تفاصيل تسجيل تمثال ديليسيبس في الآثار الإسلامية والقبطية
![تمثال ديليسيبس](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/2561949751445804895.jpg)
تمثال ديليسيبس
أكثر من 120 عاما هي عمر تمثال مهندس القناة فردناند ديليسيبس، والذي غادر مقره الدائم ببورسعيد إلى الإسماعيلية ليعرض بمتحف القناة، "الوطن ترصد" تقرير وزارة الآثار والذي بناء عليه تم تسجيل التمثال بقرار رئيس الوزراء رقم 446 لسنة 2019، بشأن اعتبار تمثال ديليسبس أثراً، على أن يسجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية.
وطبقا لتقرير الآثار فإن "النحات الفرنسى بارتولدى صمم نموذجاً مصغراً لتمثال سيدة تحمل بيدها مشعلاً، والذى أصبح فيما بعد (تمثال الحرية) الأمريكى، وعرضه على الخديو إسماعيل، لكنه اعتذر عن قبول الاقتراح بإقامة التمثال نظراً لتكلفته الباهظة".
وأضاف التقرير العلمى حول تمثال "ديليسبس"، "أن الإمبراطورة الفرنسية أوجينى أوصت النحات بارتولد"، عقب مشاركتها فى احتفالات افتتاح قناة السويس بصنع تمثال ليوضع فى مدخل قناة السويس، وتحديداً فى طرفها الشمالى، ليصمم النحات "تمثال الحرية" بعد عام من افتتاح "القناة"، لكن عدم وجود سيولة مالية لدى مصر لإنشاء هذا التمثال الضخم، دفع الخديو إسماعيل للاعتذار عن عدم قبول المشروع، خصوصاً بعد التكاليف الباهظة لحفر قناة السويس، وحفل الافتتاح الأسطورى.
وظل مدخل قناة السويس ظل على حاله حتى بعد الافتتاح بـ30 عاماً كاملة، حين أراد مسئولو شركة القناة تجميل مدخل الميناء، وإضفاء لمسة جمالية عليه، تسهم فى تحسين الصورة العامة لحاجز الأمواج الغربى، وتخليد "ديليسبس" بإنشاء تمثال له يطل على المدخل الشمالى للقناة، وتم إسناد أعمال إنشاء الرصيف الذى وضع عليه للمهندس الإيطالى "ألبرتى" ونحت التمثال المثّال الفرنسى الشهير "إيمانويل فرميه".
وأظهر "التقرير العلمى للآثار" أن فكرة إقامة تماثيل للعظماء تخليداً لذكراهم فى مصر، تعود إلى عهد الخديو إسماعيل، حين أسند عام 1865 للفنان "كورديه" مهمة نحت تمثال لوالده "إبراهيم باشا"، ثم كلف لجنة فنية فرنسية بالإشراف على صنع التمثال من الناحية الفنية".
ونُحت بغرض الاستخدام التذكارى التخليدى، أو ما يمكن أن نطلق عليه "النحت النصبى، الذى يرتبط بحدث تاريخى توثيقى لشخص ما، أدى دوراً مهماً فى تاريخ الحضارة الإنسانية، كما جاء التمثال من أعمال النحت المجسم المنحوت من جوانبه الأربعة، وكان ذا كتلة مستقلة عن الخلفية ثلاثية الأبعاد، بحيث يمكن رؤيته من جميع النواحى.
وتابع التقرير"التمثال صُمم ببُعد يزيد على الحجم الطبيعى ليصل إلى الحجم الضخم، كما جاء فى نفس الوقت ليمثل محاكاة دقيقة لشخصية ديليسبس، حيث يتميز بالعمق والواقعية، والمشابهة الجامعة بين التمثال وصاحبه"، ويعبر التمثال يعبر بصدق عن شخصية ديليسبس، وأن صناع التمثال صمموه بشكل يعبر عن "العزم والإقدام" وهو أسلوب فرعونى أصيل فى التعبير عن رمز القوة، والمجد، والخلود.
وأكد التقرير أنه بعد 33 عاماً على إسقاط التمثال، تم إخراج الحطام من إحدى صالات البضائع حيث كان مودعاً، وأُدخل لترسانة بورفؤاد البحرية، ليبدأ المختصون تجميع حطام التمثال، وترميمه تحت إشراف المرمم الفرنسى "ميشيل ووتمان"، المتخصص فى ترميم الآثار المعدنية.
وساعد 6 فنيين مصريين المرمم الفرنسى فى إعادة التمثال لسيرته الأولى بعد 18 شهراً من العمل المتواصل، وبلغت تكلفة ترميمه 20 ألف دولار وقتها، بمساهمة من بعض الشركات الفرنسية، والمركز الثقافى الفرنسى فى القاهرة، وبعض البنوك الوطنية، خاصة أن التماثيل المصرية هى جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر العمرانى والمعمارى.
ويذكر أن اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وافقت فى اجتماعها بتاريخ 17 مايو 2017، على تسجيل تمثال ديليسبس فى عداد الآثار، كما وافق على ذلك أيضاً "المجلس الأعلى للآثار"خلال جلسته التى عقدت فى 22 أغسطس 2017، ليعرض وزير الآثار القرار على "مدبولى"، ووافق الأخير على اعتبار التمثال أثراً، وتسجيله فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية.