افتتاح قلعة شالي بسيوة.. وخبراء: أهم المواقع الأثرية الإسلامية
افتتاح اعمال ترميم مدينة شالي الاثرية بواحة سيوة
افتتح الدكتور خالد العناني، والدكتورة "رانيا المشاط، وياسمين فؤاد"، وزراء السياحة والآثار والتعاون الدولي والبيئة، على الترتيب، واللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، بحضور بعض سفراء من دول الاتحاد الأوروبي، اليوم، قلعة شالي الأثرية التراثية، بعد الانتهاء من ترميمها على مدار 5 سنوات، وإعلانها ضمن التراث العالمي بترشيح من منظمة يونسكو.
جاء ذلك تزامنًا مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتنمية واحة سيوة في إطار جذري شامل يحافظ على طابعها التراثي المميز ويطور ما بها من بحيرات وآبار وعيون طبيعية للمياه، لزيادة إنتاج ما تشتهر به من محاصيل زراعية، على نحو يعزز من القيمة الاقتصادية والاستثمارية المضافة للواحة.
وتفقد الوزراء ومرافقوهم معرض الحرف التراثية والبيئية ونتاج المبادرات الشبابية المدعوة من برنامج "10 أيام من اجل المتوسط" التابع للاتحاد الأوروبي، كما شهد افتتاح مركز عمارة الارض والذي يحتوي على مجموعة من الصور ترصد تطور العمران بالواحة.
أهم المواقع الأثرية الإسلامية في الصحراء الغربية
وعن مشروع ترميم وإحياء قرية شالي الأثرية، قال المهندس عماد فريد، استشاري المشروع، لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن "شالي" تعد من أهم المواقع الأثرية الإسلامية بالصحراء الغربية، ويعود تاريخ إنشائها 1203 ميلادية، وبدأ السكان في هجرها عام 1820، إلى أن تركوها بشكل نهائي عام 1926، بعد سقوط أمطار غزيرة تسببت في تهدم معظم مبانيها.
وأشار إلى أن أعمال الترميم بدأت في 2018، بجهود مشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، لإعادة إحياء الحصن القديم بغرض إعلانه ضمن قائمة التراث العالمي بترشيح من منظمة يونسكو، وتم تنفيذ أعمال الترميم بأشراف منطقة الآثار الإسلامية في سيوة.
قلعة شالي تم بناؤها من مادة تسمى "الكرشيف"
وأضاف "فريد"، أن مشروع ترميم قرية شالي يأتي استكمالا لأعمال ترميم المسجد العتيق والذي افتتح بعد أعمال ترميمه عام 2015، ومسجد تطندي والذي افتتح بعد أعمال ترميمه عام 2018، موضحا أن قلعة شالي تم بنائها من مادة تسمى "الكرشيف" وهي أحجار ملحية توجد في تلك المنطقة وتمنح المساكن الدفء في الشتاء والرطوبة في الصيف.
وأوضح أن المشكلة كانت تكمن بأن هذه المادة غير مقاومة لعوامل الطقس لذا فإن القلعة كادت تندثر في القرن الماضي، ولذلك تم إطلاق هذا المشروع الضخم لترميمها للحفاظ عليها بتكلفة نحو نصف مليون يورو، من الاتحاد الأوروبي.
ومن جانبه أشار المهندس رامز عزمي استشاري المشروع، إلى أنه تم إعادة إحياء قرية "شالي" الأثرية لصورتها القديمة بنسبة حوالي 80%، وتم ترميم منازلها وشوارعها القديمة، إضافة إلى استكمال مسار السور القديم للقرية ورفعه لارتفاع 18 مترًا، لإعادته إلى صورته التي كان عليها قديمًا، وكذلك إنشاء مركز رعاية صحية للأمومة والطفولة لسكان سيوة ومعرض يؤرخ لعمارة الأرض.
مشاركة نحو 300 عامل من أبناء الواحة في أعمال المشروع
وكشف عن مشاركة نحو 300 عامل من أبناء الواحة في أعمال المشروع، الذي يستهدف بناء قدرات السكان المحليين على ترميم ممتلكاتهم، باستخدام طرق البناء التقليدية وكذلك وضع نظام تمويل متناهي الصغر، يسمح للمجتمعات المحلية ذات الدخل المخفض بترميم وحفظ ممتلكاتهم القديم منها والجديد.
وبالنسبة لمركز "رعاية الأمومة والطفولة"، بـ"شالي" الأثرية، قال إنه يأتي في إطار مشروع إحياء المدينة، ويستهدف توفير احتياجات الصحة الإنجابية الأساسية للسيدات والأطفال وهو عباره عن عدة منازل، حيث كان أول سكن لأهل المدينة، وتم بناءه على الطراز السيوي، حتى يكون جزءا من المدينة وتراثها، ويضم جزءا خاصا برعاية الأطفال، وآخر لرعاية الأمهات، ومعملا.
وحول مركز عمارة الأرض الثقافي، أكد "عزمي" أنه يقع في مكان متميز على حدود سور مدينة شالي القديمة، وبالتعاون مع العالم الأثري والمؤرخ الإيطالي، سرجيو فولبي، المحب والعاشق لواحة، سيوة تم دعمه بمجموعة من الكتب النادرة الخاصة بسيوة، وكذلك الخرائط القديمة الأصلية وأفلام تسجيلية عن سيوة وتواجدها القوي في التاريخ وخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أنه يتضمن خطوات توثيق مشروع ترميم وإحياء قرية شالي وطريقة بناؤه وأهم الخامات المستخدمة.
وبالنسبة للمنطقة التجارية، أشار إلى أنه تم إعداد التخطيط والتصميم المناسب لها، وقام الفريق المعماري بفحص وتحليل للنمط العمراني لمدينة شالي القديمة، وأنتجت الدراسة عن رؤية، وهي أن مشروع "إحياء مدينة شالي" سيصبح نموذجًا إنسانيًا لتطور واحة سيوة ككل، حيث يكون المشروع هو منبع أفكار التطوير لتصبح سيوة حاضنة للتراث والفن والثقافة.
أهالي سيوة يشيدون بتنفيذ المشروع
وبدورهم، أعرب عدد من أهالي واحة سيوة عن سعادتهم بتنفيذ الدولة هذا المشروع الضخمة الذي سيعيد للواحة بريقها، معربين عن أملهم في أن يكون هذا المشروع فاتحة لاستقطاب السياح إلى واحتهم الفريدة والتي تعتبر من أهم وأشهر الواحات في العالم، ومن أشهر مقاصد السياحة الشتوية والتراثية والترفيهية للسياح من مختلف دول العالم، إلى جانب المصريين الذين يتوافدون عليها.
واشاروا إلى أن الواحة بها العديد من المعالم الأثرية من بينها قاعة تتويج الإسكندر الأكبر وقلعة الوحي، ومعبد الوحي، إلى جانب مقومات طبيعية متميزة منها عيون المياه المتدفقة من باطن الأرض، والتي يعود تاريخها للعصور الرومانية القديمة وأشجار الزيتون والنخيل التي تحيط بالواحة.
وتقع واحة سيوة بمكان نائي من الصحراء الغربية، ويعتبر الصرح الأثري الاكثر وضوحا بها هو قلعة شالي أو مدينة شالي الأثرية، والتي تم بناؤها في عهد المماليك، "حوالي عام 1200 ميلادية"، لصد الغزاة.