بريد الوطن.. بين الأعراض الجسدية والأمراض النفسجسمية
بعض الأعراض الجسدية
يستمر البعض على تناول الأدوية لمدة قد تصل إلى سنوات عديدة، دون جدوى أو شعور بالتحسن، فلماذا يحدث ذلك؟
هناك فهم مغلوط عند البعض يخلط بين العَرَض الجسدى والمرض النفسجسمى، ففى الطب النفسى هناك أمراض يطلق عليها «نفسجسمية»، وهى أمراض تظهر فى صورة شكوى جسدية، لكن جذورها ومسبباتها الأساسية هى نفسية بحتة، فالبعض قد يذهب إلى الطبيب لتلقى العلاج لبعض الأمراض العضوية نذكر بالأخص منها قرحة المعدة والقولون وتقلصات الشعب الهوائية وارتفاع ضغط الدم ومتلازمة الإرهاق المزمن، ويظل يستمر فى تناول الأدوية لعدة سنوات متتالية دون تقدم ملحوظ فى الشفاء، ويحدث ذلك، لأن تلك الشكاوى الجسدية هنا تُعد أعراض أثر الضغط النفسى وليست أمراضاً منفصلة بحد ذاتها، بينما الشكوى الأساسية هى الضيق والاضطراب النفسى، وتسمى تلك الحالة بـ«السيكوسوماتيك»، أى انفعال سلبى داخلى اتخذ صورة جسدية ليظهر من خلالها فيتأثر الجسد بالنفس والعكس أيضاً، وفى تلك الحالة يجب علينا الوعى بالمصادر المسببة للضغط والاضطراب وعدم التركيز على علاج العَرَض الجسدى الظاهر فقط، فاستمرار الضغوط يؤدى إلى بقاء خلل العضو المتأثر وربما تدميره نهائياً حتى مع استمرار العلاج الدوائى الذى قد يفشل فى مهمته، فإن أردنا تمام الشفاء، فعلينا بالبحث عن العامل النفسى لمعالجة الأصل الذى تسبب فى ذلك.
د. ريمون ميشيل - استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com