بريد الوطن.. بين الضحك وسوء الأدب
الضحك
على الرغم من أن الضحك يُعد دواء نافعاً ومضاداً لحالات الإحباط التى قد نمر بها، إلا أنه فى بعض الأحيان يحكم الإنسان على غيره بسوء الأدب بسببه، بحجة أن الضحك بدون سبب من سوء الأدب، وقد يكون أحياناً ذلك الحكم فى غير محله. هناك فهم مغلوط يخلط بين الضحك وسوء الأدب، فالضحك الدائم غير مبرر السبب قد يدل على إصابة البعض بالاضطراب النفسى الذى يصيب مراكز التحكم بالعواطف فى الدماغ. ومن الاضطرابات النفسية التى قد تسبب الضحك حالات الهوس «الابتهاج» والتى يكون المريض فيها شخصاً مرحاً وفكاهياً فى ظروف غير مناسبة لذلك، وقد يضحك الإنسان بدون داعٍ ضحكات غير مبررة نتيجة لإصابته باضطراب عصبى فى المخ جراء تعرضه لصدمة نفسية شديدة تفوق احتماله لها، وتُعرف تلك الحالة باسم «نوبات الضحك البديلة للتشنج»، وقد يعانى أيضاً بعض الأطفال حالة من الضحك المتكرر ولفترات طويلة للتعبير عن أنفسهم، وذلك لعدم قدرتهم على الحديث، وتُعد تلك الأعراض من علامات الإصابة بالتوحد عند الأطفال، وقد يكون الضحك غير المبرر أيضاً أحد أنواع صور مرض الفصام ولا يستطيع المريض فى تلك الحالة التحكم فى عواطفه ومشاعره، وهو ما يُعرف بالفصام الوجدانى.
أخيراً لا تحكم على الآخرين بسهولة، لأن الحكم السريع هو إحدى علامات جهل الإنسان.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب
فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com