القصة الكاملة لإعادة 55 سيارة مسروقة في القاهرة: الضابط عمل نفسه تاجر
المتهمون اعترفوا بترويج السيارات في 8 محافظات.. والأمن يعيدها
السيارات المسروقة بعد ضبطها
تاجر سيارات وعامل ميكانيكا ومتخصص سوشيال ميديا؛ 3 أشخاص كانت تجمعهم جلسة دائمة على مقهى؛ لم يغب عنها الحديث عن أحلام الثراء السريع بأي طريقة، وهو ما بدأوا في تنفيذه، بعد تعاونهم في جريمة ظنوا أنها كاملة، لكن الصدفة وحدها كشفتهم.
تعود التفاصل إلى اتفاق الثلاثة، على تشكيل "مافيا" مصغرة لسرقة السيارات، حيث كان العمل منظما بين الثلاثة، ومندوبيهم في المحافظات، فقد نجحوا في تجنيد 21 عميلا لهم في 8 محافظات لتصريف السيارات الفارهة والمهربة جمركيا لديهم، حيث يقوم "الميكانيكي" بمهامه في تغيير معالم السيارات وأرقام "الشاسيه" وتزوير اللوحات المعدنية.
وتأتي المرحلة الثانية الخاصة بالتاجر، وتكون بالتحصل على بيانات سيارات أخرى مماثلة بذات المواصفات "نفس الماركة والموديل واللون"، ودق أرقام الشاسيهات الحقيقية على شاسيهات السيارات المسروقة، واصطناع لوحات معدنية، وتزوير رخصة للسيارة، إمعانا في تجنب الرصد الأمني، بينما يكون دور المتهم الثالث هو التسويق للسيارات عبر صفحة "فيسبوك".
وهكذا ظل العمل مستمرا داخل "المافيا" المصغرة، دون أن ينجح أي عميل خدعوه في اكتشاف مخططهم وسياراتهم المسروقة، إلى أن لعبت الصدفة دورا في سقوط هذه العصابة.
بدأ هذا داخل أحد مكاتب مديرية أمن القاهرة، حيث كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، وكان الضباط أحمد جمعة، ومحمد المهندس، وعبد الفتاح رؤوف، وأحمد هيكل، في مكاتبهم يباشرون عملهم، كفريق مباحث سرقة السيارات بالمديرية، حيث لاحظ أحدهم انتشار صفحة تعرض سيارات فارهة، تنوعت ما بين جيب ومرسيدس، بثمن بخس أقل من سعرها الحقيقي، كما لاحظ تفاعلا من المواطنين الذين يسعون لاقتناء هذه السيارات، باعتبار أن ذلك سعر زهيد و"عربية لُقطة"، فعرضوا الأمر على رئيسهم المباشر العقيد تامر فراج، مدير مباحث سرقة السيارات بالعاصمة، فكلفهم بإجراء فحص كامل، والتواصل مع "أدمن الصفحة" إن لزم الأمر.
بدأ الضباط في مراسلة "أدمن الصفحة"، وزعم أحدهم أنه تاجر، والآخر أنه طالب، مؤكدين رغبتهم في اقتناء أحد السيارات المعروضة على الصفحة، فبدأ "أدمن الصفحة" في التجاوب معهم، وباستخدام التقنيات الحديثة تم تحديد مكانه، وبإجراء التحريات، تأكدت شبهات المباحث، حول أن السيارات المعروضة، بأقل من سعرها، جميعها مسروقة.
تحرر محضر أولي بالواقعة وبما أسفرت عنه التحريات، وتم تقديمه للنيابة العامة، التي أذنت بضبط المتهمين وتفتيش شخوصهم ومساكنهم، وانطلقت مأموريات ترأسها قطاع الأمن العام، بالاشتراك مع قوات من مديريات أمن القاهرة والقليوبية ودمياط والغربية والدقهلية.
وتمكنت قوات الأمن من ضبط المتهمين المنتشرين في هذه المحافظات، وبمواجهتهم اعترفوا تفصيليا بما نسب إليهم، وقالوا إنهم تخصصوا في سرقة وجلب السيارات المُهربة جمركيا وتغيير معالمها، والتلاعب في أجزائها الجوهرية، والتحصل على بيانات لسيارات أخرى مماثلة بذات المواصفات من حيث الماركة والموديل واللون ودق أرقام الشاسيهات، واصطناع لوحات معدنية ورخص مزورة.
وبتطوير مناقشة المتهمين، أرشدوا عن 55 سيارة ما بين مبلغ بسرقتها وأخرى مهربة جمركيا، لدى 21 متهما من عملائهم "سيئي النية" بنطاق 8 محافظات هي الإسكندرية والدقهلية والشرقية والغربية والقاهرة والقليوبية ومطروح والفيوم.
وتحرر محضر بالواقعة، وأُحيل المتهمون للنيابة العامة، التى أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.
واستدعت الشرطة ملاك السيارات، الذين تعرفوا على سياراتهم، وحرروا محاضر ضد المتهمين، يتهمونهم فيها بالسرقة.