهرجانات، إنه يكون حريصاً على انتقاء الكلمات التى يستخدمها فى المهرجان، احتراماً وتقديراً للجمهور، لا سيما بعد تحقيق هذا اللون الغنائى انتشاراً واسعاً بين فئات المجتمع كافة، سواء داخل مصر وخارجها: «فى بداية انتشار المهرجانات كنا نُقدم الكلمات بشكلٍ عشوائى، لكن قررنا وضع معايير خاصة للكلمات وكذلك اللحن والتوزيع».
وأشار «نافع» لـ«الوطن» إلى الوعد الذى تقدّم به للفنان هانى شاكر، قبل 4 أعوام تقريباً، بضرورة تقديم أعمال ذات مستوى عالٍ من الاحترافية، بداية من الكلمات، وذلك بعد الأزمة التى أثيرت بسبب مهرجان «زقه زقة»، مؤكداً: «لم أكن أعرف أن هذا الكلام يُسبب لنا أضراراً.. كنا صغيرين ولم نعرف مدى الخطورة».
"نافع": كنا نُقدم الأغنية بشكلٍ عشوائى لكن قررنا وضع معايير خاصة للكلمات واللحن والتوزيع
وأوضح أن هناك استسهالاً من قِبل بعض صُنّاع المهرجانات فى الاستعانة بالموسيقى الغربية التى لم تُحقق نجاحاً بين الجمهور المصرى، وهناك مجموعة أخرى تسرق ألحاناً مصرية وخليجية، ومعروف عنهم أنهم يسرقون ألحاناً، لافتاً إلى أن صناعة المهرجان كانت قديماً قد تستغرق يوماً واحداً، لكن حالياً يتطلب الأمر نحو أسبوعين، لانتقاء الكلمات واختيار لحن مناسب للجمهور وينال إعجابهم.
وأضاف أن المهرجان قد يلقى انتقادات عدّة فور تحقيقه الانتشار الواسع بين الجمهور، رغم جودة كلماته وألحانه، لكن هناك قطاعاً من الجمهور يوجه انتقادات دون أساس، متسائلاً عن الأسباب التى تدفعهم إلى ذلك الأمر، موضحاً أن المهرجانات بدأت منذ عام 2008، ومستمرة حتى الآن، الأمر الذى يشير إلى نجاحها.