"شبرا البهو" بها سم إخواني.. اختبأ فيها صفوت حجازي ورفضت دفن طبيبة الدقهلية
باحث بالحركات الإرهابية: ما حدث عنف فكري.. والسوشيال ميديا عملت الواجب
قرية شبرا البهو
في موقف لا يمت للإنسانية بصلة، أثار غضب عدد كبير من المصريين، احتشد أهالي قرية "شبرا البهو" في الدقهلية، اعتراضًا على دفن الطبيبة سونيا 64 عامًا، التي وافتها المنية في مستشفى العزل بالإسماعيلية، بعد إصابتها فيروس كورونا المستجد، وتجمهروا أمام سيارة الإسعاف، ورفضوا دخولها المقابر، قبل أن تتمكن مديرية الصحة من دفنها، عقب تفريق أجهزة الأمن للمحتجين من أهالي القرية.
وزارة الداخلية أفادت في بيان لها، بأن المتجمهرين رفضًا لدفن الطبيبة فعلوا ذلك استجابة للشائعات ودعوات التحريض التي تروج لها اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية بدعوى منع انتشار المرض، حيث تم التعامل مع تلك العناصر وضبط 23 منهم.
تحريك الفكر الإخواني للمعترضين على دفن الطبيبة من القرية، أكد عليه شقيقها عارف عبدالعظيم، مالك إحدى الصيدليات الشهيرة بالمنصورة، أن المتهمين المقبوض عليهم بتهمة إثارة الشغب بالقرية، ينتمون إلى جماعة الإخوان حيث حاولوا تنفيذ ذلك للإساءة إلى البلاد، لذلك حرص العديد من أهالي القرية وعلى رأسهم العمدة تقديم الاعتذار لأسرة الطبيبة.
يبدو أن الأفكار المتطرفة لها باع داخل القرية، وسم الإخوان متأصل بها، وهو ما أكد عليه ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن لجوء الإخوانى صفوت حجازى بعد هروبه من رابعة العدوية عقب فض الاعتصام هناك إلى شبرا البهو، ليختبئ بها ويتنكر قبل هروبه إلى ليبيا والقبض عليه في الصحراء الغربية.
الأمر الذي استنكره الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حواره في برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية Dmc، مشيرًا إلى أن الإخوان والسلفيين مدربون على عمليات غسل الأدمغة، وهو ما تسبب في أزمة رفض أهالي قرية شبرا البهو دفن الطبيبة: "قالوا القرية هتنتهي وهتموت وبلدنا هتضيع، فلبسهم عار، لأنهم سكتوا عن الحق، واللي سكت يشيل".
مواجهة أي بؤرة تنظيمية والتعامل معها يجب أن يكون بكل حزم، وفقًُا لما قال سامح عيد الباحث والخبير في شؤون الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية، لافتًا إلى أنه يوجد في القرى بعض جذور جماعات الإخوان أما على مستوى الأفكار التي تكمن في عقول من تخلوا عن التنظيم وما زالوا يحملون أفكارا سوداء كما ذكرهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أو من خلال تجمعات أسرية.
وأضاف "عيد" لـ"الوطن"، أن ما حدث من أهالي شبرا البهو هو عنف فكري ناتج عن أفكار الجماعة والأيديولوجيا التي نشروها خلال 4 عقود بشكل واسع، وجذورها لازالت موجودة في بعض القرى، وخاصة في محافظة الدقهلية التي تحتوي على العديد من متبني هذا الفكر، وهو ما ظهر بناءً على اللائحة خلال انتخابات 2009، حينما ظهرت الخلايا الخاملة ونشطت وأعلن كل منهم عن اتجاهه.
وأوضح باحث الحركات الإرهابية، أن الحل لكي ينتهي هذا الفكر الإخواني من تلك القرى، هو التعامل مع النوعين، الأمن يتعامل بحزم مع التجمعات التنظيمية كالأسر وغيرها، أما الفكر فيمكن أن يعالج على المدى البعيد والمتوسط، وذلك من خلال التوعية الإعلامية التي من شأنها تعديل السلوك وإظهار الحقائق، والمناقشات الكلامية التي تؤدي لتغيير المعتقدات الخاطئة.
وتابع: "التعدي على حرمة الميت ليس من شيم أهل القرى الأصيلة، وإنما هو فكر إخواني متشرذم، القضاء قبض على 32 شخص وأحالهم للقضاء والسوشيال ميديا قامت بالواجب ضد المعتدين بشكل هائل".