الأوقاف: من اتخذ قرار غلق المساجد علماء الدين وأهل الحل والعقد
تطبيق قرار غلق المساجد
قال الدكتور أحمد القاضي المتحدث باسم وزارة الأوقاف إنّ الوعي ضد فيروس كورونا المستجد، والوقاية منه شئ مهم جدا، وأنّ الوقاية ليست خير من العلاج فحسب، ولكن هي العلاج ذاته تجاه داء ليس له دواء محدد، لذلك فالاحتياط وعدم الاختلاط هما الخيار الأمثل لحماية المجتمع.
وأضاف القاضي خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أسماء مصطفى، ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على شاشة "إكسترا نيوز"، أنّ حماية المجتمع مسؤولية وطنية يسهم فيها الجميع بأقصى جهده، آملين برفع البلاء عن مصر.
وتابع القاضي أنّ من يخترق قرارات الدولة ويصرّ على عدم تنفيذها مخطئ، لأن من اتخذ قرارت الاحتياط وخاصة غلق المساجد هم علماء دين بعد مشاورات كثيرة، فكيف للمواطنين مخالفة رأي الإجماع؟، وأهل الحل العقد والمتخصصون، ومن يفعل ذلك يؤذي نفسه والآخرين.
وشرح القاضي أنّ وزارة الأوقاف حين قررت إيقاف صلاة الجمعة وغلق المساجد وملحقاتها وجميع الزوايا والمصليات، ابتداءا من أمس ولمدة أسبوعين، ورفع الآذان في المساجد دون الزاوايا والمصليات، ورفع الآذان بصيغة جديدة، جاء كل ذلك من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، خاصة وأنّ الإسلام أمرنا ألا نؤذي أحدا، وننشر العدوى.
وأشار القاضي إلى أنّ الإسلام حرّم على المسلمين دخول المساجد بعد تناول الثوم والبصل، حتى لا نؤذي غيرنا برائحة الفم، الدين هو الذي قال لنا ألا نلقي بأيدينا للتهلكة وألا نؤذي أنفسنا.
وأعلنت دار الإفتاء المصرية تأييدها لقرار الإمام الأكبر شيخ الأزهر بتعليق إقامة الجماعات والجمع بالجامع الأزهر، وكذلك قرار وزير الأوقاف المصري بتعليق إقامة صلاة الجماعة وصلاة الجمعة لمدة أسبوعين في جميع أنحاء الجمهورية، والاكتفاء برفع الأذان ضمن الإجراءات المتخذة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد.
وأكدت دار الإفتاء، في بيان لها، أنّ القرار جاء إعلاءً لمقاصد الشريعة الإسلامية العليا التي أكدت حفظ النفس وصيانتها من كل شر قد تتعرض له، مضيفة أنّ الصحابة الكرام فطنوا إلى هذا الأمر وقت الأزمات وصلوا في بيوتهم عند حلول الكوارث الطبيعية وغيرها من الأسباب المانعة.
وأشارت الدار إلى أنّ الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما قال لمؤذنه في يوم مطير: "إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم"، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: "أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة -أي: واجبة-، وإني كرهت أن أحرجكم فتمشوا في الطين والدَّحض -أي: والزلل والزلق".
ودعت دار الإفتاء المصريين جميعًا إلى الالتزام بكل التعليمات والإجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية للحفاظ على صحة المواطنين من انتقال العدوى، مؤكدة أنّ مخالفة ذلك تعرض الأصحاء للخطر وهو ما يأباه الإسلام وينهى عنه.