أزهري تعقيبا على حرائق فرنسا: يمهل ولا يهمل.. والمقاطعة سلاح قوي
حريق فرنسا
قال الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية السابق، إن الحرائق التي نشبت في فرنسا لها أسباب بالتأكيد، وعقّب بقوله "ربنا يمهل ولا يهمل"، داعيًا لتفعيل المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الفرنسية ردًا على الإساءات المتكررة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
واندلع حريق كبير اليوم، في مبنى مهجور بميناء لو هافر شمال فرنسا، بعد ساعات من إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول، وتصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون التي تعتبر هجومًا على الإسلام.
وأكدت شرطة أحد أكبر المواني الفرنسية، أنها تعمل على إخلاء المنازل المحيطة بموقع الحادث، وذكرت السلطات المحلية، أن 70 من عناصر الإطفاء و25 سيارة ونحو 20 شرطيًا يشاركون في إخماد النيران، فيما أكد تلفزيون BFMTV أن عمليات الإجلاء طالت نحو 300 شخص.
وقال عفيفي في تصريح للوطن: لا يوجد رابط بين الحرائق في فرنسا والاساءة للرسول، لكن ربنا يمهل ولا يهمل، فيقول تعالى "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا"، فربنا يمهل لكن المسائل ليست عاجلة بهذا الشكل".
وأشار أمين البحوث الإسلامية السابق، إلى أن الاستهزاء من الرسل بشكل عام كان موجودا: "نحن في عالم انتشر فيه الإرهاب فنحن ننشر السلام العالمي"، موضحًا أن هذا السلام لا ياتي من طرف واحد، "فلا يأتي من طرف المسلمين فقط لكن يجب ان يكون هناك احترام للمسلمين وغيرهم من اتباع الديانات السماوية أو غير السماوية لنرسخ لأسس من جسور من التعايش السلمي كمجتمع إنساني لكن عملية إشعال النيران أو تاجيج الكراهية مسألة تعطي فرصة للمتطرفين من الطرفين".
وتابع عفيفي: ليس معنى ذلك أن نغض الطرف عن الإساءة عن الرسول، فالغيرة عن الرسول في عروقنا، لكنها مسالة عاطفية وتنتهي بانتهاء العاصفة، ويجب أن يكون نظرنا أبعد فكل مجتمع هناك من يحب الاصطياد في المياه العكرة.
وحول سبل مواجهة هذه الرسوم المسئية والرد عليها، أوضح أن هناك قنوات أساسية على مستوى أصحاب القرار والحكماء في الدول: "وزارات الخارجية في كل دولة لديها دور، المسالة لديها حسابات ثانية مثل انتخابات رئاسية قادمة في فرنسا وكل واحد يحافظ على شعبيته في أوروبا".
وواصل عفيفي: "ننصح العوام من الناس أن المسألة لا ينبغي أن يطلق العنان للعواطف وأن نلتزم ونتأني في اتخاذ القرارات، لأن هناك قنوات رسمية وعلاقات بين المؤسسات الدينية كالأزهر والفاتيكان والمسائل فيها أكثر من قنوات رسمية"، متسائلا:"أين الأوزان النسبية للمسلمين؟ فالأمية والتخلف نسبتهم مرتفعة في المجتمعات الاسلامية، ويجب أن نكون داعين لديننا باخلاقنا وفقه الواقع والموازنات".
وحول دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية قال أمين عام مجمع البحوث الإسلامية السابق، إن هذا تحرك جيد ومسار مهم جدًا، وعبّر بقوله "المقاطعة سلاح ناجع ونوع من الإنكار".